(الشرقية) تكشف أسرار وخفايا مستشفى الرشاد
أمهات.. ضحايا العقوق ينتظرن زيارة أحد لا يأتي
بغداد - سعدون الجابري
عرضت قناة (الشرقية) عبر برنامج (كلام الناس) حلقة استقصائية عن مستشفى الرشاد للأمراض العقلية و النفسية في جزئها الأول، الذي يسمى (بمستشفى الشماعية) والذي يقع بأطراف العاصمة بغداد. ويعد هذا المشفى من أكبر المشافي في العراق و المنطقة العربية مساحة، ويرقد فية أكثر من 1480 مريضاً ومريضة في جناحيه النسائي والرجالي والمشفى يشغل مبنى قديم ومتهالك كونه شيد قبل أكثر من خمسين عاما. وكانت جولة البرنامج في الجزء الاول في قسم النساء.
و بين معد ومقدم البرامج علي الخالدي لـ(الزمان) قائلاً: المستشفى يرقد فيه بعض المرضى من الكويت والأردن وفلسطين والباقين عراقيين ومن كلا الجنسين، والبعض من المرضى مضى على رقودهم أكثر من 40 عاماً. مضيفاً: (ردهات وأجنحة المستشفى يرقد فيها أعداد كبيرة جداً... لكن الخدمات الطبية والإنسانية الأخرى، هي غير مجزية بسبب الأعداد الهائلة من النزلاء اذ ان عدد أطباء المشفى هو 11 طبيب وطبيبة فقط). وقال مدير المستشفى الطبيب فراس الكاظمي لـ(كلام الناس): شكراً لملاك البرنامج على تفقدهم لمشفانا للمرة الثانية خلال أقل من ثلاثة سنوات، ومن خلال قناة (الشرقية)... أننا نحاول ان نطور عمل مستشفانا نحو الأفضل عدد الأطباء هنا 11 طبيب وطبيبة فقط وطموحنا زيادة أعدادهم، وعندنا أطباء تدرج ومقيمين، وعدد الممرضين والممرضات 420 ممرض...لكن إحتياجنا الفعلي 990 ممرض، وعمال و عاملات الخدمة عددهم 108 عامل و عاملة، بالوقت الذي نحتاج منهم من 160- 180 عاملاً. موضحا ان (سبب نقص عمال الخدمة يعود لمرتبهم الشهري البسيط الذي مقداره 175 الف دينار.. هم عقود وليس على الملاك الدائم، وعقودهم على شركات التنظيف... لذلك الكثير منهم لا يستمر بالعمل المتعب وبأجر قليل، نطمح أن تكون مرتبات عقود التنظيف من 250- 300 الف دينار).
لافتاً: إلى أن الردهات الأساسية في مستشفانا هي 24 ردهة، لدينا ردهات نسائية ورجالية للأمراض الباطنية، و يوجد موقف للسجناء يتبع لوزارة العدل.. والمرضى السجناء فيه عددهم الآن 10 سجناء، أما الراقدين في المشفى هم مصابين بأمراض عقلية وأنفصام الشخصية وغيرها، والعدد الكلي للراقدين أكثر من 1480 مريض ومريضة، والمتدهوره حالتهم يشكلون ربع العدد وهم غير قابلين للتحسن والشفاء، والمؤهلين بحدود 100 مريض.. والنساء ثلث بحدود 450 مريضة، و الذي يسمح له برقود المشفى يكون عمره من 18 عاماً فما فوق و لكلا الجنسين.
حكايا مؤلمة
وأوضح مقدم البرنامج : هنا في مشفى الشماعية قصص وحكايات مؤلمة ومؤثره، منها توجد سيدة كبيرة السن ترقد في قسم النساء وهي غير مريضة، وسبب رقودها هو انها قدمت طلباً للجهات المختصة في وزارة الصحة وإدارة مستشفى الرشاد، تطلب رقودها بالمشفى لأجل رؤية ولدها الشاب حيدر المتخلف عقلياً ورعايتة أيضاً، وحصلت الموافقة بذلك.. كونها كان تزورة كل أسبوع أو أقل، والآن هي تلتقي فيه بحديقة المشفى من الصباح وحتى العصر، هو يذهب لقسم الرجال وهي تعود لقسم النساء، وولدها حيدر أدخل لمشفى الشماعية قبل أكثر من عشر سنوات، ولا أحد يزوره عدا أمه التي ترافقه.
وهناك سيده فلسطينية الجنسية عاشت بالعراق أكثر من 40 عاماً... وأدخلت الشماعية منذ 23 عاماً، يزورها أخويها عدنان وغسان المقيمين في أستراليا، يأتون لزيارتها بين الحين والآخر. أيضاً ترقد السيدة أمل شريف وهي أردنية الجنسية، دخلت المشفى منذ أربعة أعوام، يزورها أخوها وليد وأختها بسمه بأوقات بعيدة متفواتة.
وفي المستشفى هناك المريضة الأرملة رغد نبيل.. توفي زوجها وأصيبت بصدمة كونها شابه وفقدت زوجها وترك لها طفلين الأول بالصف السادس الإبتدائي وأخيه بالصف الثالث، يعيشون في دار للأيتام في بغداد، وهي لا أحد يزورها كون أهلها لا علم لهم بوجودها بالشماعية، وزوجها المتوفي أردني الجنسية... وتوجة ندائها عبر (الشرقية) للحكومة العراقية بلم الشمل مع ولديها و أخراجها من الشماعية كونها تعافت ووالدها يعيش في أمريكا، ترغب العيش مع أولادها في بغداد.
وروى لنا مقدم البرنامج قصة مريضة تدعى نورية يوسف الهاشمي من أهالي محافظة ميسان غير متزوجة، متقاعدة من وظيفتها التي كانت بمنصب معاون مدير جامعة بحسب قولها، و لديها هوية التقاعد مع بطاقة الحساب الآلي لأستلام راتبها الشهري للتقاعد، تطلب عبر الشرقية خروجها من مشفاها لبيت أهلها بالعمارة أو لبيت أختها المتزوجة ببغداد بمنطقه الأسكان قرب مستشفى الأطفال، وترغب بمرجعة طبيبها الذي أجرى لها عملية سابقة في منطقة الظهر نتيجة آلام لديها الآن.
وترقد في المستشفى ايضا سناء حميد.. رسامة لديها رسومات عدة تروم بيع الرسمة الواحدة بـ15 الف دينار، وإدارة مستشفى الرشاد توفر لها ولزميلاتها الألوان بأنواعها وكافة مستلزمات الرسم.
واللقاء الأخير كان مع الرسامة إفين وعمرها 56 عاماً، مضى على وجودها بالمستشفى 40 عاماً.. أهلها يعيشون في أمريكا ولم يزرها أحد من أهلها أو أقاربها.
الجدير ذكره: بعد عرض الجزء الأول من برنامج كلام الناس في مستشفى الرشاد لاقت إقبالاً و تفاعلاً من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي أوعز بتكليف وزير الصحة بمتابعة حالة وأوضاع مرضى مستشفى الرشاد، وقرر السوداني إنشاء ثلاثة مستشفيات للأمراض العقلية والنفسية في ثلاثة محافظات. كذلك أعلنت قيادة الحشد الشعبي بتبرعها بأعمار وتأهيل المستشفى، وبالفعل شرعت الملاكات الهندسية والفنية للحشد بأعمالها الموكلة لهم.كما توالت الزيارات الميدانية لعدد من المسؤولين و الميسورين بالتبرعات العينية والمواد الغذائية المنتنوعة والملابس والاحذية لكلا الجنسين من المرضى في مستشفى الشماعية.
فريق البرنامج ضم كلاً من: الإعداد والتقديم: علي الخالدي، مخرج ميداني ومدير تصوير: عمر الجابري، تصوير: حسين الخفاجي وحسين عصام، درون: عبود رحيمه، المتابعة الصحفية: سعدون الجابري، م. إضاءه: مصطفى الموسوي، مونتاج: عمر مظفر وأدريس الكعبي.