الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السياسي .. وعود بلا موعد

بواسطة azzaman

السياسي .. وعود بلا موعد

حامد الزيادي

 

تخطينا عشرون عاما من  التخبط السياسي نتيجة التخوف والقلق الواضح لدى (صقور السلطة) لتشبثهم الهستيري بالمغانم والامتيازات التي حصلوا عليها مقابل تعهدات والتزامات قطعوها لرعاة ( النظام السياسي) طلبا للحماية والرعاية التي منحتهم دورات انتخابية متلاحقة مكنتهم من تعزيز نفوذهم واحتكارهم للعملية برمتها وأصبحت منافستهم ضربا من الخيال كونهم يمتلكون مفاتيح العملية السياسية مما قطع الطريق على اي محاولة تغيير أو تعديل للمشهد القاتم في ضل وجود  (السلاح المنفلت والمال السياسي والتدخلات الأجنبية والمحاصصة الحزبية والطائفية السياسية والابتزاز والتسقيط والتخوين والتهميش وغيرها) .

عملية انتخابية

مما كرس وضع معقد وصعب يحتاج إعادة نظر شاملة بكل قواعد اللعبة السياسية قبل خوض اي عملية انتخابية جديدة  حيث المقدمات الصحيحة تأتي بنتائج صحيحة، فهل يصح دخول العملية بكم هائل من الأحزاب السياسية التي تجاوز عددها 509 حزب سياسي أو قوائم تحالفات تجاوزت 100 تحالف من دون التحقق من بنية هذه الأحزاب وخلفياتها وتوجهاتها وتاريخها وسيرتها ؟! فهل عالجت المفوضية  ملف (الاجنحة المسلحة لهذه الأحزاب أو مصادر التمويل أو اللجان الاقتصادية أو المافيات أو السجلات الجنائية أو مواقفها الطائفية أو ارتباطها الخارجي أو مطابقتها لقواعد السلوك والتعليمات في قانون الأحزاب) فهل فكرت المفوضية العليا للانتخابات في تطبيق كل ذلك؟! وخصصت جزء من اهتمامها بقدر تركيزها اليوم على حث الناخبين على تحديث السجلات وممارسة الضغوط عليهم لترفع نسبة عدد المحدثين فيما نرى قوائم الأحزاب فقط في سجلات المفوضية ونادرا ما نرى لها مقرات أو قيادات أو قواعد شعبية  أو نشاطات حزبية في أرض الواقع الا قبل الانتخابات بأيام معدودة سرعان ما تتلاشى بعد الانتخابات!! مما يدل ان كل هذه الامكانيات والقدرات التي  تسخر للانتخابات تنتهي معها من دون ترسيخ لعملية سياسية رصينة لاستقرار الدولة ، وامام هذه الفوضى تريد من الناخب العراقي تحديد خياراته وقناعاته بكل يسر وسهولة ؟! وهو يرى الفشل السياسي بأت يضرب على واقعه المعيشي والحياتي امام الوعود المزيفة التي تذهب ادراج الريح.

استقرار سياسي

عندما يعلن القسم والولاء لزعيمه السياسي كي يضمن المكاسب والمغانم فيما يبقى الناخب يندب حظه العاثر. لهذا ما زلنا ندور في فلك  العملية السياسية في العراق التي تراوح في مكانها لأنها تختلف جذريا عن كل العمليات السياسية في العالم! فهي خليط غير متجانس من عمليات التجميل والترميم التي لم تسفر عن استقرار سياسي واضح المعالم وهذا ناتج من جملة احداث سياسية واجتماعية واقتصادية رافقتها ودفعتها بين الحين والآخر للجوء الى تعديلات وتعليمات وأنظمة وسياقات وصراعات اقطاب العملية السياسية حتى بلغت لحد الان أربعة تعديلات إضافة لمقترح تعديل خامس يضعها ساسة السلطة بما يتوافق مع طموحهم ورغباتهم بعيدا جدا عن قوانين وقواعد سياسية رصينة تاخذ برأي ومصلحة الشعب لإنتاج نظام سياسي واضح المعالم.

 

 

 


مشاهدات 312
الكاتب حامد الزيادي
أضيف 2025/06/02 - 3:25 PM
آخر تحديث 2025/06/04 - 6:45 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 141 الشهر 3863 الكلي 11138517
الوقت الآن
الأربعاء 2025/6/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير