الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التميمي يعرض دراما دُخان الحياة من خلال (الزمان) لتبني إنتاجها تلفزيونياً

بواسطة azzaman

بعد 10 سنوات من الجهد المضني

التميمي يعرض دراما دُخان الحياة من خلال (الزمان) لتبني إنتاجها تلفزيونياً

 

بغداد - الزمان

أنهى القاص صادق فرج التميمي الجزء الأول من دراما (دُخان الحياة ــ قصة وسيناريو وحوار) بعد جهد مضني إستغرق نحو (10) سنوات في تدوينها، وفي هذا الجزء تناول أحداثا تأريخية مهمة تعرض لها العراق وبنفس سردي وبأسلوب حكائي للمدة (1916ــ 2011) .. 

عناوين مختلفة

ويقع الجزء الأول من دراما التميمي في (1300) صفحة من القطع الكبير وتتوزع على (4) فصول، وتحمل عناوين مختلفة تبدأ من العنوان الأول : (هزيمة الجيش البريطاني على أيدي الجيش التركي في ليلة 13 كانون الأول 1916 بمعركة الكوت الشهيرة، ومن ثم نجاح الجيش البريطاني في السيطرة على الكوت في شباط 1917بشكل تام والتوجه صوب العاصمة بغداد التي دخلوها من جهة منطقة باب المعظم في السادس من أذار وتحديدا في الساعة الرابعة عصرا من ذلك اليوم)، وتنتهي بإعلان الجيش الأمريكي الإنسحاب من العراق عبر منفذ صفوان الحدودي بإتجاه الكويت في صيف 2011 تحت العنوان الأخير: (أقمنا الحُرية والديمقراطية وها نحن راحلون!) ..

وضمَّن التميمي هذا العمل الدراما الأحداث التي جرت في العراق، بدءً من معركة الكوت (1916) إبان السيطرة العثمانية والإحتلال البريطاني وإنتهاءً بالإحتلال الأمريكي 2003 وحتى مغادرة هذا الإحتلال في صيف 2011، بعد أن أشاع الفوضى والفرقة والتناحر والتحكم بمصائر العراقيين، وما تلى الإنسحاب من خراب ودمار أحرق الأخضر واليابس وبفترة مريرة ما زال العراقيون يعانونها حتى يومنا هذا ..

ويقول التميمي أنه، تمَّ رسم كلمات دراما (دُخان الحياة) كلمة ــ كلمة بعناية فائقة، وبلغة مؤثرة وشَيقة ربما تسر المشاهد وتبهجه، وربما تزعجه وتؤلمه، متخذا لهذا الغرض من السَرد القصصي الروائي أسلوبا رائعا لـ (الحَكي) باللغات العربية والكوردية والفارسية واللغة الإنجليزية فضلا عن اللهجات الشعبية العامية لِتوصيف شخصيات هذا العمل الدراما وعددهم بالمئات، وتوصيف كل مشهد روائي من حيث المكان والزمان بطريقة كِتابة (السيناريو الأدبي) على الطريقة الحديثة التي تتصف بمواصفات وضوابط خاصة من حيث المضمون والدقة، والذي بدوره سيتحول لـ (سيناريو تنفيذي)، لتحريك المشاهد التلفزيونية لـ (دُخان الحياة) وهو الشكل الثاني الذي يُمثل أسلوب كِتابة (السيناريو العادي) ..

ويؤكد أنه، لكي تخترق دراما (دُخان الحياة)، الوجدان العربي والأجنبي من دون حواجز، ولكي يجعل المُشاهد يعيش لحظةَ الماضي الأليم وكأنها وليدة اليوم، فقد تمَّ تصيد الكلمات بِلغة شيَّقة وبمعانٍ إنسانية سامية، وكان الهدف طبعا الإنتقال بالمجتمع العراقي من عالم الفوضى الذي يعيش إلى عالم الحريةْ المنضبطة والعِلم والمعرفة، وفي هذا السِياق تعدت حوارات الدراما اللغةَ العربيةَ إلى اللهجات الشعبية العراقية والعربية والكوردية ..

