الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عضوية‭ ‬وباليد

بواسطة azzaman

عضوية‭ ‬وباليد

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

في‭ ‬عالم‭ ‬الأسواق‭ ‬والتسويق‭ ‬وتوكيد‭ ‬الجودة،‭ ‬نرى‭ ‬مكتوباً‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المنتجات‭ ‬والأغذية‭ ‬انها‭ ‬“طبيعية”‭ ‬و”عضوية”‭ ‬أي‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬فيها‭ ‬أي‭ ‬عامل‭ ‬كيمياوي‭ ‬مساعد‭ ‬مثل‭ ‬الأسمدة‭ ‬الزراعية‭ ‬وسواها‭.‬

‭ ‬ونرى‭ ‬أحياناً‭ ‬انَّ‭ ‬ربطات‭ ‬العنق‭ ‬أو‭ ‬القمصان‭ ‬أو‭ ‬حقائب‭ ‬الايدي‭ ‬من‭ ‬ماركات‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬السيارات‭ ‬الفارهة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬علامة‭ ‬معروفة،‭ ‬قد‭ ‬كتبت‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬جمله‭ ‬تشير‭ ‬الى‭ ‬انها‭ ‬“صنعت‭ ‬باليد”‭ ‬ومن‭ ‬مواد‭ ‬طبيعية‭ ‬غير‭ ‬صناعية‭ ‬او‭ ‬كيمياوية،‭ ‬ولم‭ ‬تدخل‭ ‬الات‭ ‬المصانع‭ ‬في‭ ‬تجميعها‭ ‬للدلالة‭ ‬على‭ ‬العناية‭ ‬الفائقة‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬لتثبيت‭ ‬الخصوصية‭ ‬ولتبرير‭ ‬رفع‭ ‬ثمنها‭ ‬أيضاً‭.‬

‭  ‬حتى‭ ‬الورق‭ ‬الذي‭ ‬نكتب‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬نستخدمه‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬الاغراض،‭ ‬توجد‭ ‬منها‭ ‬أنواع‭ ‬معادة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الأولية‭ ‬المستهلكة

والمعالجة‭ ‬كيمياوياً،‭ ‬ونوع‭ ‬أصلي‭ ‬مستمد‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬القطن‭ ‬او‭ ‬القصب‭ ‬الأولية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شوائب‭.‬

وباتت‭ ‬المواد‭ ‬الصناعية‭ ‬المضافة‭ ‬عبئا‭ ‬ومصدر‭ ‬تحذير‭ ‬بعد‭ ‬تقدم‭ ‬الأبحاث‭ ‬والاكتشافات‭ ‬العلمية‭ ‬والطبية،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انّ‭ ‬اغلبية‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬وهي‭ ‬تدخل‭ ‬جسم‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬غذائه‭ ‬وملبسه‭ ‬وتحيط‭ ‬بمعاملاته‭ ‬اليومية‭ ‬واحتياجاته‭ ‬المعيشية‭.‬

أرى‭ ‬انه‭ ‬ليس‭ ‬بعيداً‭ ‬من‭ ‬الان،‭ ‬سنرى‭ ‬منتجات‭ ‬مادية‭ ‬او‭ ‬فكرية‭ ‬مكتوبا‭ ‬عليها‭ ‬انها‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬البشر‭ ‬وابتكاراته‭ ‬وذكائه‭ ‬الطبيعي،‭ ‬وليست‭ ‬من‭ ‬مصنوعة‭ ‬او‭ ‬منتجة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬بالإمكان‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬ان‭ ‬تؤلف‭ ‬الكتب‭ ‬والمجلدات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬أسبوع‭ ‬او‭ ‬اقل،‭ ‬وقد‭ ‬شعر‭ ‬المنتجون‭ ‬والمؤلفون‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬هولويود‭ ‬بهجمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬أرزاقهم،‭ ‬وقد‭ ‬بات‭ ‬ميسورا‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سيناريو‭ ‬لفيلم‭ ‬مثير‭ ‬بمائة‭ ‬دولار‭ ‬بدل‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭. ‬انها‭ ‬كارثة‭ ‬إنتاجية‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬أصحاب‭ ‬تلك‭ ‬المهن‭ ‬والاحترافات‭ ‬العريقة،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬الانسان‭ ‬العادي‭ ‬بعظم‭ ‬هذا‭ ‬الضغط‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬المبدد‭ ‬للقابليات‭ ‬الفردية‭ ‬على‭ ‬الابداع‭ ‬والابتكار‭ ‬وحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬المنتج‭.‬

من‭ ‬دون‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي،‭ ‬كانت‭ ‬السرقات‭ ‬الفكرية‭ ‬منتشرة‭ ‬لاسيما‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬غزت‭ ‬ثقافة‭ ‬المصائب‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬فكيف‭ ‬سيكون‭ ‬حالنا‭ ‬بعد‭ ‬ايام‭ ‬أو‭ ‬شهور،‭ ‬فهذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬تتقدم‭ ‬بطريقة‭ ‬مذهلة‭ ‬السرعة‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬أستبعد‭ ‬وصولها‭ ‬الى‭ ‬بلدنا‭ ‬الغارق‭ ‬في‭ ‬الخرافات‭ ‬والظلامات‭ ‬الدينية‭ ‬السياسية‭ ‬بعد‭ ‬سنين‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬وصولها‭ ‬الى‭ ‬كل‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭ .  ‬

 

fatihabdulsalam@hotmail.com

 


مشاهدات 32
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2025/10/13 - 2:25 PM
آخر تحديث 2025/10/14 - 3:59 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 108 الشهر 8946 الكلي 12148801
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/10/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير