الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
زينب هادي.. من شغفٍ متعدّد إلى هوية فنية واحدة

بواسطة azzaman

زينب هادي.. من شغفٍ متعدّد إلى هوية فنية واحدة

طالبة جامعية تحوّل الرسم إلى مشروع احترافي

 

بغداد - الزمان

منذ سنواتها الأولى، ارتبط اسم زينب هادي بالفن بوصفه مساحةً رحبة للتعبير والبحث عن الذات، لا كهوايةٍ عابرة. فقد تنوّعت تجاربها الفنية بين التطريز، والحياكة، والرسم، وفن المكرمية، والكتابة، وتصميم الأزياء، وهو ما منحها مخزونًا معرفيًا وجماليًا واسعًا، قبل أن تدرك لاحقًا ضرورة التركيز على فنٍّ واحد يمنحها الاستقرار والعمق.

وتقول هادي لـ(الزمان) إن (اختيارها للرسم لم يكن وليد قرارٍ مدروس بقدر ما كان اســـــتجابةً لصــــــــوتٍ داخلـي)، موضحةً: (شعرتُ في مرحلةٍ ما أنّ عليّ إنهاء حالة التشتّت الفني، والرسم جاء كحقيقةٍ نابعة من داخلي، ووسيلة صادقة للتعبير عمّا أحمله على الورق).

ورغم تفكيرها الجاد بالتخصّص الأكاديمي في مجال الفنون، إلا أنّ ظروف المرحلة الجامعية حالت دون ذلك في الوقت الراهن، إذ التحقت بقسمٍ دراسي يتوافق مع اهتماماتها الأخرى. وتؤكد أنّ حلم الدراسة الأكاديمية للفن لم ينتهِ، بل ما زال حاضرًا ضمن خططها المستقبلية.

تجارب متنوعة

وبين متطلبات الدراسة وضيق الوقت، تحرص هادي على تنظيم وقتها بعناية، مستثمرةً أوقات الفراغ في تطوير مهاراتها الفنية، بما يضمن الحفاظ على التوازن بين مسارها الأكاديمي وشغفها الإبداعي.

فنّيًا، خاضت الفنانة الشابة تجارب متنوّعة باستخدام الفحم، والرصاص، وألوان الأكريليك، إضافةً إلى تنفيذ لوحات ديكورية، إلا أنّ رسم الطبيعة ظلّ الأقرب إلى وجدانها. وتقول في هذا السياق: (الطبيعة النقية، من غيومٍ وبحارٍ وجبال، تمنحني إحساسًا عميقًا بالسلام، وأراها مصدر إلهامٍ لا ينضب).

وتشير إلى تأثّرها بعددٍ من الفنانين العالميين والعراقييـــــــــن، أبرزهم ليوناردو دافنشي، لما تحمله أعماله من عمقٍ يتجاوز المظهر الخارجي، إلى جانب الفنان العراقي عبد القادر الرسّام، الذي ألهمها في نقل الواقعية بإحساسٍ عالٍ. كما تُعدّ المدرسة الرومانسية الأقرب إلى أسلوبها الفني، لما تمتاز به من قدرةٍ على إيصال مشاعر الفنان بصدقٍ إلى المتلقّي.

وحول التحديات، ترى زينب أنّ المجتمع بات اليوم أكثر دعمًا للفنانات العراقيات، مع وجود معاهد ومؤسسات تسعى لاحتضان المواهب النسوية، إلا أنّ التحدي الأكبر يبقى داخليًا، ويتمثّل في التركيز والاستمرارية، والتوفيق بين العمل، والدراسة، والمسؤوليات العائلية في ظلّ متطلبات الحياة المعاصرة.

ومؤخرًا، بدأت زينب هادي أولى خطواتها الجادّة نحو الاحتراف، عبر افتتاح متجرين إلكترونيين؛ الأوّل مخصّص لرسم البورتريه والعيون باستخدام الفحم والرصاص، والثاني للوحات الديكور، في خطوةٍ تهدف إلى تحويل الفن من شغفٍ شخصي إلى مهنةٍ مستدامة.

وتختتم هادي حديثها بالتأكيد على طموحها الكبير، قائلةً: (أسعى لأن أكون من أبرز الفنانات على المستوى العراقي والعربي، وأن أُقيم معارض فنية أشارك من خلالها موهبتي مع جمهورٍ يقدّر الفن ويؤمن برسالته).

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 64
أضيف 2025/12/26 - 10:35 PM
آخر تحديث 2025/12/27 - 12:33 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 28 الشهر 19686 الكلي 13003591
الوقت الآن
السبت 2025/12/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير