رب صدفة خير من ألف ميعاد

علي اليساري

الصدفة وحدها جاءتني محلقةً بجناحي ريش الغمام وببوصلة الكاتب المبدع والصحفي البارع الاستاذ الدكتور احمد عبد المجيد احدِ اهم كتّاب صحيفة الزمان ورئيسِ تحريرها في (طبعة العراق !) هذا الرجل كينونتُه وجوهرُه اشبه  بسنبلةٍ  امتلأت بالغلّة الطيبة فانحنتْ تواضعاً بثقل ما تحمله من جمال الروح وثقة العارف وشآبيب المحبة !!

ثم كان لي شرفٌ باذخ وسعادةٌ غامرة ان ألتقي به بمصادفة غير محسوبة  ويتقبّلَ بمحبةٍ نسخةً من  كتابي الصادر مؤخرا تحت عنوان (bon appétit ) =شهية طيبة

لكن وما اجملها من ( لكن ) بعد ايام معدودات عقدت لساني فرحةٌ   لم انتظرها   وغمرني بسعادة لا توصف اذ التقيته على حين غِرّةٍ في ( كهوة وكتاب )  حاملا بين يديه الكريمتين سلّتين من  ثمار فكره وفيض كرمه  : احد كتبه في ادب الرحلات بعنوان ( يوميات ارمينيا)  تمثّلُ رؤيةَ صحفي عراقي في بلد الكنائس والمتاحف والمشاهير لكن الذي اهتز قلبي له  وغنّى بما كتبه عني وعن كتابي في صحيفة الزمان  تحت عنوان (شهية علي اليساري )  استميح اصدقائي عذرا لايراد بعضٍ من رذاذ عطره في تقييم ادائي في ( شهيتي وشهيتكم الطيبة ): المفردة لدى اليساري ترقص منتشيةً (بحرفية الحاذق)  بايقاع على الورق والجملة تتناوب لملاحقة ما قبلها بتناغم موسيقي ينتقل القارئ بين موضوعاته ونصوصه التي تثير الضحك لكنها تستثير الوجع دون ان يقع فريسة الاستهلاك والرتابة ! كما تتسم (شهيته الطيبة )بالثقافة الواسعة والالمام باللغة والمشاكسات المبطنة وهي مهارة لا تتوافر في الكثير من الكتاب !!

صديقي الكبير رفعةً ومنزلةً الدكتور احمد :

ماذا يمكن ان اقول لك بعد كل هذا ؟

لقد جعلت كاتبا مغمورا متواضعا اسمه ( علي اليساري ) كان يمشي ( حذوَ الحائط ) بقدمين مرتجفين على ارض زلقة  في قلب الضوء وتحت المجهر

هل تكفي شكرا واحدةً

لا اظن !!