الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الشيوخ وتحدي الشباب

بواسطة azzaman

الشيوخ وتحدي الشباب

عدنان سمير دهيرب

 

  الاهتمام بأمجاد الماضي أصبح شعاراً مجرداً يرفع لهزيمة عطالة الحاضر ، والهروب من إستحقاقات يتوجب ملاحظتها ودراستها علمياً لصياغة الخطط والتدابير لمعالجة المشكلات والامراض التي يعاني منها المجتمع . إذ أن الحياة في حالة تغير ودينامية تبعث على التطور والتقدم ، فيما إنجازات الماضي تشكل أحد عوامل التراكم التي تحفز على تقدم المزيد ، باستثمار الرأسمال البشري واستغلال الموارد الطبيعية ، وليس تطويق المبادرات ودحر طاقات الشباب ، وانشغالهم بالتسلية والتفاهات ، وبالتالي اتهامهم بالميوعة والسلبية . فالبيئة باتفاق معظم المختصين لها أثر مباشر على الافراد والجماعات . وأحد غايات تلك الاتهامات لكي لا تشارك او تنافس الشيوخ والطبقة المتنفذة التي لا تنظر سوى وجوهها في مرآيا تعكس الأفكار والأيديولوجية والمصالح الانانية لتلك الطبقة في الهيمنة على الثروات ، وإستغلال هشاشة الدولة ، سواء بالقوة الخشنة او الناعمة او الاثنين معاً ، لِسلب إرادة الجمهور المشتت بين الطوائف والأعراق والقبائل . فيما ظلت خصائص الشباب كالأحلام ، الطموح ، الحماس ، العمل ، التجديد والتغيير لتحقيق الذات وانتزاع الاعتراف ، معطلة ومهملة ، تبحث عن فرصة للوصول الى تلك السمات ، بوصفها الكوة التي تضيء المستقبل . غير انها لم تجد غالباً سوى التظاهر والاعتصام سبيلاً لاكتساب الحقوق ، جراء الإهمال والتهميش او الاستمرار بإجراءات ترقيعية لانتشالها من الفقر المدقع الى مستوى خط الفقر من خلال الرعاية الاجتماعية . وذلك المستوى هو أحد روافد الإحباط ، التعصب والعنف وربما الانحراف للوقوع في جُب التطرف . أو المشاركة في فعاليات جماهيرية ضخمة لتأكيد الانتماء والكينونة الوهمية ، والهروب من روتين الحياة والفراغ الذي تهدد فيه تلك الطاقات . فقد اثبتت الأبحاث العلمية على الدماغ البشري ( ان البيئة الرتيبة المملة الخالية من المثيرات والإثارات ، كما هو الحال في انظمة القمع والمنع والتحريم ، تعمل على ترقيق القشرة الدماغية ، وبالتالي تؤدي الى تدهور الكفاءة الذهنية ) . وهذا الواقع تجد فيه الحركات السياسية والمذهبية فرصة سانحة لاستغلالها كأدوات للصراع لتنفيذ أهدافها ومصالحها . مع غياب الدعم الوطني للصناعة والزراعة وقبلها التنمية الإنسانية والمعرفية الشاملة للمجتمع للوصول الى أهدافه في الحرية ، العدالة والكرامة . إن تلك الشريحة التي تمثل أكثر من نصف عدد السكان ، تُعد أكبر التحديات والأزمات التي تنفجر بين الحين والآخر مع كل حكومة، إضافة الى إنها طاقات كامنة تحمل ثنائيات العنف / السلم ، البناء / الهدم ، الاغتراب / الانتماء ، الابداع / البلادة ، العمل / الكسل ، والاندماج / التمرد . لا سيما وأن حوالي مليون شاب يدخل الى سوق العمل سنوياً .

 

 


مشاهدات 57
الكاتب عدنان سمير دهيرب
أضيف 2025/08/25 - 3:27 PM
آخر تحديث 2025/08/26 - 1:53 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 68 الشهر 18424 الكلي 11413510
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/8/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير