الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رؤية وموقف وإنتظار

بواسطة azzaman

رؤية وموقف وإنتظار

جاسم مراد

 

القمة العربية في بغداد أمامها ثلاث قضايا ، على الأقل من وجهة نظرنا كمواطنين ومتابعين عرب ، في البدء إن الرئيس الأمريكي ترمب وخلال زياراته للمملكة العربية السعودية ودولة قطر والامارات العربية المتحدة ، اكد بأن المنطقة العربية مهمة ، ودول الخليج العربي تلعب دوراً في تحقيق السلام في المنطقة وبين روسيا واكرانيا والكثير من بؤر التوتر بما فيها المباحثات الإيرانية الامريكية  ، وهذه شهادة من الولايات المتحدة الامريكية ، هذه الوقائع تؤكد بأن المنطقة العربية ودولها ، تمتلك الكثير من الأوراق ، وهي المهمة في صناعة الاستقرار والسلام ، ولعل إشارة الرئيس الأمريكي الى إن البعض يصر على شن واستمرار الحروب هو عملاً غبيا ، وذلك يعني بطريقة الهمس الى إسرائيل ، كذلك أوضح بأن ما يجري في غزة عملا وحشياً .

من المهم جداً ان تكون لقمة بغداد موقفاً جماعياً واضحاً اتجاه العدوان والمجازر التي يمارسها الكيان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية ، وهذه مسؤولية قومية ووطنية وإنسانية وحضورية ، الامة التي لا تحمي شعوبها ولا تنتصر للمظلومين من ابناءها ، فهي بالضرورة تكون سهلة  للتجاوز والاعتداء على حواضرها ، وفي الوقت الذي يجتمع فيه القادة العرب في عاصمة العراق بغداد ، تكون هذه القمة قد سجلت ( 77) عاماً على الاحتلال واغتصاب فلسطين وبيت المقدس مسرى الرسول ( ص) و ( 19) شهراً على العدوان الهمجي البربري الإسرائيلي على قطاع غزة تسبب حتى الان مقتل ( 52 ) الف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء

إن هذه القمة مفصلية في حياة الامة ، وهي أصلا يجب أن لا تخضع للمناشدات ، فقد تعبت الامة من التوسلات والمناشدات والطلبات ، فهي الان بحاجة الى مواقف فعلية يدركها الجميع ويخشاها العدو ، وهي امة قادرة على ذلك ، ليس بالضرورة ان تستعمل السلاح ولو له أهميته عندما يتعلق الامر بالأمن القومي العربي ، وليس اكثر تهديداً للأمن القومي العربي من هذا الذي يجري على حدود ثلاث دول عربية يمتد لكل الامة .إن الوضع العربي عموماً وليس فلسطين وحدها أو لبنان وسوريا مستهدفة من العدوان الإسرائيلي ، الامر الذي يتطلب مواقف وقرارات تتجاوز تلك التي أصدرتها القمم السابقة ، لكون الوضع يتطلب ذلك، ولعل ماتمتلكه الامة من موارد مذهلة وطاقات بشريه مفعمة بالحيوية وبحار وممرات مائية يجعله أن تكون في مقدمة الأمم لسماع صوتها والاستجابة لحقوقها ، هذا إذا تفاعلت تلك الإمكانيات ووظفت لصالح حقوقها واماني شعوبها ، فالشعوب بحاجة الى موقف ، والموقف مسؤولية القادة والزعماء ، فهل نبقى على جادة الانتظار ، ومن ينتظر بدون هدف حتماً يصيبه الهزال والوجع والاندثار.

قمة بغداد فرصة مهمة ، لتسوية الخلافات العربية العربية ، وتحديد الاطار لمعالجة الازمات في سوريا والسودان واليمن وليبيا ، باعتبارها مشاكل تعدت الاطار الموضوعي لها وأصبحت قابلة للتشظي ، وبالطبع ينعكس ذلك على عموم الساحة العربية ،ونأمل باللجان التي تشكل ليس كسابقاتها ، وإنما لجان ذات مصداقية وقرارات فعلية ومساحة واسعة من المسؤولية ، وليس من المقبولية أن تتحمل اليمن السعيد وحده العدوان الصهيوني الإسرائيلي لمجرد اعلن فعلياً الانتصار لغزة ودعم شعبها العظيم الذي تجاوز بعظمته وصموده ماجرى لستانغراد الروسية في الحرب العالمية الثانية ، أنه شعبكم أيها العرب ، لا يريد جيوشكم وان كان حقاً عليكم ، وإنما يريد منكم وقف الإبادة والتجويع الممنهج الإسرائيلي ضد هذا الشعب العظيم ..


مشاهدات 22
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2025/05/16 - 4:46 PM
آخر تحديث 2025/05/18 - 12:42 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 212 الشهر 22176 الكلي 11016180
الوقت الآن
الأحد 2025/5/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير