الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
خواطر من زمن الكاوبوي

بواسطة azzaman

خواطر من زمن الكاوبوي

نعيم عبد مهلهل

 

1

لم نعد نستلذ بأفلام الكابوي.

فالغرب يتجول بوفرة في شوارعنا .

2

منذ أول افلام الكابوي المكسيكية . وحتى الدهشة الجمالية في لوحات فريدا كويلو .وانتهاء بالحنطة المكسيكية المسمومة . كنا نعرف المكسيك بأفلام الكابوي وموت الفلاحين المسمومين بقمحها .وعدا ذلك فلا أثر للمكسيك في كتب الجغرافية عندنا.

3

في طفولتنا كانت صور الممثلين على شكل كارتونة كبيرة ، نقطعها نحن بمقص واغلبهم من ممثلي افلام الكابوي ، وهذه الصور وحدها من تصلح لتكون هواية ولعبة في نفس الوقت.

ففي النهار كنا نتراهن بها من خلال الطرة والكتبة وفي الليل نتأملها في خيال الابحار من خلال جمال الممثلات وقوة مسدسات الممثلين ، وكانت اليزابيث تايلور التي مثلت دور كليوباترا اكثر الصور التي احتفظ فيها ولا اريد المقامرة بها كي لا أفقد متعة الليل عندما اضع صورها تحت وسادتي واتخيل نفسي انا القيصر الذي مثل دوره زوجها ريتشارد بورتون ويوم ماتت تلك المرأة الهائلة الانوثة تذكرت تلك الصور ، وكمية الحنين التي تصنعه لنا بالرغم من ان اشهر المجلات الالمانية وضعت لها صورا قديمة تذكرت الناس برحيل الجمال الاسطوري لذكرياتهم ،إلا ان الاثارة البريئة في صور الكارتون الملونة ظلت تشع بمزيد من الذكريات عندما كنت اضع صورتها تحت وسادتي واتخيل ان شفتيها سيصبحان قطار طوروس سيذهب بي الى كل مدن اوربا.

4

القاص بليغ حميد مسهرني يكتب القصة ، ولا اعرف من اي مدينة .ولكنه كان جندي في ثكنة الناصرية . يهبط على مقاهيها كل مساء .واغلب الظن انه من اهل قرية دويحسه في ضواحي قضاء غماس وتعرف على مثقفي المدينة وعرض عليهم قصصه ،لكنهم لم يستسيغوها لان ابطاله هم الممثلون في افلام الكابوي .عندما يفترض امر الفصيل في الثكنة رنكو . وعريف الفصيل جانكو وامر الثكنة ساباكو ..وهلم جرا ...وعندما سألوه مزاحا :لاتوجد كلوديا كاردينالي في قصصك قال في الثكنة توجد قططٌ اناث ولاتوجد نساء...

ذات يوم غاب حضور بليغ حميد مسهرني عن المقهى .بعضهم سأل عنه وبعضهم نساه .والحقيقة ان بليغ هرب من الجيش الى الكويت ومنها الى اليونان ومنها الى المكسيك . وهناك عاش . ولايعرف ان كان بقي يكتب قصصا عن افلام الكابوي او توقف .

بعد 2003 عاد بليغا الى وطنه وفي جعبته عرضا لوزارة الدفاع ان يبيعها مسدسات رجال العصابات في افلام الكابوي .وفي اول وزارة اشترت منه صفقة من مسدسات الخردة وزعتها على العرفاء الذين استغربوا شكلها فجاء بليغ ليشرح لهم أنها كانت موجودة في ثكنة الناصرية ومن يحملها كان العريف جانكو والملازم رنكو ..

لاحقا ايضا تصبح صفقة بيع مسدسات الكابوي فضيحة ويهرب الوزير. فلم يجد لبليغ عمل اخر غير ان يدلف مبنى وزارة الثقافة ليعقد عليها صفقة بيع لوحات للرسامة المكسيكية فريدا كوهلو .وافق الوزير .لكن وكيله رفض بشدة .وقال :ذات يوم باعتنا المكسيك الحنطة المسمومة .وحتما هذه اللوحات مزيفة

 

 

 


مشاهدات 85
الكاتب نعيم عبد مهلهل
أضيف 2025/07/15 - 4:19 PM
آخر تحديث 2025/07/16 - 4:17 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 162 الشهر 9918 الكلي 11163530
الوقت الآن
الأربعاء 2025/7/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير