الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فارس البياتي في ما وراء المقاييس قياس ما لايقاس : إعتراف عالمي بالطبيعة الكونية للإنجاز العلمي

بواسطة azzaman

فارس البياتي في ما وراء المقاييس قياس ما لايقاسإعتراف عالمي بالطبيعة الكونية للإنجاز العلمي

 

بغداد - زكي الحلي

في تقدير كبير للتميز الأكاديمي، حصل البروفيسور الدكتور فارس البياتي على شهادة قبول مرموقة من جامعة فالي الأمريكية واعتبر المجلس العلمي في الجامعة دراسة البروفيسور البياتي إنجازاً علمياً بارزاً في مجال المترولوجيا، وقد لفت هذا البحث الرائد انتباه المجلس العلمي للجامعة، الذي لم يمنح الشهادة فحسب، بل وضع الدراسة أيضًا تحت الحماية الفكرية. وإدراكًا لقيمته ومساهمته في هذا المجال، أوصى المجلس بطباعته على الفور وتوزيعه على المجتمع الأكاديمي الأوسع.

من هذا الخبر الجديد كان لنا هذا الحوار الفكري مع البروفيسور البياتي..

 بداية نود أن نتفهم ما أهمية دراستك؟

- تكمن أهمية الدراسة في استكشافها للمناطق المجهولة في علم القياس، والذهاب إلى ما هو أبعد من المقاييس التقليدية لقياس الجوانب التي كانت تعتبر في السابق غير قابلة للقياس أو أن قياسها كان يعطي نتائج غير دقيقة. يفتح هذا النهج الجديد آفاقًا جديدة للبحث العلمي ويتحدى حدود ما اعتقدنا أنه يمكن قياسه كميًا.

 وماذا عن الجامعة الأمريكية التي منحتك الشهادة؟

- اتخذت الجامعة المعروفة بالتزامها بالتميز الأكاديمي والابتكار، خطوة جريئة في الاعتراف بالطبيعة العالمية للإنجاز العلمي. ومن خلال منح هذه الشهادة لنا، تعزز الجامعة فكرة أن العلوم الرائدة لا تقتصر على منطقة معينة؛ فهو يتجاوز الحدود الجغرافية.

ويعد هذا الاعتراف أيضًا بمثابة شهادة على ثروة المعرفة والموهبة الموجودة لدى العلماء العرب والمفكرين المعاصرين. يُظهر إنجاز الدراسة مستوى الأبحاث الصادرة من العالم العربي ويسلط الضوء على أهمية تعزيز مجتمع علمي متنوع وشامل.

وفي بادرة صداقة أكاديمية، طلبت الجامعة إلقاء محاضرة حول الموضوع أمام أساتذتها وطلبة الدراسات العليا. ولا شك أن هذا التبادل للأفكار والمعرفة سيساهم في إثراء المجتمع الأكاديمي، وتعزيز التعاون والفهم الأعمق للمشهد المتطور لعلم القياس.

ونحن إذ نحتفل بإنجاز البروفيسور الدكتور فارس البياتي، فلنتذكر أن العلم لا يعرف الحدود. وإنها لغة عالمية يتحدث بها ويتقدم بها علماء ومفكرون من كل ركن من أركان المعمورة. إن الاعتراف بعمله ودراسته من قبل جامعة فالي الأمريكية ليس مجرد اعتراف بنجاح الفرد ولكنه احتفال بالنسيج الفكري العالمي الذي يثري فهمنا للعالم.

إن منح شهادة القبول للأستاذ البياتي يبعث برسالة قوية حول أهمية التنوع في الفكر والتعاون العالمي الذي يدفع الاكتشاف العلمي إلى الأمام. يعد هذا الاعتراف بمثابة مصدر إلهام للباحثين الطموحين، وخاصة أولئك في العالم العربي، لمتابعة شغفهم والمساهمة في عالم المعرفة الإنسانية الذي يتوسع باستمرار.

 علمنا إنك سوف تكون لك محاضرة حول الدراسة؟

- نعم حسب طلب جامعة فالي الأمريكية الذي أعتبرته حدثاً بالغ الأهمية سوف تكون هناك محاضرة عبر الصفوف الألكترونية خاصة بالجامعة، ثم تليها أيضا محاضرة تبث باللغة العربية من خلال المواقع الألكترونية المتيسرة. وبهذا نوفر فرصة للطلاب والأكاديميين وزملائهم الباحثين للمشاركة مباشرة مع العقل وراء هذه الدراسة. المحاضرة ليست مجرد نشر للمعلومات، بل هي منصة للتبادل الفكري، حيث سيتم طرح الأسئلة، ومناقشة الأفكار، وقد تظهر طرق جديدة للفكر وسوف يعلن عن موعد المحاضرة ولا بأس أن تتبناها إحدى الجامعات العراقية او الجمعيات العلمية.

 أرجو توضيح بعض المحاور بإسلوب مبسط حول الدراسة؟

تتحدى الدراسة، التي تحمل عنوان "ما وراء المقاييس - قياس ما لا يقاس"، المفاهيم التقليدية في مجال علم القياس. إنني أدعو العلماء إلى تجاوز حدود ما يمكن قياسه كميا، مما يمهد الطريق لفهم أعمق للظواهر التي كان يعتقد ذات يوم أنها بعيدة عن متناول القياس.

وفي عصر يعتبر فيه التعاون والشمولية أمرًا بالغ الأهمية في النهوض بالحدود العلمية، فإن إنجاز الدراسة يجسد روح المجتمع العلمي العالمي. إنه تذكير بأن الحلول للمشاكل المعقدة والاكتشافات الرائدة يمكن أن تأتي من أي ركن من أركان العالم.

دعونا ندعو الى منارة إلهام للعلماء الطموحين وشهادة على المساهمات القيمة التي يقدمها العلماء العرب والمفكرون المعاصرون إلى عالم الأوساط الأكاديمية. إن رحلة "ما وراء المقاييس" ليست مجرد سعي فردي ولكنها رحلة استكشافية مشتركة تتجاوز الحدود وتثري نسيج الفهم الإنساني.

 هل من أفكار تعريفية بالمديات العلمية التي قدمتها في دراستك؟

- كما هو معروف للمختصين في عالم المعرفة والتقدم، كانت المقاييس منذ فترة طويلة رفيقتنا الموثوقة، حيث ترشدنا عبر تعقيدات القياس والتقدير الكمي. وسواء كان الأمر يتعلق بتقييم النمو الاقتصادي، أو النجاح التعليمي، أو الإنجاز الشخصي، فقد قدمت المقاييس مظهراً من الموضوعية ووسيلة للمقارنة بين العالم من حولنا وفهمه. ومع ذلك، فبينما نتعمق في تعقيدات التجربة الإنسانية، والديناميكيات المجتمعية، وطبيعة الوجود ذاتها، نجد أنفسنا نقف على عتبة ما لا يمكن قياسه.

تسعى هذه الدراسة إلى الشروع في رحلة تتجاوز حدود القيم الرقمية والتحليلات الإحصائية. إنه استكشاف للنسيج الغني للحالة الإنسانية، مع الاعتراف بأن هناك جوانب من حياتنا، وعواطفنا، وترابطنا الذي يستعصي على القياس الكمي. وفي السعي لتحقيق فهم حقيقي، يجب علينا أن ندرك القيود المفروضة على المقاييس والمغامرة في عالم غير الملموس.

وفي سياق توضيح أعمق للفكرة قال البياتي:

حينما نبحر في هذه الرحلة الفكرية، سنتصدى لأسئلة تتحدى التصنيف السهل للموضوع: ما هو مقياس السعادة، وهل يمكن أن يقتصر على مقياس رقمي؟ كيف نقيس عمق العلاقات الإنسانية، أو الفروق الدقيقة في الثقافة، أو التأثير العميق للفن على أرواحنا؟ هل من الممكن قياس جوهر الإبداع أو الإلهام أو الشرارة التي لا توصف والتي تشعل الابتكار؟

ومن خلال هذه الدراسة ندعوكم للانضمام إلينا في تحدي حدود القياس التقليدي، واحتضان ما هو غامض، والانخراط في حوار ينقلنا إلى ما وراء القيود الرقمية للمقاييس. ومن خلال القيام بذلك، فإننا نطمح إلى تنمية تقدير أعمق للأوجه التي لا يمكن قياسها من وجودنا، مع الاعتراف بأن الفهم الحقيقي غالبًا ما يقع بعيدا عن متناول المعايير القابلة للقياس الكمي.

 كيف يمكن للمتخصص العربي الإستفادة من دراستك؟

- بالحقيقة الدراسة التي كتبت بلغتين الإنكليزية والعربية، صممت لأصدارها بكتاب بثلاثة أجزاء باللغة العربية بحدود يزيد عن 1500 صفحة يحتوي على شروحات وتحليلات كاملة للموضوع مع أمثلة كثيرة لأغلب النشاطات الفكرية إضافة الى الحلول والبدائل المقترحة في الدراسة.

 هل دراستك الجديدة تعتبر بديلا عن المقاييس السابقة؟

- الدراسة لا تسعى إلى استبعاد المقاييس بل إلى استكمالها بفهم أكثر عمقًا وشمولاً للأبعاد غير القابلة للقياس التي تشكل حياتنا. بينما نغامر بما يتجاوز المقاييس، ندعوا المختصين لاكتشاف جمال وتعقيد وأهمية جوانب التجربة الإنسانية التي تقاوم القياس الكمي السهل وتدعونا نحو فهم أكثر عمقًا لعالمنا ولأنفسنا.

قبول التعقيد والتحدي، ولا زال الحديث للروفيسور البياتي:

إن الدراسة التي قدمتها هي قبول علميللتعقيد في المعاصرة التي نعيش في ظلالها التطور التكنولوجي السريع، وهذا أدى الى طلب السعي الحثيث لتحقيق نتائج قابلة للقياس مما أفرزته المراحل المعاصرة ومن إستخدام مفرط للتكنلوجيا وكذلك شعرنا بتقدمنا الملحوظ، ومع ذلك، فبينما نقف عند تقاطع المعلوم والمجهول، فإننا مضطرون إلى مواجهة قيود النهج الكمي البحت وهو أيضا بمثابة تحدي علمي غير مغلق قابل للنقاش والبحث.

 أين تريد أن تصل بهذا العلم المعاصر؟

في عصرنا الذي يتسم بالبيانات الضخمة والدقة الخوارزمية، لا شك أن العدسة الاختزالية التي ننظر من خلالها إلى العالم قد أسفرت عن رؤى قيمة. ومع ذلك، فإن الاختزالية، بتركيزها على تحليل الظواهر المعقدة إلى مكونات قابلة للقياس الكمي لها حدودها. فهو يميل إلى التغاضي عن التفاعل المعقد بين المتغيرات التي تشكل ثراء تجاربنا الحياتية.

 إن صدى الاحتفال بإنجاز يتجاوز حدود المؤسسات الأكاديمية.

- إنه بمثابة تقديم العلماء والمفكرون المعاصرون العرب مساهمات كبيرة في المشهد العلمي العالمي، وعملهم فعال في تشكيل مستقبل البحث والابتكار، وهذا لم يكن ألإنجاز العلمي العالمي للبروفيسور فقد سجلت له قبل سنة نظرية علمية بإسمه وكانت تتحدث عن فلسفة الدهشة، هذا وللدكتور إصدارات علمية متخصصة في الاقتصاد السياسي والبحث العلمي والفلسفة والثقافة تجاوزت الخمسين كتابا.

 

 


مشاهدات 974
أضيف 2024/01/26 - 9:58 PM
آخر تحديث 2024/04/29 - 12:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 233 الشهر 11396 الكلي 9137303
الوقت الآن
الإثنين 2024/4/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير