الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الكاتب والمؤرخ نبيل يونس دمان: القوش حلمي ومناي ومهما إبتعدت عنها زاد إلتصاقي بها

بواسطة azzaman

الكاتب والمؤرخ نبيل يونس دمانالقوش حلمي ومناي ومهما إبتعدت عنها زاد إلتصاقي بها

سامر الياس سعيد

 

لم تغيب بلدته (القوش ) عن كتاباته بل يمكن ان نوصف الكاتب نبيل يونس دمان بكونه من ابرز مؤرخي القوش في الزمن الحاضر  لاسيما وانه زاد وتيرة التصاقه ببلدته عبر اصدارات قاربت ال11 كتابا رفد من خلالها المكتبة بالكثير من الاجواء والمحطات التي مرت على تلك البلدة الوادعة التي  تغفو كطفلة جميلة عند سفح الجبل ومن الكتب التي اصدرها والتي عنيت بالقوش  هو كتاب الرئاسة في بلدة القوش  الى جانب كتابه الذي وصف البلدة بحصن نينوى المنيع  اضافة لايراده عن حكايات توارثتها الاجيال بكتاب حمل عنوان (حكايات من بلدتي العريقة ) .

محطات عصبية

كما وثق محطات عصيبة عاشها ابناء القوش حينما  كانت الجبال ماؤاهم للنضال ضد اشكال الطغيان  والاستبداد ليحمل سفره المعنون (الجبال معاقل الثوار ) اسهامات واشارات من تلك الفترات المتباينة التي عاشها الالقوشيين كما  ابرز بكتاباته المتنوعة والتي حمل كتبا صدرت ب3 اجزاء مقالات دونها يراع الكاتب  ليعالج من خلالها الكثير من قضايا الفكر والراي  اضافة لتنوعه في ابراز الكثير مما يهم القاري فاصدر ايضا كتاب حمل عنوان (مذكرات وقصائد في الشدائد ) وكتاب اخر بعنوان الجلية في حكاياتنا المروية  اضافة لتوثيقه لسيرة حياة القائد المعروف توما توماس  في كتاب حمل الكثير من مقومات القيادة والانسانية التي اتسم بهما  كما اصدر  اخيرا كتابا بعنوان ومرت السنوات على عجالة موثقا فيها سيرة حياة .

تلك المؤلفات اضافة للكثير من المقالات هي رسائل يسعى من خلالها الكاتب نبيل دمان ايصالها للاجيال لحثهم على زيادة التصاقهم ببلدتهم  ومن وحي تلك المؤلفات التقينا الكاتب في حوار هذه تفاصيله :

*الى اي مدى تستقر القوش في ذاكرتك واعماقك وما هي المشاعر التي تساورك حينما تزورها؟

- القوش حلمي ومناي ، ولدت في حبها، ورضعت من حليبها، هكذا كانت نشاتي فوق ترابها وفي مراحل دراستي حتى التخرج من الثانويه وفي الجامعه ابتعدت قليلا عنها وهناك شعرت بحب اعمق، وكنت ايضا كلما ازور اقاربي في بغداد وبعد بضعه اسابيع اعود اليها كاني فارقتها دهرا. تتبعت وطالعت كتبا عديدة ولكن التي لها صلة في بلدتي كانت لها الأولوية، هرعت لاقتناء اول كتاب تاريخي عنها طبع عام 1979 بعنوان «القوش عبر التاريخ» لمؤلفه المطران مار يوسف بابانا فشغفت به من ذلك اليوم وحتى يومنا هذا، ويعتبر مرجعي الأثبت في تقصي أحداثها ، اضافة الى ولعي بالجلوس مع الأكبر سناً والأكثر حكمةً للاستماع اليهم بكل جوارحي.لم يطل الزمن حتى همت في وجدها، وصعب علي مفارقتها، وعندما حكمت الظروف ان اتركها لسنين طويلة، ظلت تراودني وتغزو أحلامي ، هكذا كانت تساورني المشاعر عندما زرتها لأول مرة عام 2010 بعد فراق متواصل ل 28 سنةً، وتكررت زياراتي لها بتواتر ساعدني الزمن في نجاحها حتى الآن.

كتابات نوعية

*تحتل القوش مساحة اكبر من كتاباتك ومقالاتك برأيك ما هو المحور الذي لم تسلط كتابات مؤرخي القوش الضوء عليه ؟

-نعم تحتل القوش المساحة الأكبر في كتاباتي ومقالاتي ، سيما وان القلم بيدي شرع بالكتابة النوعية في سنوات اقامتي في جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية لمدة سبع سنوات فيها، كنت منقطعا ليس عن القوش فحسب بل عن الوطن بأسره ولا تردني الأخبارعنه إلا من الإذاعات.وما لم يتطرق إليه مؤرخونا بما يتعلق حول القوش الذين سوف ادرج أسماء بعضهم كان الجانب العلماني والإنساني في تقصيهم وقد غلب على معظمهم الطابع الديني نتيجة الشعور بالاضطهاد وعدم تمتعهم بالحريات المكفولة بالقوانين المدعومة من دولة القانون القوية.فما لم يتطرق اليه المؤرخون هو الحياة التي عاشها أبناء القوش والصعوبات التي واجهوها في حياتهم المضنية سواء في مجالات العمل المختلفة التي شقوا غمارها او في مضمار التعليم والاستحصال الذي أولوه الاهتمام الأكبر  وكانت نتائجه مدعاة للافتخار ، جوانب أخرى في إيلاء الاهتمام للآثار التي تحت الارض ولم يمعنوا في أهميتها او يتم جلب أنظار المسؤولين عن استخراجها سواء من الجهات المحلية او البعثات الاستكشافية ، وهناك جانب كان يجب الانتباه اليه والتعمق في مضامينه وهو سر تميز أبناء هذه البلدة في اخلاصهم للمثل العليا والمبادئ السامية، إضافة إلى نجدة الناس كل الناس الذين لجأوا اليها في تاريخهم.

* تزخر القوش بأمكنة لها امتدادات تاريخيّة هل أسهمت كتابات المؤرخين بإبرازها وفق الشكل المطلوب ؟

-كما ذكرت  في الجواب السابق بان ما تحت الارض اهمل وفوق الأرض جرى الإسهام الفعلي والجدي لابرازه خصوصا الدينية منه، فجلب أنظار السائحين الدينيين اليها ومن تلك ألأماكن دير الربان هرمزد ومرقد النبي ناحوم، ولازال سيل السواح والزوار من كل مكان يتجه إليهما طوال أيام السنة، لم يقصر المؤرخون ما أمكنهم لإبرازها اضافة الى ما ذكر هناك آثار في قرية بهندوايا الكائنة غرب القوش «شيرو ملكثا « التي أهمل مكانها.

معلم سياحي

 ولم يبرز كغيره للناظرين  يحدوني الأمل بأن يحل ظرفا زمانيا تلقى عليها أنظار الاهتمام ويكون ذلك الوادي معلماً سياحياً بارزاً على طول مجرى النهير ذو الماء الغزير الذي يصب في آخر المطاف في نهر دجلة.هناك بعض الأمكنةالتاريخية التي اختفت من أمام انظارنا مثل طلشا بعد ان طال الطريق والبناء الحديث ليحل محله، وكذلك عين محلة قاشا ، وعين البلدية، وجفري، وكشفي وغيرهما، هناك ايضاً التسميات التاريخية التي تزخر بها القوش سواء في جبلها أو داخلها او في السهل الفسيح أمامها، وهذه الأماكن والتسميات القديمة يحتاج لها بحث مطول لأحد طلاب التاريخ في دراساتهم.

* هل تعتقد أن القوش وأهلها نالها الظلم عبر محطات العراق المتعاقبة لاسيما بإطفاء وهج وقفاتهم البطولية في مقارعة الأنظمة الفاسدة ؟

- القوش نالها الظلم عبر القرون شأنها شأن باقي بلدات ومدن العراق ، فالموجات الظلامية لم تتوقف ومكتوب على الإنسان الذي عاش في هذا الوطن الذي أقدامه راسخة في عمق التاريخ والحضارات ان يكون عرضة للنكبات والكوارث والحروب ، وبالنسبة لالقوش لم ينم أهلها على الضيم فكان التصدي والاندفاع الشجاع سمتهم لرفع كاهل الاعتداءات عليهم، قط لم يعتدوا على احد ولم يكن في قاموسهم غير محبة الإنسان مهما اختلف لونه وجنسه ودينه، لذلك توارث الأبناء ما خلفه الآباء من اعمال بطولية، والأقلام التي تتناول هذا الجانب لم تقصر أو تتوانى في إعادتها إلى الأذهان ، وتدريجياً أصبحت الأجيال مدركة لذلك الإرث سواء التي تعيش في القوش ومناطق متفرقة من العراق او التي أرغمت أو اجبرت الظروف على الهجرة خارج موطن الآباء والأجداد ، والكل مطلع بشكل جيد على قوة ارتباط الالقوشي ببلدته مهما أبعدته المسافات فيهرع لمتابعة أخبارها ومساعدة أبنائها والوصول اليها ما أمكنه إلى ذلك سبيلا.يجب أن لا تغيب عن أذهاننا امهات الأبطال ومشاهير القوش اللواتي أنجبن الرجال الشجعان ورجال الدين المتميزين وحملة الشهادات ومربي الأجيال من المعلمين الرواد وحملة افكار التقدمية والتغيير من أفذاذ اولادهن وقسم شم الأنوف جادوا بارواحهم في سبيلها.

* هل لقلة المصادر المتعلقة بالقوش اثر بانحسار الكتابات عنها وما هي مسؤولية المعني بالتاريخ والتراث ؟

- نعم هناك قلة في المصادر التاريخية عن القوش لأسباب كثيرة منها صعوبة الاحتفاظ بالكتب القديمة لقرون بسبب عوامل الطبيعة وإهمال بني البشر في إيلائهم الاهتمام الأكبر نحو العيش ومقاومة الصعاب، فضاعت كتب كثيرة ولا زال في الكاس نصفه فهناك المستشرقون الأجانب قد نقلوا الاكتشافات والتنقيبات في القرون الماضية الى أمهات متاحف الغرب اضافة الى ما لا يحصى من المخطوطات والمؤلفات وبوجهات نظر شتى محفوظة في المكتبات الأوروبية والاميركية ، هنا يتطلب من الجيل الجديد أن ينهض وخصوصاً الذي نشأ وتعلم في مدارس الغرب ليشق طريقه إلى تلك المصادر والكتب ليستخلص منها تاريخ القوش والمنطقة وكذلك باقي قرى وبلدات شعبنا المنتشرة في خارطة البلاد ، وهناك باب للدراسات العليا يتوجب دخوله لتحليل وتجميع وتقديم موروثات شعبنا التي مازالت الحاجة ماسة اليه في ظل الظروف العالمية الجديدة.

*بما إنك تقيم في المهجر ولك كتب مطبوعة هل برزت الحاجة لبلورة دار نشر عابرة للقارات تهتم بنشر ما تجود به افكار الكتاب والمثقفين من أبناء شعبنا لاسيما تلك التي تهتم بمناطق وبلدات شعبنا ؟

- لي احد عشر كتابا كلها طبعت بمطابع خاصة في اميركا ومنها كتابان أعدت طباعتها في ارض الوطن، بالطبع تبرز الحاجة إلى إنشاء دار نشر خاصة ببلدات ومناطق شعبنا الذي بات يسير لا أقول إلى الزوال بل تناقصت كثافة وجوده في المدن والبلدات والقرى بفعل الظروف القاسية التي مرّ بها العراق، هنا في ظل هذا الواقع المؤسف والمؤلم يتطلب من أبناء شعبنا وبمعاضدة الجهات التي تتبنى هذه المشاريع أننا أبناء اصليين لهذا الوطن لإلقاء الضوء ونشر ما أمكن نشره لخلاصة ما يستخلص من هذا التاريخ العريق سواءً بدار نشر في مدن العراق أو في الدول الأجنبية.

*الكلمة الاخيرة لك ؟

-ينبغي وفاءً لضميري ان أوف الأقلام الأخرى الكثيرة التي كتبت عن هذه البلدة وسطعت على مدار السنين، ان اذكر ألأسماء التي تخطر ببالي ومنهم: المطران يوسف بابانا، بنيامين حداد، القس يوحنان جولاغ، سالم عيسى تولا، حنا شيشا كولا، نوئيل فيا بلو، يوسف اسحق زرا، يوسف شامايا، سعيد شامايا، فاضل بولا، لطيف بولا، ادمون لاسو، جميل حيدو، حبيب تومي، يوسف شكوانا وعذرا لمن نسيت ذكره.

كذلك اود ان اشكر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب السريان ورئاسة تحرير مجلة سفروثا  وقلم تحريرها واخص منهم حضرتك  لإتاحة فرصة اللقاء الشيق الذّي يحفزنا على الاستمرار في الكتابة والمتابعة عن شؤون شعبنا في الداخل او المهجر حتى ينعم بالحرية والحياة الآمنة المستقرة لغد افضل إلى كل مكونات شعب العراق سليل الحضارات.

 

 


مشاهدات 16
الكاتب سامر الياس سعيد
أضيف 2025/12/05 - 3:34 PM
آخر تحديث 2025/12/06 - 2:32 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 101 الشهر 3860 الكلي 12787765
الوقت الآن
السبت 2025/12/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير