فاتح عبد السلام
طالبت لندن وباريس بإجراء تحقيق دولي مستقل في المجزرة المنكرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية وبررتها بطريقة فاشلة، حين كان سكان قطاع غزة المحاصرون الجياع يلاحقون لقيمات تهبط عليهم من السماء!
دول كثيرة ادانت هذه الجريمة التي راح ضحيتها أكثر من مائة فلسطيني وعشرات الجرحى. الدعوة الى اجراء تحقيق اقترنت بدعوات أخرى لوقف فوري لدواع إنسانية للحرب التي لن تتحقق أهدافها التدميرية اذا كانت الغاية من استمرارها اقتلاع شعب من ارضه.
هناك في الأفق مفاوضات مستمرة ما بين القاهرة والدوحة وباريس لهدنة قد يكون عنوانها شهر رمضان المبارك واستعادة إسرائيل بعض الرهائن ، لكن الفلسطينيين لهم مطالب لا يمكن تجاهلها، تتجلى في الاسرى الذين يعدون بالألاف وفك حصار قطاع غزة لكي يعيش الأهالي حياة كباقي البشرية.
لا تبدو هناك نتائج منطقية في ترابط الاحداث، اذ هناك حرب إسرائيلية مستمرة تضغط باتجاه احتلال رفح ، وهناك اجتماع للمنظمات الفلسطينية بما فيها حماس وفتح ، في موسكو التي تظهر لاعبا قويا صامتا في هذا المشهد الساخن للشرق الأوسط. ونسمع ان فرنسا تريد تحقيقا مستقلا في مجزرة مساعدات الطحين لغزة، وهي دعوة لإسقاط فرض انساني يلاحق القوى الكبرى بالعار والحرج، اذ ان باريس تعلم قبل سواها ان تل ابيب لا تصغي لمقترحها ولا يعنيها من قريب او بعيد ، كما انها تتجاهل ان تكون واشنطن ذاتها في حرج من قراراتها الدموية في هذا الحرب المجنونة التي لا رحمة فيها مطلقاً.
خيوط سياسية تسير في موازاة مسارات النار المفتوحة في القطاع الملتهب، وبات التفكير في توحيد العمل الفلسطيني بكل انتماءاته هو الحاجة الملحة بالرغم من ان مأساة الحرب لا صوت يعلو عليها ، ولا ندري اين كان الفلسطينيون المتخاصمون والمتنازعون قبل ان تقع هذه الحرب ولماذا لم يعلوا فوق الخلافات والجراح التي معظمها يتمركز حول السلطة والنفوذ والزعامة.
إسرائيل تقول انها اعدت خطة لإدارة غزة بعد الحرب، والفلسطينيون يجب ان تكون لهم كلمة موحدة، ليس فيها انا فتح وانت حماس وذاك شعبية. أي الخطتين ستنجح، وماذا سيفعل العالم إزاء الحياة المدمرة بعد انتهاء الحرب؟
ولكن قبل ذلك لنشهد نهاية الحرب اولاً.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية