إستدامة بروس اليتامة

علي حجارة

   شئت أم أبيت ، أردت ذلك بملء إردتك أم لا، أعلمت أم لم تعلم .. فالكوكب اليوم يتحول بسرعة كبيرة لاتعترف بمن يتمسك بثقافة قائمة على اجترار الأمس، والمعادلة المؤلمة هنا هي أن ( الطايح رايح )، فالركب الذي ينادي المستقبل لا يتسع للجميع، وسط كل ما سبق ، ومن الأمور التي تستدعي الضحك على شر البلية هو إعلان مسؤولينا عن قرارات وإجراءات مُتمخضة عن لجان لم نعرف متى بدأت ومتى ستنتهي تُفضي في النهاية إلى اتخاذ ما يلزم بشأن أمور قد سبقتنا إليه الدول منذ عشرين سنة على الأقل، فالدفع الإلكتروني، والعمل عن بعد، والتحول الرقمي في المؤسسات، و ثقافة المشاريع الصديقة للبيئة، والاستدامة القائمة على التدوير وتقليل الكلفة، لهي من العناوين التي أجد من المضحك حقًا أن يتشدق بها أحدٌ من مسؤولينا اليوم بوصفها مُنجزًا، وهي في الواقع ( بالة ) الكوكب، ومتروكات العالم الحديث !  ... ألا تعوا حقًا بأن الدول اليوم تحاول أن تقلب الأمور رأسًا على عقب فيما يخص مُسلمات العصر، ألا تعوا بأن استبدالهم للمحروقات في مجال الطاقة لهو أمرٌ محتوم، وأن اليد العاملة في المدى القصير ستُستبدل بالذكاء الاصطناعي، وأن ما كان مُستحيلًا أن يُعمل بها في الواقع الافتراضي كالعمليات الجراحية، ومحاكاة الفضاء، والتدريب البدني قد صار ضمن جداول أعمالهم من الأمور الطبيعية.. عجبي !!.

أنا مُدركٌ بأن أغلب أفراد شعبنا مقهورون بالحاجة ودفع يومهم بتأمين متطلبات حياتهم اليومية وهو ما يشل الكثير من مناطق التفكير المعنية بما يحصل خارج الفقاعة التي نعيش فيها، ومع هذا يظن المسؤول بأنه بعيد عن رصده وهو يحاول أن يتعنت بمنجزات عتيقة المحتوى، وبعيدٌ عن أسهم النقد، بل ويظن أن من الممكن أن ( يعبرهة ) ببعض الادعاءات عن منجزات من هنا وهناك ... !!.

تعلقًا بما سبق وبما أننا على باب الانتخابات، وفي محاولة لـ ( أن تلحق الكذاب لباب بيته ) أرى من المهم للمواطن البسيط أن يستفسر ويستعلم ضمن منطق الشك والريبة ما أن ينطق المسؤول بالمصـــطلحات الآتية : ( صديق للبيئة، استدامة، تحوّل رقمي، ذكاء اصطناعي، طاقة شمسية .... الخ ) فإن وجدهُ مُصرًا في تعنته بأن له يدٌ وباع في هذه الأمور، فاضحك يا أخي المواطن .. نعم إضحك كثيرًا ودعه يضحك معك أيضًا..!!.