رغد صدام حسين تطلق 40 صفحة من مذكرات والدها في السجن

عمان - الزمان

وعدت رغد صدام حسين ،بنشر ما قالت انه (جزء صغير) من المذكرات الحقيقية لوالدها خلال مكوثه في السجن بعد القاء القبض عليه . وكتبت في صفحتها على تطبيق اكس (تويتر) كلمات تخاطب والدها بمناسبة ذكرى ميلاده في 28 نيسان 1937، (كل عام والامة العربية بخير، الامة التي طالما كانت الاهم في مسيرتك النضالية ، إلا ان الامة ليست بخير والعراق ليس بخير يا أبي ، فقد تكالبت عليه الامم، إلا انني وعدت ان يكون العراق بخير باذن الله)، واضافت قائلة (اليوم قررت ان أبدأ بنشر جزء صغير من مذكراتك بطريقتي، لان دور النشر لديها محاذير من نشرها)، وشددت رغد على القول (اليوم مهم لكثير من محبيك وحتى غيرهم).

واهدت اليهم (مذكرات والدها الخاصة التي كتبها اثناء وجوده بالمعتقل الامريكي في العراق)، وختمت بالقول (لك يا ابي كل الاجلال والتقدير ايها البطل المقدام، الى جنات الخلد ايها العلم العالي)، بحسب تعبيرها. وارفقت رغد نحو 40 صفحة مصورة من المذكرات المكتوبة بقلم الرصاص وعلى ورق دفتر مدرسي . ويؤكد خبراء صحة المذكرات من تطابق الخط في السطور مع الخط المعروف لصدام حسين. واطلعت (الزمان) على الصفحات الاربع الأولى من المذكرات المفترضة، فوجدتها تتحدث عن حلم يتضمن فصلين الأول، ثقل شديد كان يعاني منه وموضوع تحت الجهة اليسرى من فتحة بنطلونه شبيهة بلفة فيها فانيلة، والثاني لقاؤه بصحيفة غير معروفة، اجرت معه جزءاً من مقابلة ثم تم ارجاؤها الى موعد الخميس المقبل.

وفسر صدام ذلك في مذكراته بإنه (دخول محتمل الى المستشفى لاجراء عملية جراحية اكدها طبيبه المعاين جورج ، والثاني بإشاعة خبر استخراج شيء من جسمه بعد العملية عبر وسائل الاعلام).

وكتب المذكرات بلغة سليمة ،لكنها مليئة بالتوقفات التي يستدعيها الشطب والتصحيح ،وانطوت في الغالب على شفافية في التعامل مع الطبيب وتصوير يومياته داخل السجن، وكيفية قيامه بغسل ملابسه واجراء سقاية الزرع امام بوابة السجن. وكانت صورته قد نشرت بعد ايام قليلة من القاء القبض على صدام ، وهو يغسل ملابسه بيديه .

ونفذت قوات المارينز الأمريكية، فجر 13 كانون الأول 2003، عملية عسكرية مباغتة، أفضت إلى اعتقال الرئيس الاسبق. وجاء في بيان الجيش الأمريكي حينها (مشاركة المئات من جنود الفرقة الأولى وفرقة الفرسان والقوات الخاصة، في تنفيذ عملية حصار واعتقال صدام حسين، حيث ذكرت أنه تم العثور عليه في قبو تحت الأرض بمزرعة قرب تكريت، وتمت مصادرة أسلحة ومبالغ نقدية وجدت في المكان نفسه). كما صدرت مذكرات سجانه الضابط الامريكي وفيها تفاصيل وافية عن حياته داخل السجن وخارجه. وقال ويل باردنويربر، أحد الجنود الأمريكيين الذى كان مكلفا بحراسة صدام، يزعم في مذكراته أن (الرئيس العراقى الاسبق كان يقضى أيامه الأخيرة، مستمتعا بأغانى المطربة الأمريكية مارى جيه بلايج، وممارسة الرياضة على دراجة ثابتة كان يسميها المهر الصغير). ووفقا لكتاب باردنويربر فإن (صدام كان يحب تناول كيك المافينز ، وانه أصبح ودودًا مع حراسه وروى لهم قصصاً عن عائلته). ودون الرئيس السابق، ترويسة في اعلى ورقة الجزء الأول من مذكراته كتب فيها التاريخ الذي وافق يوم السبت : الخامس عشر من شهر مايس عام 2004 جاء فيها انه (في هذا اليوم وعلى حافة صلاة الصبح ،رأيت في المنام وكأني اجتمع بعراقيين، فقبل اللقاء فيهم شعرت وكأن داخل بنطلوني صرّة من قماش، فإذا ببجامة كاملة كانت ملفوفة في البنطلون من الداخل ، تسقط من قرب حجل إحدى رجلي في فتحة من فتحات البنطلون من ناحية الارض (السفلى) فسحبت اللفة واخرجتها أو سحبتها من المرافقين فإذا هي بجامة ملفوفة فيها    فانــــــيلة ، حتى ان احدهم علق كيف كنت تتحمل كل هذا داخل بنطلونك ولا تتضايق؟ فضحكنا واستيقظت بعدها الى الصلاة).  وقال (جاؤني في الصباح ، الطبيبان معاً ،اليس وكولديرز وبعد الفحص ، علق اليس متعجبا كيف اتصرف بهدف ومن غير تشكي ،بينما هناك مرضى من ابسط اعراض المرض تراهم منها يتلون ويشتكون ، وكأنهم في طريقم الى الموت .. ابتسمت ولم اعلق بشيء، الامر الذي دفعه الى التساؤل ما الذي تعنيه هذه الصرّة في بجامة وفانيله، التي سقطت من عند بطنه ومن فتحة رجل البنطلون وقبلها نصل سيف مع قبضته استسمحت به صاحبه الامريكي فناولنيه). وقال (في هذا اليوم رأيت صحفية عراقية في المنام ليس من بين المعروفين ، وكــان العراقيين في الوسط الثقافي والاعلامي يهاجمونها ويتهمونها بأنها معادية ، كان ذلك في الرؤيا، بحيث استدعيتها لاحاورها فظهر لي بأنها غير معادية، ولكن لانشغالي قطعت الحوار معها وقلت لها : التقيك الخميس القادم، قلت هذا وانصرفت الصحفية على امل اللقاء الخميس القادم، وتسائل مرة ثانية ماذا تعني كل هذه الرؤيا بما في ذلك موعد الخميس القادم غير احتمال ان ادخل مستشفى او ربما تجرى لي عملية ويستخرج مني شيء مؤذي أو منغص من جسمي ، ويذاع فيه خبر ،اليس هكذا يفسرون الاحلام؟ ،ام تراني افسر ما أرى في المنام على هوى نفسي)، ومضى الى القول ان (الله وحده يعلم ما في الغيب وبامكان الانسان ان يستنتج ،ولكن لا شيء يقين وهو في بطن الغيب ، وعندما يستنتج أو يقول عنه الانسان إلا عند ما يقع .. وهل تفسير يوسف للاحلام لانه نبي فجعلت هذه الصفة له آية ام هي امكانية يمكن ان يكرم أو يخص به الله من يشاء من عباده ، انبياء وغيــر انبياء ؟ تبارك عالم الغيب فيما يعلم)، واشار صدام في مذكراته الى انه (في هذا اليوم إذ تأخر جورج عن الاطباء وقال لي: أني اعمل كل شيء ليكون كل شيء تمام، وأنني سأكون معك والى جنبك ،قال ذلك مع تأكيد المفردات وبحماسة بائنة ، وعندما كان يقول أنني سأعمل كل شيء ليكون كل شيء تمام ،اقول له أن شاء الله .. وعفية جورج، فحتى لو كان الاساس في ما قال لانه جزء من واجبه ولان حصول شيء ليأتي ،لا سامح الله ، في السجن تعني أمام العالم والتاريخ ،بأنهم مسؤولون عن ذلك ، فضلا عن موقف شعب العراق وامتنا منهم الان وفي المستقبل حتى لو كان كلام جورج ضمن هذه الصورة والتداخل فيها ، فلأنه كلام طبيب فمن الانصاف ان المح اليه)، ويقول صدام في اليوم التالي في كتابة مذكراتـــه (حضر جورج والاطباء في الزمن المعتاد فيه حضورهم ، وشرح لي التحضيرات الواجب اجراءها قبل الذهاب الى المستشفى ، وفي صبيحة اليوم التالي لتصوير ما هم عازمون على تصويره ليتأكدوا أو تنفى شكوكهم حول المرارة والكبد ، وبعد إن سألوني عن احواله خلال الاربعة والعشرين ساعة الماضية ، شرحوا لي أو بالاحرى شرح لي جورج وهو يترجم للاطباء نوع التحضيرات التي ينبغي ان يجريها اعتبارا من ظهر هذا اليوم واولها الامتناع عن الاكل عدا وجبة الافطار ،حيث اني سبقتهم فيها ويبدو انهم غير محتاجين ليمنعوها عني وانما فقط الامتناع عن تناول الطعام بعد الساعة التاسعة صباحا تقريبا، وقال أنهم سيأتون بعد ذلــك ليضعوا الكانونة في يدي، وهو انبوب يثبت على وريد في اليد لاعطاء الماء المغذي، وهي في الحقيقة تدابير تستبق العملية وليس مجرد التصوير الالكتروني بالسونار أو الشعاعي حتى.. وقلت لجورج:

ينبغي ان أهيىء نفسي لاغسل ملابسي في وجبة الرياضة الصباحية ، حيث استغل زمنها، فرد عليّ: خذ ما تحتاج الى زمن اضافي ، فقلت له : احتاج الى نصف ساعة اضافية ، وعلى هذا الاساس غسلت ملابسي وجسمي وفي العادة اقوم بذلك يوميا، ولكن هذا اليوم غسلت كل شيء يحتاج الى غسل من سراويل ودشداشة اضافية ، وقبل ان ينصرف تاركا غرفتي قال جورج : سيكون ذهابنا الى المستشفى بالطائرة السمتية ، تساءلت من غير الحاح، لان الالحاح لا يغير شيء من ما هم فاعلون ، وفي هذا قد يصبح شيء من الرجاء مما لا اريده وليس من عادتي ان الح في طلب شيء إلا اذا كانت واجبات واوامر صادرة  للتنفيذ من دولتي وحزبي)، واضاف ان (جورج قال لي بإنه سيكون معي منذ البداية وداخل المستشفى، ويقصد في ذلك تطميني ،ومن ثم قال : لا تقلق من هذا الموضوع ،فقلت له : قد تكون عرفتني أو انك قد تعرفني في المستقبل في ظروف غير هذه الظروف ، وعندها تعرف أنني قد أوكلت أمري ونفسي وانبت الى الله ، لذلك فليس عندي قلق إزاء أي شيء يختاره الله ، وحسبي الله ونعم الوكيل.. فقال جورج: من أجل امنك وسلامتك ، فإن الطائرة افضل، حينها فهمت ما يقصد حول الامن والسلام ولم اعلق بشيء حتى انصرف هو والاطباء على هذا الاساس ، وقبل الانصراف قلت لهم: الخير ما يختاره الله).

وفسر صدام ان (التحول في التنقل المهم من السيارة الى الطائرة ،يعني ان المقاومة نشيطة وقادرة ان تصل الى اهدافها عندما يهيئ الله فرصة لهم على عدوهم.. ثم عدت ادقق في شكوك الاطباء حول المرارة واحتمال وجود حصى فيها ،والكبد واحتمال اصابته ، ومع ان اي انسان معرض للمرض بغض النظر عن عمره وطبيعة صحته التي تسبق ما هو جديد عليها، ولكن قياسا الى صحتي ومستوى النشاط الذي انا عليه بما في ذلك سقي الحديقة مرتين بما معد له بين 50 الى 60 سطل ماء مجموعهما في الوجبتين يوميا لا توحي بامكانية مرض كامن ، ولكن يمكن لحصوة في المرارة ان تنزل فجأة الى قناة الصفراء وتؤدي الى ما يربك عمل المعدة ،ولكن لا يعني هذا ان الضرب الذي قام به المجرمون ..).