الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
اختلاط‭ ‬الأوراق‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وحولها‭ ‬

بواسطة azzaman

اختلاط‭ ‬الأوراق‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وحولها‭ ‬

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

‭ ‬طالبت‭ ‬لندن‭ ‬وباريس‭ ‬بإجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬دولي‭ ‬مستقل‭ ‬في‭ ‬المجزرة‭ ‬المنكرة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وبررتها‭ ‬بطريقة‭ ‬فاشلة،‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬المحاصرون‭ ‬الجياع‭ ‬يلاحقون‭ ‬لقيمات‭ ‬تهبط‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬السماء‭!‬

دول‭ ‬كثيرة‭ ‬ادانت‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬فلسطيني‭ ‬وعشرات‭ ‬الجرحى‭. ‬الدعوة‭ ‬الى‭ ‬اجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬اقترنت‭ ‬بدعوات‭ ‬أخرى‭ ‬لوقف‭ ‬فوري‭ ‬لدواع‭ ‬إنسانية‭ ‬للحرب‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تتحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬التدميرية‭ ‬اذا‭ ‬كانت‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬استمرارها‭ ‬اقتلاع‭ ‬شعب‭ ‬من‭ ‬ارضه‭.‬

هناك‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬مفاوضات‭ ‬مستمرة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬القاهرة‭ ‬والدوحة‭ ‬وباريس‭ ‬لهدنة‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬عنوانها‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬واستعادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬بعض‭ ‬الرهائن‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لهم‭ ‬مطالب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهلها،‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬الاسرى‭ ‬الذين‭ ‬يعدون‭ ‬بالألاف‭ ‬وفك‭ ‬حصار‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬لكي‭ ‬يعيش‭ ‬الأهالي‭ ‬حياة‭ ‬كباقي‭ ‬البشرية‭.‬

لا‭ ‬تبدو‭ ‬هناك‭ ‬نتائج‭ ‬منطقية‭ ‬في‭ ‬ترابط‭ ‬الاحداث،‭ ‬اذ‭ ‬هناك‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيلية‭ ‬مستمرة‭ ‬تضغط‭ ‬باتجاه‭ ‬احتلال‭ ‬رفح‭ ‬،‭ ‬وهناك‭ ‬اجتماع‭ ‬للمنظمات‭ ‬الفلسطينية‭  ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬حماس‭ ‬وفتح‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬موسكو‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬لاعبا‭ ‬قويا‭ ‬صامتا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الساخن‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬ونسمع‭ ‬ان‭ ‬فرنسا‭ ‬تريد‭ ‬تحقيقا‭ ‬مستقلا‭ ‬في‭ ‬مجزرة‭ ‬مساعدات‭ ‬الطحين‭ ‬لغزة،‭ ‬وهي‭ ‬دعوة‭ ‬لإسقاط‭ ‬فرض‭ ‬انساني‭ ‬يلاحق‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬بالعار‭ ‬والحرج،‭ ‬اذ‭ ‬ان‭ ‬باريس‭ ‬تعلم‭ ‬قبل‭ ‬سواها‭ ‬ان‭ ‬تل‭ ‬ابيب‭ ‬لا‭ ‬تصغي‭ ‬لمقترحها‭ ‬ولا‭ ‬يعنيها‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬او‭ ‬بعيد‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬انها‭ ‬تتجاهل‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬واشنطن‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬حرج‭ ‬من‭ ‬قراراتها‭ ‬الدموية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحرب‭ ‬المجنونة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬رحمة‭ ‬فيها‭ ‬مطلقاً‭.‬

خيوط‭ ‬سياسية‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬موازاة‭ ‬مسارات‭ ‬النار‭ ‬المفتوحة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الملتهب،‭ ‬وبات‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬توحيد‭ ‬العمل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بكل‭ ‬انتماءاته‭ ‬هو‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬مأساة‭ ‬الحرب‭ ‬لا‭ ‬صوت‭ ‬يعلو‭ ‬عليها‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬اين‭ ‬كان‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬المتخاصمون‭ ‬والمتنازعون‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تقع‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬ولماذا‭ ‬لم‭ ‬يعلوا‭ ‬فوق‭ ‬الخلافات‭ ‬والجراح‭ ‬التي‭ ‬معظمها‭ ‬يتمركز‭ ‬حول‭ ‬السلطة‭ ‬والنفوذ‭ ‬والزعامة‭.‬

إسرائيل‭ ‬تقول‭ ‬انها‭ ‬اعدت‭ ‬خطة‭ ‬لإدارة‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب،‭ ‬والفلسطينيون‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬لهم‭ ‬كلمة‭ ‬موحدة،‭ ‬ليس‭ ‬فيها‭ ‬انا‭ ‬فتح‭ ‬وانت‭ ‬حماس‭ ‬وذاك‭ ‬شعبية‭. ‬أي‭ ‬الخطتين‭ ‬ستنجح،‭ ‬وماذا‭ ‬سيفعل‭ ‬العالم‭ ‬إزاء‭ ‬الحياة‭ ‬المدمرة‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب؟‭ ‬

ولكن‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬لنشهد‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬اولاً‭. ‬

 

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 754
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/03/03 - 9:59 PM
آخر تحديث 2024/10/31 - 9:26 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 42 الشهر 42 الكلي 10043186
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير