عراقية كردية تقود ثورة إبطاء الشيخوخة من قلب الإبتكار الصحي
أمستردام -عدنان أبو زيد
وهي تضع قدمها بثبات في ساحة الابتكار الصحي، أعلنت الدكتورة ريزين سمو، الاستشارية العراقية-الكردية الهولندية، عن مشروع طموح يقود ثورة في علم طول العمر، من خلال شركتها الناشئة JUVINA BIOSCIENCE ، وتدعمها ماليًا عائلة ألمانية مرموقة عبر مكتب استثماري خاص.
وتقول الدكتورة ريزين سمو لـ الزمان: “لفترة طويلة، كنت أعمل مع المؤسسات الحكومية والشركات على فرص في صناعة الرعاية الصحية وطول العمر. لكنني كنت أشعر بإحباط متزايد من الفجوة بين ما تعرفه العلوم، وما يصل إلى المستهلكين فعليًا. ولهذا بدأت JUVINA BIOSCIENCE، لأعيد تعريف الممكن في هذا القطاع”.
وقد جاءت هذه المبادرة بعد مسيرة أكاديمية ومهنية ثرية، جمعت فيها سمو بين دراسة الدكتوراه في الابتكار بجامعة آيندهوفن للتكنولوجيا، والعمل البحثي في جامعة لايدن، والتدريس في جامعة نيويورك بأبوظبي، والاستشارات الاستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية. وبهذا الإرث العلمي والعملي، أسست شركتها بالتعاون مع شريك مؤسس، لتكون منبرًا يجمع بين البحث الرصين والمنتج الموثوق.
وتستهدف JUVINA BIOSCIENCE ما يعرف بـ”معالم الشيخوخة”، وهي تغيّرات بيولوجية دقيقة مسؤولة عن التدهور الصحي المرتبط بالتقدم في السن. وبدلاً من الاعتماد على مكملات تقليدية، تعتمد تركيبات الشركة على مقاربات متعددة تستهدف هذه المعالم في آن واحد، من خلال مكونات مدروسة تشمل أحماضًا أمينية ومعادن ومركبات وفيتامينات، مدعومة بأدلة علمية واختبارات صارمة تجريها مختبرات ألمانية مستقلة. وتضيف ريزين سمو: “نحن لا نخلط المكونات لمجرد التركيب، بل ندرس البيولوجيا الدقيقة ونطور تركيباتنا وفق نتائج بحثية صارمة. هدفنا هو خلق تأثيرات تآزرية تتفوق على المنتجات التقليدية في الفعالية والدقة، مع الالتزام بالاختبارات من طرف ثالث”.
وتتضمن رؤية الشركة إطلاق خدمات تشخيصية مستقبلية، مثل اختبارات الجينوم وتقديم عروض طبية مخصصة لكل فرد بحسب علاماته البيولوجية. كما تسعى إلى توسيع حضورها العالمي من خلال شراكات مع مراكز أبحاث ومؤسسات طول العمر.
وتتميز الشركة بمبدأ “الالتزام أبعد من الأعمال”، حيث ترتبط كل عملية شراء من منتجاتها بتبرع مباشر لإطعام طفل لمدة شهر كامل، بالتعاون مع Nourish Fund.
وتعلق ريزين سمو على هذه المبادرة بقولها: “طول العمر ليس امتيازًا يجب أن يُباع للنخبة. هدفنا تمكين الأفراد والمجتمعات على السواء، وتحقيق تأثير صحي ملموس من خلال العمل التجاري ذاته”.
ويأتي هذا النهج ضمن فلسفة إنسانية أعمق جسّدتها سوما سابقًا عبر تأسيس تطبيق MediQonnect، المموّل من منحة “مارينا فان دام”، والذي يربط النساء الحوامل في آسيا الوسطى بأطباء غربيين عن بُعد.
ومع نمو سوق طول العمر بوتيرة غير مسبوقة عالميًا، تتحرك JUVINA BIOSCIENCE ضمن خارطة طريق واضحة تشمل: إطلاق اشتراكات مخصصة ترتكز على علامات بيولوجية فردية، تطوير عروض مدعومة بالتحقق السريري، التعاون مع مراكز ومبادرات طول العمر العالمية.
وتختم ريزين سمو حديثها قائلة: “نحن نفتح عهدًا جديدًا من الابتكار الصحي، حيث تلتقي العلوم الدقيقة مع التصميم التجريبي، ليس فقط لإبطاء الشيخوخة، بل لمنح الناس حياة أطول… وأفضل”.
وتبرز أهمية المشروع في لحظة فارقة يتزايد فيها عدد السكان المتقدمين في العمر عالميًا، ويُطرح فيها سؤال جوهري: كيف نعيش سنوات أطول بصحة أفضل؟.
وتكمن الأهمية في ربط هذا المشروع بين أحدث ما توصل إليه العلم في مجال الشيخوخة، وبين حلول عملية وميسورة يمكن للمستهلكين الوصول إليها بسهولة دون تعقيد.
ويقدّم المشروع بديلًا علميًا عن السوق المزدحمة بمكملــــــــــــات مشكوك فــــي جدواها، عبر تركيـــــــــــبات مدروســة مثبتة بنتائج مخبرية وتستـــــــهدف آليــــــــــــــــات الشيخـــــوخة البيولوجية بشكل دقيق.
كما يفــــــــــتح البــاب أمام تطور صحـي جديد يشمل التشخــــــيص الدقيــــــــــــق والتدخلات الشخصية، ما يسمح بمقاربة وقائية لطول العمر بدلًا من علاجية لاحقة.
ويســــــــــهم المشروع في تمكين الأفراد والمجتمعات من تحسين جودة الحياة، لا فقط عبر العلاجات، بل أيضًا عبر الوعي والمعرفة والمشاركة في جهود إنسانية موازية.