عبد اللـه عراقي وتغيير الكنية خيانة
جاسم مراد
إذا كان العراق اجبر على تغيير الحدود في زمن الحرب ، فأنه في الوقت الراهن المساومة على خور عبد الله ، خيانة لا تغتفر ، المشاركين فيها ، والمرتشين عليها ، والساكتين عنها ، يتوجب احالتهم بغض النظر عن مواقعهم واسمائهم الى المحاكم العراقية كلا حسب دوره وحجم المشاركة ، وبالتأكيد إن مثل هذه المحاكم الوطنية يجب أن تكون علنية . فلقد اكد العديد من الخبراء ، إن تثبيت احقية العراق ارضاً ومياهاً بخور عبد الله عبر المفاوضات والرسائل المتبادلة ، والحقوق القانونية الثابتة ، كان يجب وضعها في ادراج الأمم المتحدة ، ولكن التأخير بين رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية ، قضية فيها وجهة نظر . إن ( 110) نواب يطالبون رئاسة مجلس الوزراء بتنفيذ قرار المحكمة الاتحادية وايداعه لدى الأمم المتحدة والمنظمة البحرية الدولية ، وبذلك يتكشف إن استقالة رئيس المحكمة
الاتحادية وعددا من القضاة المرموقين ، هو بسبب الضغط السياسي ، للتراجع عن قرار المحكمة الاتحادية ، وبهذا التصرف ، يكون هذا الضغط وتلك الاستقالة بغية التنازل عن خور عبد الله لصالح الكويت على حساب حقوق العراق في الأرض والمياه ، يحمل هدفين
أولهما مثلما تشير الكثير من التقارير ، هناك من قبض ثمن هذا التنازل ، والثاني ، يعبر عن ضعف الدولة والسلطة في الحفاظ على حقوق العراق ، وخضعت للضغوط والتخويف ، وفي كلا الحالتين ، فأن هذا الامر يستدعي موقفاً شعبياً ضاغطاً ، وموقفا وطنيا وقوميا من كل القوى والأحزاب والكيانات السياسية ، وان هذه القضية لأهميتها ، على المترددين من أعضاء مجلس النواب ان يلتحقوا بزملائهم ال ( 110) بغية يكون الموقف جماعيا واجبار قيادة مجلس النواب لرفع هذا الموقف لمجلس الوزراء . حينما شعرت الكويت بأهمية قرار المحكمة الاتحادية العراقية ، والموقف الباسل والشجاع من رئيسها المستقيل وعدد مهم من القضاة ، ذهبت مجلس التعاون الخليجي ، لاستصدار موقفاً مشتركاً مع الكويت ، رغم الغالبية العظمى من قيادات وأعضاء مجلس التعاون الخليجي يعرفون ويدركون احقية العراق بخور عبد الله ، وكل ما يجري هو ضمن الاطماع الكويتية بالمياه والأراضي العراقية . وهنا لابد من التأكيد ، بأن العراقيون يدركون جيداً بان الأرض التي اخذت من العراق بفعل الضغط الدولي والقرارات الاستعمارية الجائرة والحرب المستمرة ، هي ارض عراقية بامتياز ، ولكن رغم ذلك كان لابد من فتح صفحة جديدة ترسخ العلاقات الأخوية بين الطرفين ، ولكن يبدو إن بعض الأطراف الكويتية ، وجدت ببعض المسئولين العراقيين وأولئك الذين يسبحون بالبرك العفنة ، يسيل لعابهم للاموال لذلك ، بالرغم من معرفتها بأحقية العراق بخور عبد الله ، فهي تطالب بهذا الخور العراقي متجاوزة مع الضعفاء والمرتشين ، كل الوقائع والدلائل التي تثبت الخور العبد الله عراقي التاريخ والولادة والكونية ، ومن يريد دون شوشرة ومشاكل وخصومات أن تشكل لجنة من المختصين العراقيين وأخرى مثلها من الكويتيين ويجلسون ، في المملكة العربية السعودية أو جمهورية مصر العربية أو قطر ، او في ارض الفاتيكان لحل هذه القضية ، بدون ذلك ليس من مصلحة الاشقاء الكويتيين ، ولا من مصلحة الجهات الرسمية العراقية ، أن يتم التجاوز على حقوق الشعب في الأرض والمياه ، ذات مرة سؤل الباشا نوري السعيد عن قضية شط العرب بين العراق وايران ، كان جوابه هذه مياه عراقية لا انا ولا ابوي يستطيع التجاوز على حقوق الشعب العراقي ، المهم على اخوتنا الكويتيين أن يحسنوا الاخوة مع العراقيين .