محطات في علاقتي مع صلاح عمر العلي
عكاب سالم الطاهر
□ عام 1960، وكنت حينها طالباً في إعدادية الناصرية، تعرفت عليه عندما حل في مدينة الناصرية، معلماً في إحدى مدارسها.
كان التعارف واللقاء والتواصل تنظيماً سياسياً.
□ عام 1961، التقينا في بغداد، بمكتب عمه الاستاذ شاكر علي التكريتي، حيث يعمل عمه ابو جلال مديراً للاستعلامات (الإعلام) في وزارة المعارف (وزارة التربية حالياً).
□ صيف عام 1967: التقيتُه في ختام تظاهرة شهدها شارع الرشيد، عقب نكسة الخامس من حزيران.
تصدر التظاهرة السياسي العراقي الراحل أحمد حسن البكر وبعض القادة المدنيين والعسكريين.
الصديق صلاح العلي، تقدم التظاهرة ببضعة أمتار.
وفي يده مايكروفون ينادي من خلاله بشعارات ترفض الهزيمة وتصر على تحرير الارض، وتطالب بحكومة إئتلافية.
□ في حزيران 1970، زرته مساءً في مكتبه المطل على أبي نؤاس، رئيساً لتحرير جريدة الثورة، إضافة إلى كونه وزيراً للثقافة والإعلام.
وفي اللقاء استعدنا بعض وقائع تعارفنا وعلاقاتنا في الناصرية.
وبناءُ على رغبة متبادلة أمر بتعييني كمحرر في الجريدة بمكافأة مقطوعة.
وقع أمر تعييني الاستاذ عزيز السيد جاسم، مساعد رئيس التحرير.
وفي الخامس من تموز من ذلك العام، تم إقصاؤه من مسؤولياته التنظيمية و الرسمية. رغم ذلك واصلت زيارته في داره بحي المنصور في بغداد. وفي إحدى زياراتي له في داره، وجدت في زيارته الصحفي اللبناني طلال سلمان.
□ شتاء عام 1975، كنت في زيارة للعاصمة الفنلندية، هلسنكي.
في الوقت نفسه، كان الصديق صلاح عمر العلي، سفيراً للعراق في السويد.
ولعلاقات الاحترام المتبادل ، حصل بيننا اتصال هاتفي. وخلاله دعاني الصديق أبو أيوب للقدوم للسويد.
وقضاء كم يوم، كما قال. لبّيت الدعوة شاكراً.
وهكذا عبرت البحر بين البلدين ليلا.
وصباحا كانت الباخرة ترسو في ميناء العاصمة السويدية ستوكهولم.
في ذلك الميناء الصغير، وجدت السفير الصديق صلاح العلي بانتظاري.
ولاني قادم من بلد اسكندنافي هو فنلندا، وانا أطأ الأرض السويدية، لم يسألني أحد من الجهات المختصة السويدية، عن جواز سفري. بخلاف (الوحديون العرب)، في بلد عربي كبير الذين وجهوا لي أسئلة عديدة. واخر الاسئلة: عن الطائفة الدينية التي انتمي إليها وتنتمي إليها عائلتي؟
وبصحبةالصديق صلاح وبسيارته توجهنا إلى الفندق.
بعدها عمل لي، وبسيارته أيضا، جولة في العاصمة السويدية. ومنها زيارة القصر الملكي السويدي. تجولنا
سوية في أرجاء القصر. ولم يصدنا باب. وصلنا إلى القاعة التي يستقبل فيها الملك السويدي غوستاف، السفراءَ.
وقال السفير صلاح : هنا وقفتُ وقدمتُ الى الملك اوراقَ اعتمادي سفيراً للعراق في السويد. اعتمادي سفيراً للعراق في السويد.
وقال أيضاً : الباب المغلق أمامنا لا يسمح بفتحه واجتيازه لأنه يؤدي إلى مكتب الملك السويدي.
صباح اليوم التالي زرت السفارة العراقية، واستقبلني الصديق صلاح في مكتبه. وأوعز للملحق الصحفي في السفارة الاعلامي طارق العاني بأن يتابع برنامج تجوالي في السويد.
والمصادفة كانت لصالحي. إذ اني سبق أن التقيت الاعلامـــــــــي الاستاذ طــارق العاني فـــي بغداد، في صيف عام 1971، لعل ذلك في تموز. كان العاني قد عاد، آنذاك، إلى بغداد مبعدا من العاصمة السودانية الخرطوم، حيث كان يعمل مديرا لمكتب وكالة الأنباء العراقية في السودان.
وكانت الوكالة اول من نشر خبر الانقلاب العسكري على الرئيس السوداني جعفر نميري.
بعد نهاريــــــــــــن امضيتُهما فـــــــي العاصمة الســويدية، غادرتُ.
وباتصال هاتفــــــي ودعت الصديق صلاح عمر العلي.