الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صوت الشاعر


صوت الشاعر.

علي إبراهيم

 

لم يخلُ الأدب من أصوات شِعريّة تحيلك  إلى طريق الألم، وترسم خطّاً لما جرى ويجري لنفوس تجرّعت الموت، وحياة هي  بكلّ معاني الفوضى وضرب للإنسانية بجدار الحائط، وانا اقرأ  للشاعر المصري محمّد إبراهيم  ابو سنّة والذي يُعتبر شعره ضمن الواقعيّة، والغنائي مجلة الكويت العدد٢٠٠٦/ص٣٧.  له قصيدة الدمعة والسيف.

انْ تصبح كلّ طقوس الحقد

شعار العالم

ان تتهجّر كلّ البسمات

في وجه الظالم

انْ يتآكل في الظََّل جميع الضعفاء.

إنَّ هذه القصيدة من عتبة العنوان جمعت بين الدمعة والتي قد تكون  قاسية القلب من  ذكريات مريرة

، دمعة تميزّت من طقوس أبرزها الحقد؛والسيف الذي هو  رمز للبطولة، والذود عن النفس عند اشتداد وطيس الحرب، او قد يسلّط على رقبة البريء من اجل غاية في الطمع  او الانتقام.

والقصيدة جمعت بين  متضاد مثل الحقد، والابتسامة ، ونتيجة ينتصر فيها الظالم بعد ان يهشّم الضعفاء، او ان يتآكلوا من  هول الحقد المسلّط عليهم. هكذا  هي غزّة لم تجمع دمعات، بل انهاراَ من الدم الفلسطيني مصبوغاً به الجدران، وأبواب البيوت،والارض،والثياب، والحجر، ومشفى في العراء. كم هي  بشعة صورة المحتل لغزّة.

وإذا كان  للشاعر صوت في المدح، او الذّم، في الغزل او الطبيعة؛ فإنَّ صوت الرفض للمحتل قد الهبت الشاعر ابو سنّة في توكيد  الظلام الذي يتخطى الحدود بنصّ في عمليّة حسابيّة من مشار إليه ينفي الظلام، ونداء للأخوة من اسم يجثم بعد انطفاء  الضوء؛ وهو الليل. يقول من قصيدة عنوان كلّ هذا الظلام.

ليس هذا الظلام

هو  الليل يا اخوتي

إنّه دولة تتخطى الحدود

كلّ هذا الظلم =اليهود.

وتاتي دلالة الصورة القامة أوسع حين يصدر عنه دخّان حقود برمز إلى صفة  الاستمرار في الحقد، وليس  دخان رماد قد يطفئه الماء.!

الصورة مستمرّة  خارج حدود المكان  ونتيجة لمعادلة في نظر الشاعر هي: إنَّ هذا المؤكد والمشار إليه يساوي عند الشاعر بوصف اليهود الذين  جاءوا من اشتات العالم، واغتصبوا فلسطين، وصفتا الظلم، والحقد بلونها الأسود ملازمتان  لليهود؛ وما ترتّب على صفة الإحتلال منذ سبعة عقود، بمجازر توزَّعت بسنوات متباعدة.  هذا هو مجمل صوت الشاعر بوجه المحتل لفلسطين،. لكن بعد طوفان الأقصى هو نتيجة للقهر والحقد اللذين مارسهما المحتل في كفّة، وما وصل إلى حدّ الإبادة الجماعيّة في كلّ مسمياتها، ودوافعها، وميزان الحقد الثقيل في كفّة ثانية. ويعتبر الشاعر"" التطبيع الثقافي  مع إسرائيل بأنّها  فكرة خياليّة كما يتصوّر.""ويعلل الشاعر ذلك"" كيف تكون العلاقة طبيعيّة وبيننا كلّ  هذا الدّم، كلّ هذا الصراع، كلّ هذا الحق المستلب""

هذا هو الشاعر الذي نشر اعماله معتمداً على صورة الخيال، والعاطفة، والرمز؛ وكلّها مغذيات للنصّ  الشعري، و لكنّه يجعل فكرة  التطبيع أيّ كانت صفته أمام تساؤلات منها سنوات الدم، والحقد، وسنوات الحقّ المستلب لارض غزَّة فلسطين، ويكون الاستفهام في عند الشاعر استنكاري؛ وهذا ما أراد انْ يصل إليه من خلال صوته الشعري، والذي أعطى، صورة كاملة للمحتل، وضيق العيش من تواجده. وله مقولة عن  اختلاف الزمان يقول"" الإنسان يقاوم بالقصيدة الزمان اختلف، وكلّ الأجيال الشعرية تنبض بالرفض، وعودة الشعراء إلى منابعهم الشِعريّة الأصيلة""

يذكر أنّ الشاعر محمّد إبراهيم أبو سنّة قد حصد  جائزة  النيل للآداب لعام 2024عن مجمل اعماله  الادبيّة.

هذه وقفة عند صوت شاعر اباح بما رأى، وشاهد، وسمع عن همجية المحتل قبل ان يحدث طوفان الأقصى.،وعبّر عن ذلك بصوت عالٍ.

 


مشاهدات 138
الكاتب علي إبراهيم
أضيف 2025/07/20 - 3:43 PM
آخر تحديث 2025/07/23 - 5:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 254 الشهر 14952 الكلي 11168564
الوقت الآن
الأربعاء 2025/7/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير