الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الزوراء تستثمر  أبوابها بخمسة آلاف دينار

بواسطة azzaman

الزوراء تستثمر  أبوابها بخمسة آلاف دينار

نجلاء قادر

 

وصل بخمسة الاف دينار لتدخل حدائق الزوراء  الباب استثمار مفردتين اثارت جوارحي لانتفض واسطر الجمل التي قد ينتفض المسؤولون لها ويباشرون بمعالجة الامر والبداية كيف كانت الزوراء ؟

لطالما ارتادها البغداديون كونها رئة العاصمة ومتنفسها الطبيعي الزوراء تلك الحدائق الثرية بجذوع الشجر المطرز بالاسماء وتواريخ العاشقين وتلك القصص المفعمة بخفقان القلوب بالامس كانت لهم ملاذا يختبون بخواطر الحب بين الشجر خلسة ان تراهم العيون تلك المساحات الواسعة كانت مقصدا لاهالي بغداد الذين يحملون طعامهم ومتاعهم واطفالهم لقضاء يوم من النزهة بعيدا عن الصخب والضجر والقلق العائلي والوظيفي ذلك الفضاء كان يستقبلهم بحب وطمأنينة فاتحا لهم اذرع البساطة والمحبة يمضون ساعاتهم مقابل خدمات مجانية تقدمها لهم امانة بغداد لتحتفظ بهم زائرون دائمون متجددون اكشاك بسيطة تباع فيها اطعمة سريعة التحضير والشامية والجبس والمشروبات الغازية كل شي كان يفح بازمنة جميلة عنوانها البساطة تنوع المرافق والخدمات مابين الحدائق والحيوان ودولاب الهواء الذي يلف بك الفضاء كل تلك الخدمات دون مقابل من اجل راحتك باستثناء استخدامك للتسلية في الالعاب مقابل مبالغ رمزية لاتستحق الذكر كونه مشروع شعبي مدعوم حكوميا من اجل المواطن ورفاهيته هكذا كانت زوراء الامس اما اليوم وقد استثمر الباب ولايسمح لك بدخول الزوراء الا بعد ان تدفع خمسة الاف دينار كراجية الباب تنتفض تهاجم بالكلمات والاستنكار رجل جباية الباب دون فائدة لانك بالمحصلة ستدفع الخمسة الاف وتدخل لفضاء تعج فيه الاتربة ولامجال لشفط نفس نقي الكل مترب وذو شعور ترابية وتذمر حتى السيارات المركونة متربة تغص قدميك بطريق التراب لتصل الحدائق التي سجنت خلف قضبان عدم اجتيازها الا بعد ان تدفع الف دينار للفرد الواحد حيث تم تجزئة الاماكن والخدمات كل على صوب من اجل جباية الدخول لعمق الحديقة كل شئ في الزوراء استثمار من الباب الى الباب قلة الخدمات وغياب المرافق الصحية المجانية وعدم العناية بالبستنة اصفرار البساط الاخضر في معظم حدائقها واصابتها بالصلع مع افتراش النفايات على سطوح مياه البحيرات والجداول النهرية ومايرهق راحتك تلك الاكشاك ومحلات تحضير الاطعمة باصوات مكبرات الصوت الغنائية التي يغيب عنها الذوق العام وكأن الاستمتاع بالصوت العالي هو مطلب شعبي والانكى من ذلك اجور الالعاب التي اثقلت جيوب الزائرين اقلها هو الفين واكثرها يصل ال اربعة وربما خمسة الاف كيف يسعد من يرافقه ابنائه الثلاثة او اكثر وقد استنجد جيبه بالاستثمار فادار له الظهر لانه يريد الانتفاع ونحن من نشجع على استثمار القطاع الخاص ليكون رافدا حيويا لخدمة المواطن فالزوراء ارتدت ثوب الاستغلال الاستثماري الشاحب خلف غاية الثراء الفاحش للمستثمر ومن خلفه اعتقد من الواجب وضع مايستغل به المواطن على طاولة الضمير الانساني لانها اماكن شعبية يأمها المواطن الفقير والمتمكن فهل سترفقون برئة بغداد التي يبدو انها مريضة.


مشاهدات 143
الكاتب نجلاء قادر
أضيف 2024/04/28 - 9:44 PM
آخر تحديث 2024/05/14 - 1:30 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 305 الشهر 5487 الكلي 9243525
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/5/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير