العلاف يسرد محطات من تاريخ الكرد
كتاب موسوعي يضيء شخوصاً ومحطات من تاريخ أهالي الاقليم
سامر الياس سعيد
مجددا يسهم الدكتور ابراهيم العلاف باضاءة فواصل من مكونات المجتمع العراقي مبرزا بكتاب جديد العديد من المحطات التي مر بها سكان اقليم كردستان معنونا كتابه الصادر عن دار ماشكي بـ(اهلي في اقليم كردستان ) الذي جاء بنحو 101 صفحة من القطع المتوسط ليسرد من خلاله العلاف الكثير من المقالات التي ضمها كتابه نحو حكايات مهمة من تاريخ اهالي الاقليم حيث برر كاتب الكتاب بانه ارتاى اصدار مطبوعه خوفا من ضياع ماكتبه بشان تفاعله مع اهله وشعبه في كردستان العراق طيلة نحو نصف قرن بدءا من رسالته الخاصة بالحصول على شهادة الماجستير عام 1975 والتي حملت عنوان ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922 وانتهاء كما اشار بكم من المقالات والدراسات حيث يشير الى ان الكتاب هو مجموعة من المقالات التي كتبها باوقات مختلفة ولها علاقة بجانب من تاريخ اهالي الاقليم ويستهل الكتاب بمقالة عن محمد امين زكي 1880-1948 مشيرا الى كون زكي يعد بابو التاريخ الكردي واضعا مقالته نحو تلك الشخصية في ذكرى وفاته ال75 حيث يشير الى محمد امين زكي من المؤرخين العراقيين الكورد ورغم كونه رجلا عسكريا لكنه اهتم بالتاريخ والدراسات التاريخية منتهيا الى الاشارة بان زكي يعد من ابرز الباحثين العراقيين المعاصرين ممن اهتموا بالتاريخ الكوردي عبر عصوره المختلفة بينما في المقالة التالية يتحدث العلاف عن التشكيلات الادارية في جنوب كردستان وهو عنوان كتاب اصدرته الاكاديمية الكوردية في اربيل ووصلته نسخة من الكتاب ليضيء نحوها مما تضمنته من معلومات وفي مقالته الثالثة يتحدث العلاف عن محاولات تدوين تاريخ الصحافة الكوردية مبرزا في المقالة الجهود التي جندت لغرض دراسة ذلك التاريخ بينما تبرز المقالة الرابعة في متن الكتاب ليتحدث العلاف من خلالها عن عبد الناصر والاكراد وفي تلك المقالة اشارات تاريخية مهمة عما ابرزه الرئيس المصري الاسبق نحو الاكراد ومحطات نضالهم وكان من بين مما ابداه عبد الناصر تجاه الاكراد في مقابلة اجراها مراسل جريدة لوموند موضحا بان الاكراد شعب شقيق للعرب ويحق لهم ان يتمتعوا بحقهم كغيرهم من الشعوب لممارسة نوع من الحكم الذاتي وفي المقالة التابية يتحدث العلاف عن الكورد في بلاد الشام ومصر ويقول عنه بكونه عنوان كتاب من تاليف الدكتور محمد علي الصويركي وصدر ببغداد عن وزارة الثقافة مديرية الثقافة والنشر الكوردية .
