
![]() |
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
النـص : قصائد بثياب البلادحسن النواب
(1) نسمعُ فيروز عند الصباح ونزرعُ ورداً في حدائقها ونقرأُ شعراً لأجلها عند المساء هذا كلُّ ما نريدهُ من البلاد. (2) بلادي حُبلى بالنفط بينما الفقير يأملُ بالحصول على قطرةِ زيتٍ تنيرُ سراجَ بيته المظلمْ منذ حرمانٍ قديم. (3) كلُّما فاضتْ خزينة البلاد كلُّما ازدادَ التناحر بين اللصوص وسادَ الجوعُ في البلاد. (4) الجنود الذين استشهدوا من أجل البلاد يفوق عدد النخيل الذي فارق الحياة. (5) البلادُ التي تزدحمُ بالفقراء يحكمها الحمقى والأغبياء. (6) وحدهم المعدمونْ يعانونَ من الجوع الذي يفتكُ بالبلاد. (7) البلاد التي تُظلمُ الشعب لا يباركها الله. (8) البلاد المزدهرة حاكمٌ عادلٌ وشعبٌ سعيد. (9) تصبحُ البلادُ جحيماً عندما تخلو من الرحمةِ والعدالة. (10) لا نريدُ بلاداً تشربُ من دماء شعبها أكثر ممَّا تطعمهم من خيراتها. (11) في بلادي الخير وفير لكنَّ المناجل التي تحصدهُ بيد اللصوص. (12) دافعنا عن البلاد بشهامةٍ وسرقهُ الرعاع والدخلاء بخسَّةٍ ونذالةٍ. (13) في مهجري البعيد كلُّ ما تبقى من وطني تربة الصلاة التي تسجدُ عليها زوجتي. (14) أوصاني أبتي بالوفاء للبلاد وعندما مات سرقتْ البلاد حتى شاهدة قبره. (15) لقدْ نزفتُ دمي لأجلكِ أيتها البلاد ولمْ تضعي في جيبي غير الوعود الزائفة. (16) هذهِ بلادٌ تأكلُ نفسها في كلِّ يوم. (17) الثروات التي هُرّبتْ خارج البلادْ تكفي لبناء ألف موصل وبصرة وبغدادْ. (18) كلُّما نويتُ السفر إلى البلاد منعتني رائحة الفساد التي تفوحُ منها. (19) إنّا للبلاد وإنَّا إليها راجعون مهما طال الفراق. (20) أيتها البلادُ البعيدة أحضنُ الهواءَ الذي يحمل عطركِ.
|
عدد المشـاهدات 191 تاريخ الإضافـة 30/01/2023 رقم المحتوى 72596 |