القضية لم تنتهي بإستشهاد الحسين

فاطمة علي

 استمرت القضية الحسينية  كرمز للحق والعدل في مواجهة الظلم عبر العصور.

 إن الحقد الأموي الموجود  يمتد إلى يومنا هذا، حيث نجد آثار هذا الصراع تتجلى في سياقات مختلفة من العالم الإسلامي.

 على سبيل المثال، دولة الكويت، التي تُعتبر مركزاً للثقافة والدين، تمنع العزاء على الحسين، وهو سبط نبيهم، مما يثير تساؤلات حول حرية التعبير الديني.

وفي المملكة العربية السعودية، التي تُعتبر مهد أهل البيت وأرضهم، يُمنع أي نشاط يتعلق بذكرى الحسين،

 مما قد يُفهم كرفض للاعتراف بدوره التاريخي والديني.

وما يزيد الأمر تعقيداً هو أن أي شخص يرتدي الملابس السوداء، التي تُعتبر علامة حزن على استشهاد الحسين،

 يُواجه بالتحرش و العنف أوالقتل  مما يُظهر مدى الحساسية تجاه هذا الموضوع.

لكن القضية لا تختصر فقط على الشيعة،

 حيث أن ما يمثله الحسين عليه السلام هو قيمة إنسانية تجمع بين جميع الأديان السماوية. الحسين لم يمت فقط دفاعاً عن العدالة، بل وحد العالم في النضال ضد الظلم والتمييز.

 إن الذين قاتلوا مع سيد الشهداء والذين

وقاموا بقتل الحسين لم يكونوا جميعهم من الشيعة، بل كان بينهم مسلمون من مختلف المذاهب، وحتى  نصارى، ممن رأوا في فعلته سبيلاً للتعبير عن الإيمان بالقيم الأخلاقية والعدالة الاجتماعية.

 فمثلاً، يعتبر العديد من المفكرين المعاصرين أن الحسين يجسد مفاهيم الشجاعة، والكرامة، والرفض للظلم، الذي يعد ضروري لكل من يسعى لتحقيق العدالة في مجتمعه.

وهذا يجعل من قضية الحسين رمزاً عالمياً يُلهم الأحرار في كل زمان ومكان، ويجعله محور وحدة بين الأديان، متجاوزاً الحواجز والتعصب.

 إذ نرى كيف تكمن قوة الحسين في قدرته على أن يكون صوت المظلومين وملهمًا لأولئك الذين يسعون للتغيير، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو الدينية.

الحسين، إذًا، هو رمز لا يموت، بل يستمر في تحفيز الكثيرين للوقوف ضد الظلم وتعزيز مبادئ الكرامة والحرية،

 ليصبح في النهاية مثالاً يُحتذى به في السعي نحو عالم أكثر عدلاً وسماحة.