إيران .. قراءة في واقع حقوق الإنسان بالأحواز
فارس قائد الحداد
لم تكن المشاهد التي تثبها وسائل الاعلام المختلفة حول واقع حقوق الانسان في منطقة الاحواز العربية في جنوب ايران الدليل الوحيد بل هناك الاف الادله على ان واقع حقوق الانسان في هذا الاقليم كارثي بامتياز فعلى الرغم من ان اقليم الاحواز العربية منطقة غنية بكثير من الثروات الا ان اهالي هذه البلاد يعيشون ظروف اقتصادية ماساوية صعبه وقاسية جداً في ظل غياب الخدمات ومشاريع البنية التحتية والتنمية من الكهرباء والمياه والمستشفيات والمدارس والمعاهد والجامعات اما الحديث عن حقوق الانسان فحدث ولا حرج يمكن القول ان مسلسل الانتهاكات لحقوق الانسان في الاحواز قد تجاوز الخطوط الحمراء حيث اشارت تقارير من المنظمات حقوقية ان هناك الالاف من المعتقلين العرب في سجون النظام الايراني فضلاً عن الملاحقات التي تقوم بها السلطات الامنيه والاجهزه القمعية البوليسية للنظام الايراني بحق ابناء الشعب العربي هناك هانيك عن قيام النظام بطمس كل مقومات الهوية العربية بداية من منع اللغة العربية وعديم تدريسها في المدارس والجامعات والكليات دون مراعاة للقومية العربية في الاحواز كحق مشروع لهم مثل بقية المكونات والقوميات في إيران لكن السؤال ما هو السر الذي يدفع بالنظام الايراني والسلطات الامنية والاجهزة الاستخباراتية الايرانية لمواصلة القمع والانتهاكات بحق ابناء العرب في الاحواز ؟ وهل دابت السلطات والحكومات الايرانية على سلوك القمع كخيار امامها بحق العرب في الاحواز والمكونات والاقليات الاخرى في ايران؟ وهل من العدالة والمنطق ان تمارس السلطات الايرانية كل اساليب القمع وكل ما له صلة بانتهاكات حقوق الانسان بحق ابناء شعبها ؟كل هذه الاسئلة التي تطرح نفسها على طاوله الساسة الايرانيون بكل تاكيد من وجهة نظرنا كحقوقيين لا يوجد هناك اي سبب او مبرر مشروع امام السلطات الايرانيه لممارسة سياسات القمع والانتهاكات بحق ابناء الشعب الايراني وخصوصاً العرب في الاهواز ولا يوجد ما يستدعي لذلك ولا يوجد اي حجة تخول لها القيام بسياسة الارهاب والقمع بحق العرب في الاحواز غير ان عقدة السادية المتاصله في بنية النظام الايراني وسلطاته واجهزتة الأمنية والاستخبارية هي التي تدفعه لممارسة ذلك الانتقام في صور اثبتت وتثبت للعالم يوما بعد اخر ان النظام الايراني لم يكن نظاماً لكل ابناء الشعب الايراني بحسب بل نظام شمولي لمكونات محدودة وهذا ما يثبت ان النظام الايراني يسير على خطه مرسومة له منذ 70 القرن الماضي تقوم على اسلوب القمع والارهاب والترهيب بحق المكونات والاقليات الاخرى في ايران لا اعتقد انما يقوم به النظام الايراني اليوم بحق العرب وبقية المكونات الاخرى في ايران يخدم الامن والاستقرار في البلاد وليس في صالحها اطلاقاً بقدر ما يولد اساليب من العنف والثار وينمي ثقافة الكراهية في اوساط الشعب والمكونات العربية وغيرها من المكونات نحو النظام.
مكوناته عربية
لكني اتساءل ايضاً هل هذا هو ما يريده النظام الايراني في سياسته القمعيه انذاك ولماذا لا يكتفي النظام الايراني في كسب اعداء لهم في الخارج ويحاولون ان يكسبون لهم عداءات مع الشعب بكل مكوناته العربية وغيرها من المكونات والاقليات الاخرى؟ ولماذا يسعى النظام الايراني لكسب عداوات له في اوساط شعبة؟ لا استبعد ان ما حدث ويحدث اليوم بحق العرب في الاحواز من ملاحقات واعتقالات وتضييق وقمع وقتل وابقائهم في ظروف ماساوية صعبه معيشية اكثر منها سياسية انما هو سياسه انتحار غير حكيمة وغير مسؤولة ناتجة عن غياب الرؤية السياسية للنظام السياسي او للسلطات في إيران سيؤثر عليها بشكل كبير جداً وهل النظام الايراني ممثل بالرئيس الايراني وسلطات وحكومتة سيراجعون انفسهم ويغيرون من مواقفهم وسياستهم العدائية اتجاه العرب في الاحواز وغيرهم من المكونات والاقليات الاخرى من اجل امن واستقرار ايران ام انهم سيستمرون في نفس سياسة القمع وتكميم الافواة والاعتقالات التعسفية الظالمة ومحاربة العرب اقتصادياً وابقائهم في ذلك الوضع الاقتصادي الكارثي والماساوي سيحقق لها نتيجة إيجابية لا ولن يحقق لها اي فائدة بقدر ما يؤزم المشهد السياسي في ايران اكثر واكثر ويولد حاله من الاحتقان والغضب والسخط الشعبي عليها اكثر واكثر
انها فرصة بل مبادرة ورسالة لا تعوض امام النظام الايراني والسلطات الايرانية نتمنى ان يتعامل معها بالعقل وروح المسؤولية قبل فوات الاوان وان يقوم بالاتي
القيام باصلاحات شاملة ومعالجات عاجلة وفورية لكثير من القضايا والمشاكل للمواطن العربي في الاحواز وغيرهم من المكونات والاقليات الاخرى في ايران.
الافراج الفوري عن كل معتقلين ومعتقلات الرأي العرب وبقية المكونات والاقليات الاخرى في سجون النظام.
توقير كل مقومات وخدمات التنمية في الاحواز العربية من المستشفيات والمدارس والجامعات والكليات وطرقات ومياة وكهرباء في الريف والمدينة.
تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي وايجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل ومحاربة الفقر والبطالة فالاخواز العربية غنية وثرية بكثير من الثروات النفطية والغازية
السؤال فهل يا ترى سيقبل النظام الايراني بهذه الحلول العادلة والمشروعة والمنصفة ام سيقابلها بصلف وعنتريات ويعجل بمفتح ملف قضية الاحواز كقضية وجودية عربية مستعمرة ؟
#عضو فريق حقوق الانسان الدولي- منظمة العفو الدولية -صحافي وحقوقي يمني