الأمم المتحدة قلقة من تفاقم الأوضاع وإشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة
توتّر أمني في طرابلس والعراق يطالب رعاياه المقيمين بإلتزام المنازل
بغداد - قصي منذر
طرابلس - الزمان
أطلقت السفارة العراقية، نداءً للرعايا العراقيين المقيمين في مدينة طرابلس الليبية، بالتزام منازلهم، محذّرة من خطورة الأوضاع بعد تصاعد التوتر الأمني في المدينة.
وقال القائم باعمال السفارة أحمد الصحاف في تصريح أمس (وجهنا نداءً إلى مواطنينا المقيمين في العاصمة الليبية طرابلس بضرورة توخي أقصى درجات الحذر حفاظاً على سلامتهم وأن يلتزموا بيوتهم عملاً بتوجيهات الجهات الرسمية)، وأشار إلى إنه (تم تخصيص رقماً لتلقي الاتصالات في الحالات الطارئة).
قلق بالغ
من جانبها، أعربت البعثة الأممية في ليبيا، عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني في طرابلس واشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة في الأحياء السكنية ذات الكثافة العالية. وقال بيان أمس (ندعو جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال فورا واستعادة الهدوء، ونذكر جميع الأطراف بالتزامها حماية المدنيين في جميع الأوقات)، محذراً من إن (الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب).
وادت الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، بين مجموعات مسلحة متنافسة إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل. وقال مركز الطب الميداني بحكومة طرابلس في بيان أمس إنه (تم الشروع في انتشال ستة جثامين بمحيط منطقة أبو سليم، الواقعة في جنوب العاصمة).
ونشر المركز في وقت سابق، صورا لعدد من الجثث في أكياس بيضاء بجانب عدد من المدرعات والآليات العسكرية المدمرة في عدد من المواقع في أبو سليم.
وشهدت بلدية أبو سليم والمناطق الواقعة جنوب العاصمة طرابلس، اشتباكات عنيفة لساعات بين مجموعات مسلحة، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.
وأفضت الاشتباكات التي استهدفت مجموعات تابعة لجهاز دعم الاستقرار في أبو سليم إلى سيطرة مجموعات مسلحة تابعة لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية التي يقودها عبد الحميد الدبيبة على جميع مقرات دعم الاستقرار. وأفادت وسائل إعلام محلية بأ(مقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار والقيادي الأهم لأبرز المجموعات المسلحة التي تسيطر على مناطق مهمة في طرابلس منذ العام 2011).
فيما أعلنت وزارة الدفاع بحكومة طرابلس إن (العملية العسكرية انتهت دون تقديم تفاصيل).
من جهته، أكد الدبيبة إن (ما تحقق إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة على العاصمة).
تشكيلات مسلحة
ويعد جهاز دعم الاستقرار التابع اسميا للمجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، أحد أبرز التشكيلات المسلحة التي تفرض سلطتها بالقوة على مقرات حكومية وحيوية يفترض تأمينها من قبل وزارتي الداخلية والدفاع. وبحسب مراقبين، تزايد نفوذ المجموعات المسلحة التابعة لجهاز دعم الاستقرار وباتت تمثل تهديدا لسلطة الدولة وقدرتها على فرض نفوذها على المقرات المهمة. وبرّغم أنّ طرابلس تنعم بهدوء نسبي منذ الهجوم العسكري الواسع النطاق الذي شنّته قوات المشير خليفة حفتر في 2019 وانتهى في حزيران 2020 بوقف دائم لإطلاق النار، إلا أنّ العاصمة تشهد من حين لآخر اشتباكات بين مجموعات مسلّحة متنافسة لأسباب يتعلّق معظمها بالصراع على مناطق النفوذ والمواقع الحيوية.