تحرّك حكومي لوقف التدهور بعد موجة إنتقادات حادّة

وزير الصحة يتفقد مستشفى الرشاد وسط مطالبات بتحسين الخدمات

بغداد – ابتهال العربي

عبّر مواطنون٬ عن استيائهم من غياب الخدمات في مستشفى الرشاد للامراض النفسية في بغداد٬ اذ تزايدت موجة الانتقادات تجاه واقع المستشفى الذي وصف بالمأساوي٬ عقب بث قناة (الشرقية) حلقة خاصة كشفت فيها عن واقع المستشفى٬ وما يعانيه من تدنّي في مستوى الخدمات الطبية والإيوائية. وفتح التقرير التلفزيوني الباب٬ أمام سيل من ردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات للجهات الصحية بالتدخل العاجل٬ وتحسين ظروف الرعاية المقدّمة للمرضى النفسيين. واكد مواطنون لـ (الزمان) امس ان (وضع خدمات المستشفيات الحكومية لا يليق بها كمؤسسات صحية)٬ مشيرين الى ان (صرح مثل مستشفى الرشاد مخصص لرعاية فئة معينة٬ يتطلب رعاية ومعاملة خاصة)٬ وشددوا على (ضرورة ان يتم التعامل مع المرضى النفسيين داخل دائرة الاهتمام، وتوفير الخدمات الأساسية٬ والنظافة). وتفقد وزير الصحة٬ صالح مهدي الحسناوي٬ مستشفى الرشاد في بغداد٬

جهات داعمة

معرباً عن شكره للجهات الداعمة. وقال بيان تلقته (الزمان) امس ان (زيارة وزير الصحة٬ جاءت للاطلاع على واقع سير العمل٬ ومستوى الخدمات المقدمة للمرضى)٬ واطلع الحسناوي خلال جولته الميدانية على (واقع الخدمات العلاجية والتأهيلية والفندقية في المستشفى، متفقداً ردهات المرضى والمطبخ والأقسام المختلفة، لتلبية احتياجات المرضى٬ ومتابعة حالاتهم الصحية ومراحل علاجهم٬ مشيداً بالجهود التي تبذلها إدارة وملاكات المستشفى)٬ كما عبر عن (تقديره لهيئة الحشد الشعبي٬ وامانة بغداد٬ لدورها في أعمال التأهيل للبنى التحتية٬ والدعم الخدمي)٬ مؤكداً (أهمية دور العمل الخيري والتطوعي في دعم القطاع الصحي، وبذل الجهود الحكومية في تعزيز الخدمات الطبية والنفسية للمرضى الراقدين)٬ ولفت الحسناوي الى (حرص الوزارة على توفير بيئة علاجية وتأهيلية متكاملة٬ ترتقي بجودة الخدمات وتلبي احتياجات المرضى). علي صعيد متصل٬ وافق مجلس الوزراء، على إنشاء ثلاثة مستشفيات للأمراض النفسية، في خمس محافظات. وذكر المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء في بيان تلقته (الزمان) امس ان (للوقوف على أولوية القطاع الصحي ضمن العمل الخدمي الذي تبنته الحكومة، واستكمالاً لخطط توسعة السعة السريرية للمستشفيات في عموم المحافظات٬ تتزايد المساعي لبناء مستشفيات حديثة أو توسعة المستشفيات القائمة، استناداً الى توجيهات رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني)٬ وأضاف البيان ان (بناء المستشفيات يخدم المواطنين في بغداد٬ صلاح الدين٬ الأنبار٬ كركوك٬ نينوى٬ كربلاء٬ النجف٬ بابل٬ وواسط، وذلك لضمان توفير بيئة صحية ملائمة للمرضى)٬ وبشأن مرضى مستشفى الرشاد٬ أوضح البيان ان (رئيس الوزراء وافق على ما جاء في تقرير اللجنة٬ بنقل مرضى المنطقة الجنوبية والفرات الأوسط  الى مستشفى الأمراض العقلية في الديوانية المعروف باسم مستشفى الحياة، وتحويل مرضى إقليم كردستان إلى مستشفى الأمراض العقلية في السليمانية، لتخفيف العبء عن مستشفى الرشاد)٬ مشيراً الى (استحصال الموافقة على إنشاء ثلاث مستشفيات للأمراض النفسية، موزعة بين صلاح الدين الذي يحتضن مرضى محافظات صلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى، واخر في كربلاء يشمل مرضى محافظات النجف وكربلاء و بابل وواسط، اما الثالث في بغداد، ضمن الخطة الحكومية لضمان توفير بيئة صحية ملائمة)٬ وأضاف البيان (رئيس الوزراء٬ وجه وزارة الداخلية بتسلم الموقوفين من المستشفى خلال مدة وجيزة، بعد تأييد اللجنة الطبية لاكتمال العلاج، وتشكيل لجنة مشتركة بين وزارة العمل والمستشفى٬ لنقل المرضى الذين اكتسبوا الشفاء٬ ومنحهم العلاج شهرياً٬ فضلاً عن فكّ ارتباط المستشفى من مديرية صحة بغداد، وجعلها مديرية مستقلة). واوضحت وزارة الصحة، تفاصيل ما جاء بشأن ما تم عرضه عن مستشفى الرشاد التعليمي. وقال المتحدث باسم الوزارة٬ سيف البدر٬ في بيان امس ان (تصوير البرنامج المتداول جرى بتاريخ 27 تشرين الأول الماضي، أي قبل نحو 40 يوماً).

ملاكات عاملة

 لافتاً إلى أن (ما أثير مؤخراً من معلومات غير دقيقة ومغالطات يعد اجحافاَ لجهود آلاف الملاكات العاملة في مستشفى الرشاد الشماعية، التي تُعد دار إيواء٬ ومؤسسة علاجية)٬ بحسب وصفه٬ مبيناً ان (شهادات العديد من المرضى أبرزت بوضوح جودة الرعاية المقدمة وتوفر الاحتياجات الأساسية، وفي مقدمتها التشخيص والعلاج، وهما جوهر عمل وزارة الصحة)٬ على حد تعبيره٬ وتابع البدر ان (المستشفى يضم نحو 1500 نزيل، نصفهم تقريباً تماثل للشفاء٬ لكن ذويهم يرفضون تسلمهم، ما يحوّل المستشفى إلى دار إيواء تتطلب دعم جهات أخرى ومنظمات المجتمع المدني)٬ مشيراً الى ان (نحو 150 نزيلاً مجهولو الهوية لا يمتلكون مستمسكات رسمية، تم نقلهم للمستشفى من جهات أمنية ومؤسسات اخرى).