مع يوميات السيد محمد بحر العلوم 1950 – 1963 - الجزء الأول
حسين الصدر
-1-
العلامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم رحمه الله عَلَمٌ من أعلام العراق وقامة اختزنت في اعماقها تاريخ العراق بكل ما فيه من لطف واشعاع ، وبكل ما حملته الصحائف السود لمن جار وانحرف عن الصراط ممن تسلطوا عليه .
حتى كان الطاغية المقبور آخرهم وهو أشدهم فتكاً بالعراق والعراقيين .
-2-
ونود ان نوجه التحية والشكر الجزيل لصديقا العزيز معالي الدكتور السيد إبراهيم بحر العلوم – وهو نجله الأكبر على اهتماماته البالغة بتراث ابيه وحرصه على إخراجها للناس لما تضمنته من حقائق ووقائع لها مردوداتها الإيجابية الكبيرة .
كما نشكر أخانا الاديب البارع العلامة الشيخ عبد الله الخاقاني على مراجعته للكتاب وما بذله من جهد في هذا المضمار .
وليس ذلك بغريب عنه وهو التوّاق لخدمة الدين والعلم والأدب .
-3 –
فوجئت بصراحة حين علمت ان سماحة السيد بحر العلوم كان قد التزم تدوين الاحداث يوميا في دفاتره سواء كان في سفر او حضر في حين ان الكثرة الكاثرة من العلماء والادباء بعيدون عن هذا الميدان .
-4-
انّ التدوين اليومي للاحداث هو غاية ما نريد لمعرفة ما جرى وكيف جرى.
-5-
ان التاريخ في حقيقته لا يخرج عن كونه رصداً وتثبتا للاحداث والاخبار كما جرت .
-6-
في عام 1387 هـ – 1967 أكملت دراستي الجامعية في كلية الحقوق بغداد تخرجت منها بدرجة جيد جداً واعتمرت ( العمامة ) خادماً بسيطا من خدام الدين وكنت انتظر الخريف للالتحاق بالحوزة العلمية في النجف الأشرف وخلال ذلك أقام علماء بغداد والكاظمية حفلا بالمبعث النبوي الشريف
وكُلفت من قبل لجنة الاحتفال بالقاء قصيدة بالمناسبة .
وبالفعل نظمت القصيدة وقرأتها ونقلت وقائع الاحتفال من تلفزيون الجمهورية العراقية ببغداد .
وما ان انتهى الحفل حتى رأيت السيد بحر العلوم – رحمه الله – يطلب مني قصيدة في مهرجان النجف الشعري في ذكرى ميلاد الامام الحسين (ع) فكانت هذه أول اللقاءات بيننا .
ثم كلفني – بعد الالتحاق بالحوزة – بالتدريس في دورة خاصة أنشأها للفيف من الطلبة في الرابطة العلمية الأدبية في النجف الاشرف .
وهكذا بدأت الصلة تتعمق أواصرها ثم اضطر الى مغادرة العراق لينجو بنفسه من ملاحقات النظام العفلقي .
ومرت الأيام والاعوام حتى التقينا وعلى مدار عشرين عاماً في لندن نحمل راية المعارضة العراقية للنظام العفلقي المقبور ،
وقد عاد سماحته الى الوطن قبلي وترأس « مجلس الحكم «
نعم عاد الى عرينه في ( النجف الاشرف )
وقد كان ديوانهم ( ديوان بحر العلوم ) ملتقى الاعلام الاكابر وعيون الرجال من المقيمين والوافدين وكانت له الكلمة الفصل في حل المشكلات في البلد .
-5-
رحم الله السيد بحر العلوم وطيب ثراه ونفع بنظراته وكتاباته الأجيال .