عصور مختلفة
ويتناول الكتاب المذكور بحسب العلاف الشخصيات والعوائل الكردية في بلاد الشام ومصر عبر العصور التاريخية المختلفة منوها بان المؤلف اردني من اصل كردي نشر فصول الكتاب في جريدة الاتحاد البغدادية ثم جمعها في كتابه المذكور كما تابع العلاف نحو كتاب اخر في مقالته التالية مشيرا الى كتاب ترجمه الدكتور خليل علي مراد الذي حمل عنوان اعيان الكورد والدولة العثمانية عن كاتبه هاكان اوزغلو وهو عبارة عن دراسة نشاة الحركة القومية الكردية في اواخر عهد الامبراطورية العثمانية اما في مقالة العلاف التالية فيضي حول سيرة الملا مصطفى البارزاني ومكانته ودوره في حل القضية الكردية في العراق عبر مقال موسع فيما يخصص المقالة التالية حول شخصية كردية اخرى وهو ابراهيم احمد الذي يكتب العلاف مقالة بشانه بذكرى وفاته ال21واحمد هو والد زوجة المرحوم جلال الطالباني المناضل والسياسي العراقي والرئيس الاسبق لجمهورية العراق ويصف العلاف تلك الشخصية بكونه عراقيا وطنيا وقوميا كرديا مناضلا عاش من اجل قضية شعبه ولم يبخل عليها وكتب القصة والرواية ومارس الصحافة وكان رئيس تحرير جريدة خه بات اي النضال كما يكتب العلاف عن شخصية اخرى هوعلاء الدين السجادي 1907-1984 بابرز دوره في خدمة حركة الاداب والثقافة الكرديين ولايكتفي العلاف بابرز الشخصيات بل ايضا الامكنة والمواقع التاريخية فيوجه بوصلته في متن الكتاب لايراد المعلومات الوافية الخاصة بامارة حدياب ومركزها اربيل مشيرا الى ان امارة حدياب كانت امارة قديمة او مملكة قديمة ضمن حدود الامبراطورية الاشورية كما يورد العلاف في سياق الكتاب نص محاضرته التي القاها في المركز العربي الكردي في السليمانية يوم الخميس الموافق 18 ايار من عام 2023 وحملت عنوان في معنى الاخوة العربية –الكردية اضافة الى ان الكتاب ايضا يتضمن مقالة كتبها العلاف تحت عنوان اثر العامل الاقليمي في العلاقات العربية -الكردية ويواصل العلاف ابحاره ضمن محطات الكرد فيترك كلمته للتاريخ بشان استفتاء كردستان العراق الذي جرى يوم 25 ايلول من عام 2017كما يستعرض في مقالة اخرى كتابا انجزه الشيخ الدكتور دحام ابراهيم الهسنياني تحت عنوان سيرة الصحابي جابان الكردي وابنه التابعي ميمون رضي الله عنهما كما يعود بسفينة ابحاره نحو توجيه دفتها للشخصيات الكردية فيكتب عن صالح اليوسفي من خلال ابراز سيرته ونضاله وشعره اضافة لاضاءة انوار معرفته لشخصية اخرى مميزة في اوساط الموصليين ومعروفة بينهم وهو المربي والشاعر والانسان الاستاذ حسن طه حسن السنجاري1935-2021وهي كلمة القاها العلاف في ندوة مصابيح الهدى التي عقدت في دار السيد علي فخري النومة عصر يوم الجمعة الموافق 14 تشرين الاول 2011 لمناسبة تكريم السنجاري كما يتحدث في مقالته التالية عن الدكتور احمد عثمان ابو بكر والبواكير الاولى لتدوين تاريخ حركة التحرر للشعب الكردي اضافة لايراد مقالة مخصصة للوزير الكردي والدكتور المهندس المعماري احسان شيرزاد 1920-2015 اضافة للمعلم والكاتب والمناضل والاكاديمي والانسان معروف خزنه دار كما يكتب العلاف عن الدور الذي اسهم من خلاله حسين حزني موكرياني 1883-1947 في تطوير الحياة الصحفية والثقافية الكردية المعاصرة اضافة لاستعراضه في مقالة تالية عن البواكير الاولى لنشاة الصحافة الكوردية في اربيل اضافة لاستعراضه لكتاب صدر منوها بالنشاط السياسي الكردي في بغداد خلال اعوام 1921-1958 واصدره احمد صابر الجمور عن دار قناديل للنشر والتوزيع في عام 2023متناولا في سياقه متابعة دور الاكراد في تاسيس الجيش العرقي موقفهم من تتويج الملك فيصل ملكا على العراق عام 1921 وشاركتهم في الوزارات المتعاقبة من عام 1921 لغاية 1958 ودورهم في الحياة النيابية وفي الحيلاة الحزبية العراقية وفي ثورة 14 تموز1958وفي مقالته قبل الاخيرة في سياق الكتاب يتحدث العلاف عن حميد بدرخان بكونه كاتبا وصحفيا اضافة الى المقالة الاخيرة التي يضمها الكتاب ويخصصها العلاف للحديث عن مشاكل دراسة تاريخ الشعب الكردي ومهمات المجمع العلمي الكردي .
جولة متنوعة
عموما الكتاب يمثل جولة منوعة في تاريخ الكردوشخصياتهم وهو زاخر بالمعلومات القيمة الاي يحتاجها المؤرخين والاكاديميين لتكون نواة اولى في سبيل انجازهم لدراساتهم وابحاثهم حيث عودنا الدكتور العلاف على كونه نهر زاخر بالمعرفة ينهل منه الكتاب والباحثين في سبيل الاستزادة بمنجزهم العللمي حيث لايكاد خلو اي بحث او دراسة تصدر في وقتنا الحالي من الاشارة الى ما يدبجه يراع العلاف في سبيل الثقافة والمعارف المختصة بتاريخ العراق والوطن العربي والعالم بشكل عام .