الجرجرة مضاربات التوهم وتسليح المزاعم
عادل سعد
•تستخدم مفردة الجرجرة في الحياة العراقية اليومية العامة أداة ذم للأشخاص المصابين بمتلازمة الادعاءات المزيفة وتصنيع أرصدة جاه لهم من الفقر النفسي المصابين به ،والتمدد على حقوق الاخرين بالمزيد الشد والتنابز وأحتكار عصمة مزورة ، ولا اعرف ان كان لهذه المفردة استخدامات في البلدان العربية الاخرى ،أو ان هناك مرادفات لها تعطي ذات المعنى ،كما لا اعرف ان كانت لها مرادفات في لغات شعوب اخرى .
•بتفصيل مضاف ،الاشخاص الجرجرة يدمنون على بذل المزيد الجهد المظهري على وجودهم وحين يشاركون في مناقشات معينه تجدهم مصرين على الاراء التي يطرحونها بنكدية مفرطة ، وعدم التنازل عما يطرحونه رغم أن الحقيقة في مكان اخر .
•الجرجرة مأخوذة لغوياً من الفعل جرَّ ،يجر جر، انجرار، الجر ،من كل هذه المحطات اللغوية تستمد حضورها في خليط تفسيري بعضه يضارب ،أو يلائم بعض ،وهي بقدر الحماقات التي تزينها ، تظل المراهنة على الاشخاص الجرجة محفوفة بالمخاطر ويكون المبتلى بها أولاً صاحبها ، شأنه في ذلك شأن الطاووس الذي تقول الحكمة ان (ريشه عدوه) .
•قد يكون الامر سهلاً ، اذا كان التعامل مع الاشخاص الجرجرة على مستوى العلاقات الثنائية عندها فحسب من اليسر التعاطي معه بروح الاهمال ،أو الترفع ، أو غض النظر ، لكن المشكلة عندما يكون المصاب بداء الجرجرة على مسؤولية معينة وخصوصاً في المجالات التي تتعلق بموجبات بناء الدولة المدنية الحديثة .
•بلا شك ، داء الجرجرة على الصعيد السياسي العراقي يتفشى الان بمعدلات خطيرة وصارت له دالات برؤوس مقرفة .
•السؤال ، هل هناك فرصة في الانتخابات البرلمانية المقبلة للشطب على السياسيين الجرجرة ،بمعنى عدم انتخابهم ،لا شيء واضح مع تنوع المزايدات والبيع والشراء بالذمم.
•الجواب مرهون بما ستسفر عنه تلك الانتخابات .