زيارة سياحية إلى السراي الحكومي.. المصايف والكهوف والأبنية التراثية والتاريخية في السليمانية
السليمانية – حمدي العطار
حاولت الجهات التي تهتم بالاثار والتراث الوقوف بحزم من اجل حماية لمباني التراثية واعادة الحياة اليها سواء في بغداد او في المحافظات العراقية لما تمثله من اهمية وقيمة حقيقية تعبر عن الماضي وتعد من الاماكن السياحية، ودخل بقوة على هذا الخط منظمة اليونسكو العالمية ولتي خصصت مبالغ من اجل تعمير واعادة تأهيل تلك المباني التراثية والتي تسمى (السراي) والتي تعني (بلاط الملك او مقر الحكومة او الدوائر الحكومية) وسرايا بغاد قد تم تأهيليها لتكون من ابرز المعالم السياحية.
سرايا السليمانية
تعد بناية السراي في السليمانية من الابنية التراثية والتاريخية التي بنيت في زمن الاحتلال البريطاني للعراق وكذلك في فترة حكم البابانين والتي كان يطلق عليها (لواء السليمانية) ، وان الاهمية لهذه البناية تأتي من اهتمام منظمة اليونسكو العالمية بإعتبارها من التراث العالمي وضرورة الحفاظ عليه .
كانت زيارتنا الى هذا المعلم التراثي والسياحي ممتعا ومفيدا تكلمنا مع احد كبار السن وهو يجلس في المقهى وينتقد رواد المقاهي في هذه الايام الذين يقضون الوقت بالموبايل ومواقع التواصل الاجتماعي بينما المقاهي ايام زمان – كما يقول- كانت منتديات للثقافة ومناقشة السياسة واخر الاخبار، وعن بناية وموقع السراي الذي يمزج بين القديم والحديث تتوسط الموقع الحدائق الخضراء كما توجدمقهى تغازل القديم ولا تمنع الحديث قال لنا الرجل " هذا السراي شهد مراحل الانتداب البريطاني وفترة البابانين عندما انتقلوا من قلاجولان الى مركز المدينة ليكون مقرا للادارة الخاصة بهم، وبعد تأسيس الدولة العراقية صار هذا السراي مقراللحكومة ومنها المديريات والدوائر عام 1927 وقد تم ترميم وتحديث البناية ، وقد استمر عمل تلك الدوائر حتى السنوات المضية عندما تدخلت منظمة اليونسكو العالمية واعدت هذا الموقع جزءا من التراث العالمي، وعند البحث عما وصل اليه هذا المبنى عالميا تبين انه " دخل ضمن الانسكلوبيديا التكنلوجية والانترنت ليتعرف عليه العالم في كل مكان، ويقول صاحب المقهى (لقد تم ترميمه وصيانته قبل اعوام ليكون متحفا تراثيا وتاريخيا لمدينة السليمانية ، والان يجري العمل على اكمال بقية مراحل الترميم والصيانة ، ويعد الزوار والسياح هذا المكان رمزا وطنيا جميلا ، ويقول البعض ان المبنى يضم غرفا سيتم فيها عرض المقتنيات المحلية التراثية والاهتمام بالابنية التراثية ، والمبنى يتكون من طابقين، كل واحد بمساحة 1863 مترا مربعا، ويضم الطابق الاول 22 غرفة والثاني 20 غرفة بالاضافة الى 3 قاعات كبيرة، ويؤكد ان المبنى يتصل به كتصميم مقابله الدرسة القيصرية امام السراي والبيوت والمباني التراثية ، اما المبنى من جانب محلة صابون كران فقد ازلت بعض معالمه بسبب التطور في الاعمار!
المعنى والمغزى
مبنى السراي وانت تتجول في اروقته وبين التماثيل تتصور فترة او الحقبة التاريخية لحكم ابراهيم باشا ، كما تتذكر كل الاحداث في الماضي والحاضر بمختلف الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية، والاكاديميون والادباء في السليمانية يعدون هذا الموقع (ظاعهرة حية على تراث الشعب السليماني ويساهم على البحث والاهتمام بالتاريخ والحضارة ، وهو احد الصروح التراثية في العراق، ويجب ان لا يكون التأهيل على حساب المساس بمعالم المبنى التراثية، لأن المبنى رمزا للسليمانية .
مصايف وكهوف
عند زيلرة السليمانية لا بد من زيارة المصايف وسد دوكان، فكانت لنا زيارة لمصيف (جمي ريزان) التي تبعد عن السليمانية 57 كم غرب السليمانية و30 كم شمال شرق دوكان والمصيف يقع في احضان واد فسيح يخترقه نهر مكسو بإشجار كثيفة وتحيط بضفتيه اشجار واعناب، اما في الجهة الشرقية للنهر فيتواجد شلال بافل الذي ينهمر من نقطة مرتفعة ، وشيد أمام الشلال ةخةله مصيف ، وللماء والشلال وسحر الطبيعة تجعل السائح يشعر بالسعادة وينسى همومه ولا ب ان يبلله الماء! والصور تتحدث افضل من الكلمات!
كهف جاسنه
يقه هذا الكهف على بعد 50 كم شرق السليمانية – على طريق منتجع دوكان ، ويذكر ان في عام 1923 صفت القوات البريطانية مدينة السليمانية في حربها على الملك محمود الحفيد والقصف دفعه الى أن يتجه الى منطقة سوارداش وكهف جاسنه ليحتمي فيه اخذا معه مطبعته ليصدر وينشر من ذلك المكان العدد الاول من صحيفة ( بانكى هه ق) في 28 اذار 1923 كا ان الشيخ محمود الحفيد كان يجتمع باركان حربه في لكهف لوضع خطط الدفاع والتصدي للقوات الغازية.وهناك كهف اخر يطلق عليه (هزار ميرد) وهو من اقدم الكهوف التي تشير الى حياة الانسان القديم !
سد دوكان وجبل
كانت محطتنا الاخيرة هي الغدا في مطاعم مصيف دوكان على ضفاف نهر الزاب الصغير مع وجبة السمك المشوي، وجولة في الزوراق السريعة ، ك والعشاء لا يتم الا بزيارة جبل ازمر بالركوب بالتلفريك لقضاء ليلة رائعة فوق قمة هذا الجبل الرائع.
تركنا السليمانية وفي نيتنا ان نقوم برحلة اخرى قريبا اطلق عليها خبير الفريق دوشفري الاستاذ مثنى (السليمانية 2) وما يعجبني في هذا الفريق هو انه لا يكرر نفس الامكنة في كل السفرة على الرغم من اننا نسافر الى نفس المحافظة!
انتهت