مجتمع لايقرأ

ماهر نصرت

إن أكثر مقالات الكتاب والمفكرين تذهب سُدى في أروقة مجتمع لايقرأ فهم يكتبون عن  مايجري في مجتمعاتهم من أحداث وقضايا متنوعة وهذا يجعل اشراقة الكاتب تخبوا وتتلاشى مع السنين حتى تضمر لديه ملكة الموهبة ويفكر في أن يعتزل عمله صوناً لكرامته وبذلك تضيع موهبته التي تحتاج إلى الدعم والتشجيع على الدوام كما تدعم الجماهير الفنان وهو فوق المسرح ، فكاظم الساهر مثلاً أو حتى كوكب الشرق أم كلثوم وعميد الأدب العربي طه حسين وأمير الشعراء احمد شوقي وغيرهم من النجوم اللامعة لم يصلا إلى ذلك المرتفع من النجاح إلاّ بعد ان لقوا التشجيع الكبير من الجماهير التي عاصرت أزمانهم فرفعت معنوياتهم وانطلقوا يواصلون إبداعهم  برغبة عارمة نحو التجديد والارتقاء .

ان دولنا العربية باستثناء مصر وبعضاً من دول الخليج الناشئة ثقافياً للتو مليئة بالإحباط للموهوبين الذين مافتئوا يقدموا لمجتمعاتهم الجديد في الأدب والموسيقى والفن بكافة صنوفه ، وكم من كاتب أو شاعر أو فنان اعتزل عمله بعد أن وجد نفسه مهملاً في مجتمعه إلاّ من بعض المشجعين الذي لايتعدون عدد أصابع اليد ، إن أكثر المجتمعات الغربية  تتفاخر بكتابها وشعرائها وفنانيها لكونهم أصحاب مواهب ويمثلون مجتمعاتهم على الساحة المحلية الدولية فلا يستطيع أياً كان أن يلقي شعراً أو يكتب مقالة مثالية صالحة للنشر أو يعزف على آلة موسيقية أو يصبح معمارياً ناجحاً إلاّ بالموهبة فإهمال المجتمعات لمبدعيها الموهوبين تعكس حقيقة لامبالاة المجتمع وتأخره الثقافي ونتمنى أن لانكون من ضمن تلك المجتمعات بعد أن ظهرت لدينا بعضاً من تلك الخصال فالعراق بلد الثقافة منذ الماضي البعيد وتلك المكتبات مليئة بكتب المؤلفين العراقيين التي أضافت إلى رصيد الإنسانية عبر السنين كيلاً جديداً من الثقافة والتطور الفكري نستطيع ان  نباهي بها الأمم ، فيجب أن لانُضيّع هذه الانجازات في يومنا الحاضر ونبدو للعالم شعب فقير ثقافياً لايقرأ ولا يكتب.