غزة تموت والعالم يصمت
جواد العطار
الغريب ان تتراجع اخبار الموت والقصف الأعمى للمدنيين العزل في غزة والحصار الشامل لمليوني شخص بتعاون دول عربية وتدمير كافة ارجاء القطاع وكامل مبانيه... بنشرات الاخبار الرئيسية لصالح اخبار اقل اهمية حتى انها انحدرت الى خبر صغير بالسبتايتل بعد ان كانت الخبر الرئيسي في اهم القنوات العربية ، والاغرب ان تخرج التظاهرات الطلابية والاستنكارية في جامعات كولومبيا بامريكا وشوارع اوربا ويستنكر رئيس وزراء اسبانيا ورئيس فنزويلا ، بينما تصمت الشعوب العربية والاسلامية الا اليمن وايران ، ويصمت القادة العرب والمسلمون الا اليمن وايران ولا ينطقون بأية عبارات حول مسلسل الموت اليومي في غزة... فهل الأمر طبيعي؟ سؤال يطرح نفسه مع اعتبارات انسانية اولا؛ ومكانة فلسطين الدينية ثانيا؛ ولما لليهود من عداوة للإسلام والمسلمين ثالثا. والإجابة قد تكون طبيعية مع الماكينة الاعلامية الغربية التي تستهدف مخاطبة العقول وتشويش المتابعة والفضول بما لديها من إمكانيات كبيرة قياسا بالفضائيات العربية والتي اغلبها موجهة وصنيعة خارجية ، وهموم المواطن العربي والإسلامي والناتجة طبعا من سياسات الدول الكبرى اصلا. والسؤال الأهم لماذا لا تنطلي توجهات الإعلام الغربي على مواطنيه الذين ما زالوا يتفاعلون ايجابا مع اخبار القطاع؟.
الحقيقة ان الاعلام الغربي والفضائيات العربية المتعاونة توجه إلى الشعوب العربية والإسلامية لانها ببساطة هي الوحيدة التي لها القدرة على مواجهة الكيان الغاصب لا غيرها من الشعوب بدوافع دينية اولا؛ وروابط التاريخ المشترك ثانيا؛ والمصير الواحد ثالثا؛ لان الدور بعد غزة طال لبنان وسوريا واليمن وقد يطال دولا أخرى وأولها إيران.
انها الحقيقة الغائبة التي يجب أن لا تنسى ولا تذهب ادراج التاريخ مثلما يريد ترامب ونتنياهو ، وأن كنا لا نستطيع عمل شيء لغزة فاضعف الإيمان ان ندعمها بالكلام والاستنكار وجمع التبرعات مثلما كنا اول ايام العدوان. وان لا نطفيء جذوة الحماس والدعم ونزرع في نفوس الاجيال القادمة جرائم الاحتلال من دير ياسين وصبرا وشاتيلا إلى جرائم خان يونس وفيلادلفيا.