وعن هذا العمل الدراما يقول القاص حميد المختار أن (دُخان الحياة) تعد بحق رواية كُتبت بطريقة سلسِة وبسيطة، أعتقد إنها ستفتح الأبواب أمام التأريخ العام للعراق والحوادث المُهمة التي مرت عليه منذ عشرينيات القرن الماضي، فيما يقول عنها الكاتب الصحفي عكاب سالم إنها، عمل روائي مُثير بل ومخيف، يمزج بين الواقع والخيال .. الذي يشد المُشاهد بمعلوماتيتها .. ويؤكد إنها الرواية الوثيقة .. التي صدرت في الزمان والمكان الصحيحين وتستحق المُشاهدة كدراما عراقية ستظل خالدة في التأريخ ..

ـ أما الاديب الشاعر عبدالجبار السنوي فيقول، لعلي وأنا أقرأ حوارات دراما (دُخان الحياة) لمؤلفها التميمي، أتحسس مدى الألم المُحبط الذي تغشّى النص في حقب مؤلمة لا تشبه أي زمن من أزمان الإضطهاد وحُب الشَر من حياة عراقنا المُبعثر بين الصمت والخوف وبين المقاومة والبأس، ولعلي أُكبر  الروح العالي في إعادة الحرف بكل مهنية وسرور فكري إلى مَهده الذي أومأت إليه حوارات الدراما أن يكون مرآة لها ..

سمفونية فريدة

(دُخان الحياة) سمفونية فريدة تدبك على أوتار القلوب بأقدام مُتعبة وتغري العيون بما آلت إليه شمس العراق من غروب مُستديم، وفي سياحة لا بد من إنتاجها تلفزيونيا، فطوبى للحال التي في تصويرها وتصوير الكائن المُتفجر حُزنا وأملا، وطوبى لِصدق الحروف التي إنسابت بِحنان وخوف في ذاكرة نصها حرصا على إتمام السمفونية الجنوبية والتي كانت أنغامها تتوزع بألحان الجمال بين الوسط والشمال وتعطي الجراح نزفا جديدا والأوجاع أضلاعا تُساعدها في تحمل الهم لكي تكون قادرة على إكمال الدراما (دُخان الحياة) لترى النور بجزئها الثاني ..

لم تكن هذه الدراما قد صَورت زمن الفوضى، ولكنها إبتعدت أكثر وأعتنقت الإنسان الذي لا يزال لا يدري ماذا بعد غد سيحدث لأنه لم يحط بما قبله ..  لقد كان نص دراما التميمي زورقا من زوارق الجنوب، بلد الفن ومدن الفكر التقدمي الأصيل، بلد الشباب الذين ما فتئوا ينضحون عِزا وصمودا بوجه المُحتل ويسقون الحُرية بدماء الشرف والصمود ويرســمون  دمائهم لوحة الرُعب

التي غطـــــــت تُراب الوطن ..

سرني أن تكون أجنحة الخيال تتآلف مع أسنان الحقيقة المؤلمة لرسم الصورة المُبتغاة لفترة طالت ولم تنته بعد، ولعلها تكون جسرا ناريا إلى فترة أخرى أقسى وأمر منها ..

بورك جهد التميمي الأصيل والجميل في صياغة العِبارة ورسم الصورة الجِراح بإسلوب روائي أخذني إلى عوالم براء القلم والحكايات، فتحسست إني بين حروف جبران خليل جبران، ومحمود مصطفى العقاد، وبين أزقة أمراء القصة العراقية الحديثة، فطوبى لـ «دُخان الحياة» يا قارئة كف لم ينته بعد من قراءة كف الوطن المقطــــــــــوعة الأصابع ..

 


مشاهدات 254
أضيف 2024/03/23 - 2:16 PM
آخر تحديث 2024/04/28 - 10:49 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 285 الشهر 10924 الكلي 9136831
الوقت الآن
الأحد 2024/4/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير