بين صديقين
عبدالستار جابر الإسماعيلي
١
_ ياصديقي ثمة أمنية أكتمها في قلبي.
_ وماتلك الأمنية ؟
_ أمنية وحسب ...وهل محظور علينا أن نتمنى ؟
_ لا... أبداً...لكن الأماني أحياناً مجرد سراب .
_ حسبها خيالات تحلق بنا في أجواء وأحلام قد تنقلنا إلى لحظاتٍ ممتعة .
_ أحسبُ أني ... وأنا الخبيرُ بك ياصاحبي اقرأ أفكارك ... وأعرف مايجول بخاطرك !
_ ربما...ياصاحبي ...يسعدني أنك تشاركني أفكاري...يسعدني أنك تفهمني .
_ لكن دع أُمنياتك مكنونةً ...دعها مكتومةً ...حتى عني ...حتى عن حروفك... دعها ودعني !
_ قد أدعها ولكن صعبٌ عليَ أن أدعكَ ...صعبٌ ياصاحبي !
٢
_ أشتاقُ لحديثك ياصديقي
أشتاقُ كثيراً...حديثك عذب....
كلامك جميل ...وروحك أجمل.
_ أُبادلك الشعور ياصديقي .
_ تتشابه أفكارنا...وتتشابه همومنا.
لذلك اجد في حوارك واحة الجأ
إليها من دنياي المصحرة.
_ يؤنسني حوارك... وتعجبني
أفكارك .
_ كم أنا ممتن لك ياصديقي...كم
هي جميلة تلك اللحظات التي
نقضيها في ذلك الحوار.
_ وأنا كذلك ياصديقي.
_ استميحك العذر... صديقي
الفاضل ربما شَغلتُك عن
مشاغلِك وربما....وربما ...فالعذر
ياصديقي منك .
_ قد...وقد... أحياناً تشغلنا
المشاغل...فنلتمسكم العذر.
_ عذراً...والعذر عند كرام الناس
مقبول...دمت عزيزاًغالياً
٣
_ كانت نافذتك موصدة هذا
المساء...وكنتُ في حاجةٍ
لحديثكَ ياصديقي... فمرَ المساءُ
كئيبا.
_ أحياناً نحتاج إلى أن نوصد
نوافذنا وابوابنا لنخلد إلى الراحة
والهدوء .
_ أوافقكَ الرأي صديقي العزيز..لكن
هناك من ينتظر إطلالتك... ألا
تحسب له حسابا.
_ ربما ...كان لهُ حق في ذلك...ولكن
الإنسان أصبح في شأنٍ يُغنيه
في ظروف عضت بنواجذها على
الحياة ...فكانت حياة قاسية.
_ الأقسى ياصديقي أنك تتجاهل
صاحبك وقد عودته عليك ...
وأصبح مشدوداً إليك…فرفقاً به
ومن حقه عليك.
اوصد نافذتك ...لكن دعه يعلم
دعه يشعر أنك به تهتم .
_ قد يكون له ذلك... لكني اوصدت
نافذتي...ولم يكن في ذهني إلا
أن اخلد إلى راحتي.
_ ياصديقي خذ راحتك كما تشاء
ولكنك سلبت راحتي وسعادتي.
ياصديقي وإنك الحصيف تفهم
لغتي.