وهناك مَنْ يُذّله المال
حسين الصدر
-1-
الذين سعوا الى إدخال أسمائهم في قوائم مستحقي رواتب الرعاية الاجتماعية وهم ليسوا لها بالمستحقين ليسوا بقليلين، ولم يدفعهم الى الاحتيال والكذب والتزوير الاّ حبُّ المال ، يتوسلون الى الحصول عليه بكل وسيلة ولو كانت غير مشروعة فهم عبيدُ المال الأذلاء .
-2-
ولهذه الحالة الوضيعة سوابق ذكرها التاريخ .
منها :
انّ أبا حمزة الربعي دخل على زياد بن عبيد الله الحارثي وهو وال على المدينة فقال :
« أصلح الله الأمير
بلغني انّ امير المؤمنين المنصور وجّه اليك بمال يقسمه على القواعد والعميان والأيتام ،
قال :
نعم قد كان ذلك ، فتقول ماذا ؟
قال :
اكتبني في القواعد
قال :
أي رحمك الله انما القواعد النساء التي قعدن عن الأزواج وأنت رجل .
قال :
اكتبني في العميان
قال :
اما هذه فنعم
اكتبه يا غلام ، فقد قال الله تعالى :
{ فانها لا تعمى الابصار ولكنْ تعمى القلوب التي في الصدور }
الحج / 46
وأنا أشهد أنَّ أبا حمزة أعمى قال :
واكتب بنيّ في الأيتام
قال :
وذاك ، اكتبهم يا غلام فمن كان أبو حمزة أباه فهو يتيم «
أقول :
لئن حاول { أبو حمزة الربعي } أنْ يغيّر جنسه فقد غيرّ بعض المحتالين جنسهم واعتبروا انفسهم من النساء طمعا بالحصول على راتب الحماية الاجتماعية .
وكفاه ذُلا أنه سعى بنفسه من أجل أنْ يُكتب من العميان
وهكذا هو الطمع حين يفضي الى المخازي ولا يُبقى للكرامة من باقية .
وهنا تكمن العظة .