الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ذكاء بأثر رجعي.. نتيجة كارثية

بواسطة azzaman

ذكاء بأثر رجعي.. نتيجة كارثية

فاتح عبد السلام

 

الذكاء الاصطناعي الذي يكتسح حقول المعارف والعلوم والطب والخدمات، انما هو حياة موازية للحياة العادية الي يصنعها البشر وتدخل فيها الاهواء والامزجة والانحيازات السياسية والوجدانية.

ما أحوجنا الى استخدام الذكاء الاصطناعي في مضمار الجوائز العربية في الفكر والثقافة والرواية والشعر التي تتكاثر على نطاق عربي واسع، ونجد غالبا بعض النتائج الصادمة في اعلاء عناوين أدبية وفكرية لا تستحق ذلك العلو، وهناك بعض الحالات التي بات بعضهم يطلق ازاءها مصطلحمتعهدي الجوائز”، في سلوكيات عربية توحي بالجدب الحقيقي للإبداع وحصره بثلاثة أسماء أو أربعة تتنقل من جائزة في دولة الى جائزة في دولة مجاورة لها مند عقد او عقدين او ثلاثة عقود احياناً.

 وحين يقع القارئ في فخ الدعاية والاعلام ويشتري كتابا فائزاً بعشرين دولارا على أمل الحصول على المتعة الفنية والثراء الفكري الذي جعل رواية معينة تنال أعلى المراتب مثلا، فإنّ النتيجة تكون صادمة حتى يشعر المرء انه أهدر ثروة في مقابل لا شيء.

هناك دول عربية تريد السير على حسب الأنماط

 العادية السائدة من دون دوخة رأس، فلا أحد يريد عملاً استثنائياً او جريئاً فيه رؤية تخالف المتداول من خيوط السياسة المحاكة في عواصم الجوائز أو ما جاورها.

حتى انّ التساؤلات تكبر ومن دون إجابة، في كيفية التفاعل القرائي للجان تحكيم من ثلاثة أشخاص في أيديهم ثلاثة آلاف رواية أو كتاب خلال ثلاثة أشهر، كيف تحصل القراءة؟ وكيف تجري عملية وضع الملاحظات؟ وكيف يمكن تمثّل العمل واستيعاب رموزه وآفاقه بقراءة أولى أو سطحية؟ يبدو انّ قراءة الأسماء والعناوين تسبق قراءة المتون أو تغلبها في الضربة القاضية في النهاية.

 احدى الفائزات بجائزة بوكر العربية قالت في كلمتها في خلال تسلمها الجائزة قبل سنوات انها كانت زعلانة لأنها لم تفز في مشاركة سابقة لذا لم تقرر الاشتراك في الدورة الأخيرة، لولا انهم «دعوها» لزج عملها في المسابقة في توقيت لاحق، يبدو انها ترضية آخر الزمان.

انّ الانحياز واضح عن عمد، او تقصير، او تقاعس او نقص خبرة، او بسبب الضغط الخارجي، وهي تهم تنفيها الدول الراعية للجوائز، وكذلك اللجان التحكيمية التي لا أحد يعرف ماهي الأسس المتبعة لاختيار اسمين أو ثلاثة من المنزوين هنا أو هناك، ليقرروا رسم مشهد عربي كامل في الثقافة العربية في مضمار معين لمدة سنة في الأقل.

 خلاصاً من تلك الانحياز، لابدّ من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، بنسبة كبيرة ودقيقة، وحبذا لو كان الاستخدام على سبيل الاختبار، بأثر رجعي لعقد من الزمان، لنحصل بعدها على نتائج كارثية في الأخطاء اللغوية والاسلوبية والاملائية والبنائية والمعرفية، وربما كشف الذكاء الاصطناعي آثار العلاقات الشخصية في كل الذي جرى.

 


مشاهدات 76
الكاتب فاتح عبد السلام
أضيف 2025/04/21 - 2:22 PM
آخر تحديث 2025/04/27 - 6:49 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 336 الشهر 336 الكلي 10994340
الوقت الآن
الخميس 2025/5/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير