الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
باحث كردي: لولا كتابات المستشرقين لفقدنا جزءاً مهماً من تاريخنا

بواسطة azzaman

دعوة لإعادة الجرد والتحليل

باحث كردي: لولا كتابات المستشرقين لفقدنا جزءاً مهماً من تاريخنا

السليمانية- باسل الخطيب

أكد مؤرخ وباحث تاريخي كردي على أهمية كتابات المستشرقون التي لولاها لفقد الكرد جزءاً مهماً من تاريخهم، داعياً المتخصصين إلى إعادة جرد وتحليل تلك الكتابات بمنظور علمي موضوعي للتأكد من مدى دقتها وتصحيح ما تضمنته من تشويه وأخطاء.

وقال البروفيسور كيوان آزاد أنور، إن المستشرقين الذين تناولوا واقع حال الكرد وتاريخهم “ينقسمون إلى ثلاث فئات أولها الرحالة الذين جاءوا للشرق الأوسط كزوار ومروا بكردستان وخالطوا أمراءها وأهلها وكتبوا عن مشاهداتهم ومسموعاتهم فيها من دون إضافات”، مشيراً إلى أن الفئة الثانية “تضم السياسيين والعسكريين وضباط المخابرات وهؤلاء خالطوا الكرد وتعلموا لغتهم وتعمقوا في دراسة واقعهم الاجتماعي لإعداد أرضية معلوماتية ملائمة تخدم سياسات بلدانهم لكن بعض تحليلاتهم وإضافاتهم كانت منحرفة لأنهم أرادوا إقناع رؤسائهم بها».

زيادة معلومات

وأضاف أن المؤرخين “يشكلون الفئة الثالثة من المستشرقين وهؤلاء أتوا لزيادة معلوماتهم عن شرق كردستان وتعرفوا على تاريخ أهلها وعشائرها وقواهم الفاعلة وثقافتهم ودياناتهم وعاداتهم وتقاليدهم”، مبيناً أنهم “استفادوا من معلومات الرحالة والسياسيين والعسكريين وقد أضاف المتخصصون لتلك المعلومات نظرة انتقادية وفسروا الدوافع من ورائها».

وأوضح أستاذ التاريخ في كلية العلوم الإنسانية بجامعة السليمانية، أن دراسات المستشرقين عن الكرد بنحو عام كانت “متعمقة ومفصلة إذ كتبوا معلومات لم يكن بعضها معروفاً أو موجوداً في كتابات أخرى قديمة أو حتى لاحقة”، لافتاً إلى أن منهم من “جمع معلومات دقيقة وغير مطروقة عن حياة الأسر في الإمارة البابانية كالمستشرق والمؤرخ البريطاني كلوديوس ريج الذي جاء إلى كردستان خلال الحكم العثماني والقاجاري 1820 وزار إمارة بابان وعاصمتها القديمة قراجواران وبعدها عاصمتها الجديدة السليمانية والتقى فيها الأمراء والأهالي ورجال الدين المسلمين النقشبندية والقادرية والمسيحيين واليهود كما زار شهرزور وكرميان، والتقى العديد من العشائر الكردية».

ورأى البروفيسور كيوان أنور، أن دراسات المستشرقين “أسهمت في تدوين تاريخ الكرد لما تضمنته من مختصرات مهمة في وقت لم يكن فيه أي مؤرخ كردي برغم أنها ليست بالكاملة”، مستدركاً أن إقليم كردستان “يضم حالياً أكثر من 35 جامعة حكومية أو خاصة فيها 11 قسماً للتاريخ ومع ذلك لم يكتب عن الحياة الاجتماعية للكرد بالدقة والعمق التي وردت في كتابات دبليو. آر. هي أو الميجر سون (ايلي بانستر سون) على سبيل المثال لا الحصر».

وذكر أن الكرد “لم يكن لديهم أي مؤرخ بالمعنى الحقيقي في القرنين 17 و19 وأن ما كتبه الشعراء والأدباء والسياسيون الكورد في تلك الحقبة الزمنية لم يتناول الحياة الاجتماعية والاقتصادية”، ورأى أنه “لولا كتابات أولئك المستشرقون لفقد الكرد جزءاً مهماً من تاريخهم».

منظور علمي

وشدد المؤرخ والباحث التاريخي، على ضرورة “تناول كتابات المستشرقين بنظرة انتقادية وإعادة جردها وتحليلها بمنظور علمي موضوعي للتأكد من مدى دقتها وتصحيح ما تضمنته من أخطاء أو تشويه لنوفر لأحفادنا معلومات دقيقة عن الكرد كما كانوا فعلاً”، مناشداً الحكومة الكردستانية “دعم الجامعات والمراكز البحثية لإعادة كتابة تاريخ الكرد منذ القدم وحتى الآن بصورة علمية وموضوعية». وتابع د. كيوان أنور، أن من “أبرز المستشرقين الذين كتبوا عن أصل الكرد الروسي مينورسكي الذي أرجعهم إلى أصول ميدية برغم أن أصل الكرد أقدم من الميديين بآلاف السنين والراهبة الفرنسية توما بوا التي كتبت عن الحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية للكرد”، ومضى قائلاً إن منهم أيضاً “الضابط البريطاني دبليو. آر. هي الذي كان حاكماً سياسياً لأربيل أيام الاحتلال البريطاني 1918 – 1920 وألف كتاباً عنوانه عامان في كردستان من 400 صفة تتضمن معلومات دقيقة ومفيدة للمؤرخين والباحثين حتى الآن».

وذكر أن من “أهم المستشرقين الذين كتبوا عن الكرد كلاً من البريطانيين كلوديوس ريج: رحلة ريج 1820.. هنري بايندر: رحلة هنري بايندر.. ديفيد ماكدوال: تاريخ الكرد المعاصر.. باسيل نيكيتين: الكرد-دراسة سوسيولوجية وتاريخية.. ميجر سون: رحلة متنكرة إلى كوردستان.. دبليو. ار . هاي: سنتان في كردستان.. جيراد جاليان: المسالة الكردية”/ مستطرداً ومن الروس “فلاديمير مينورسكي: الكرد.. م.س. لازاريف: المسالة الكردية.. ا. م. مينتيشاشفلي: الكرد.. يو. كارتسوف: بعض الملاحظات حول الكرد.. ومن الفرنسيين: توما بوا وهي راهبة فرنسية: حياة الأكراد».

يذكر أن د. كيوان آزاد أنور، بكالوريوس تاريخ من كلية الآداب جامعة صلاح الدين 1991، ماجستير من كلية العلوم الإنسانية بجامعة السليمانية عام 2004، ومن ثم دكتوراه من الكلية نفسها عام 2008 ويدرس فيها حالياً.. حاصل على لقب الأستاذية عام 2019، وله 27 كتاباً مطبوعاً 8 منها تدرس في الجامعات الكردستانية، كما ترجم بعضها إلى اللغات العربية والفارسية والإنكليزية.. ولديه قرابة الثلاثة آلاف مقالة أو دراسة منشورة و45 بحثاً علمياً في دوريات داخل الإقليم أو خارجه، فضلاً عن إشرافه على أربع رسائل ماجستير وثلاث أطاريح دكتوراه فضلاً عن رئاسة أو المشاركة في عضوية العديد من لجان مناقشة الرسائل والأطاريح الجامعية.


مشاهدات 1825
أضيف 2024/08/03 - 1:25 AM
آخر تحديث 2024/12/12 - 2:43 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 104 الشهر 5252 الكلي 10061347
الوقت الآن
الجمعة 2024/12/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير