هدى أسعد تقدم تجربة جديدة في الرسم: أعشق الأرض والفضاءات وتأثّرت بالمدارس الحديثة
بابــل - كاظـم بهَــيّــة
يزخر المشهد الثقافي العراقي بالطاقات النسائية التي برزت من خلال نشاطات في مجال الفن التشكيلي، والتشكيلية هدى اسعد (1973 - بغداد) خريجة معهد الفنون الجميلة 1994 -1995، تتميز بموهبة اهلتها ان تحتل مكانة مع زميلاتها في الوسط التشكيلي بجدارة، وهي تقدم تجربة جديدة في الرسم، عن تلك التجربة قالت: حيث رسمت الكتابات السومرية بمادة وتر بروف وبعدها لونت العمل ورسمت الواقعي، انا اعشق الارض ومولعة بالفضاءات وتأثرت بالمدارس الحديثة وما بعد الحداثة، بإنتاج وبتقنيات مختلفة وتجديد التلوين في اعمالي واكثر ها كانت هارمونية اللون وساهمت بتجارب جديدة.
وتحدثت التشكيلة هدى في حوار معها، عن المراحل الأولى قائلة (بداياتي كانت من خلال الطفولـــــــة ارســـــــــــم واخطـــــط بالألوان الرصاص والخشبي والوان الماجك على الورق، ومن خلال زيارات المعارض وقاعات العرض ونشاطات المدارس وبعد تخرجي من المرحلة المتوسطة، قبلت في معهد الفنون الجميلة وكنت من الطالبات المتميزات بالرسم، حيث تم تطوير موهبتي من خلال أساتذتي في المعهد). وعن اساتذتها التي تتلمذت على ايدهم وتأثرت بهم وما الذي تعلمت منهم قالت (لقد تتلمذت على يد اساتذتي كل من: سلمان عباس وسالم الدباغ ومحمد مهر الدين ووليد نصر الله، حيث استفدت من توجيهاتهم واستمريت وساهمت في معارض عدة في وزارة الثقافة وتجارب مختلفة الى ان دخلت كلية الفنون الجميلة كانت مرحلة انتقالية في عالم التشكيل).
وعن كيف تطورت موهبتها واي الادوات استعملت اوضحت: تحولاتي بالرسم من الرمزيات والحروف والكتابات والصخور الى الرسم الحر والفضاءات بدأت احول الاعمال من خلال تجاربي، حيث كان الانسان السومري سابقا يستعمل القصب وانا استعملت بطريقة يدويا للعمل بيدي حتى انتج الفن، وبدأت اطور موهبتي ايضا من خلال البيئة، حيث اتجهت الى الفضاءات والارض، واستغليت الاشجار اليابسة بحيث تحولت بتغير الرسم التعبيرية الرمزية وتحولت الان تعبيرية خالصة عن الحياة في الفضاءات المفتوحة والاراضي المهملة والرمال من خلال الموجودات تمكنت من خلق لوحة فيها جماليات ورومانسية، اخذت الزخارف والكتابات المسمارية وانتقلت الى البيئة والانسان والحرف الام والمواضيع الغنية بالتعبير والتفاصيل مثل.. الاشجار الحسية مثل جذع الشجرة من خلال تجاربي من المثلثات والرمز من الموروث العراقي، هذه هي اهم المواضيع التي ارسمها. وحولتها في عملي الحديث الى اشكال وحدات تشكيلية.
فكرة ولون
وعن اهمية اللون و الفكرة أشارت: فالأهمية النسبية للون والفكرة في الرسم تختلف بناءً على نوع الرسم والهدف منه. الفكرة هي الأساس في كل عمل فني، لكن الألوان تلعب دورًا مهمًا في نقل الفكرة. وعن خصوصيّة في أعمالها الفنية، واصرارها على الحداثة اكدت: انا امتلك خاصية لم يسبق فنان اخر يمتلكها، وهي رسم الشجرة اليابسة الميته في الارض، والبيئة الترابية الصحراوية التى لا يوجد فيها مياه وغبار وشمس وحشائش يابسة كلها وجدتها وانطلقت فيها بعملي وبتكنيك خاص بي، في لوحاتي استعملت الكثافة اللونية وانشاء ات مختلفة، حيث يشاهد المتلقي اعمالي يقف طويلا ليرى فيها موسيقى او قصة او رواية من الواقع.
وعن رؤيتها الخاصة اشارت ان الفن هو الحياة والسعادة، وهو كل شيء من الواقع يتم بصياغه جديدة ومعاصرة واخذ مفردات محيطه به، والفلسفة الخاصة والاستمرارية بالعمل الفني: هو انتاج ابداعي لون وثقافة، وللفن التشكيلي الان حركة قوية، ونعمل بجد وانجزنا الكثير فيه، وهذا اعده هو نجاح وتحدي.
وبخصوص ما يميزها عن غيرها أكدت: كل فنان له اسلوبه بالعمل وتميزه بصمته الخاصة وتطوره وتحولاته، بالنسبة لي بدأت من المدرسة الواقعية من رسم الموديل والستل لايف وبدأت اطور نفسي الى المدارس الاخرى المتعددة من المدرسة التكعيبي الرمزي والحداثة وما بعد الحداثة، وهنا بدأت اتميز لأعمالي، فاستلهمت فيها الرموز والمفردات الجمالية المستوحاة من الموروث العراقي حولته في العمل الحديث الى اشكال وحدات تشكيلية استفاد منها في تشكيل اللوحة بإنشاء اخر وبتقنيه تختلف عن التقنية السابقة التي كنت استعملها واشتغلها لخلق شكل بارز للرموز على سطح اللوحة. واشتغلتهاعلى نفسي بتقنيات اكثر وتحولت بعدها الى المدرسة «التعبيرية الرمزية» باستعمال الرولة والكثافة اللونية وبتقنيات مختلفة تميزت عن باقي الفنانات والفنانين في اعمالي وهذه بصمه ناجحة.
وعن تقيمها لردود فعل الجمهور ازاء اعمالها ذكرت (لوحاتي تعبر عن فكر ما موجود في داخل اللوحة لخلق شكل بارز من كثافة اللون وتكنيك بتقنيات مختلفة، عندما يجد المشاهد يقف وينظر امام لوحتي، ويوجد الفضاء المميز بعملي مع الجذع وهذا يكفي تقيم الجمهور بأجمل النقد والتشجيع منهم ورفع القبعة).
وعن ما تعنيه لها اللوحة بعد انجازها اكدت: اي لوحة اشتغلها هي منجز فني وناجح بالتعبير، بحيث بحثت عن التقنيات بالحفر والحرث عن التقنية الجديدة وتأسيس لغة بصرية شكلية للبحث عن القيمة العالية الالوان والهامات في تشكيل وتأسيس علامات الحقل البصري بالبحث والتجريب، وهذا يعتبر انجاز فني رائع.
عندما سألتها عن ماذا اثمرت تجربتك التشكيلية اجابت (لقد اثمرت 4 المعارض الشخصية الاول (اختزالات) على قاعة حوار للفنون/ بغداد2017 ، والثاني (علامات تكوينية) على قاعه زين مجلس الاعمال العراقي في الاردن... عمان.2018-والثالث (ساميات) على قاعه برونز /بغداد2022، والرابع (فضاءات حره) في المعهد الثقافي الفرنسي ببغداد).