الجواهري تتصدّر الترند وتقود منتخب السيدات لأول فوز تاريخي

بغداد- ساري تحسين

قادت نجمة نادي سبارتا روتردام الهولندي، نور الجواهري 21 عاماً، منتخب العراق للسيدات، لتحقيق أول فوز في تاريخه،  على حساب منتخب منغوليا، بخمسة أهداف مقابل هدفين، في المباراة، التي أقيمت بينهما ضمن الجولة الثانية للمجموعة الثانية، من تصفيات كأس آسيا، التي اقيمت  بمدينة شيانغ ماي التايلاندية.

وتعتبر نور الجواهري واحدة من اللاعبات الصاعدات في كرة القدم النسائية العربية، وتمثل نموذجاً يجمع بين التفوق الأكاديمي والطموح الرياضي. وسجـــــــــــلت الجواهري ثلاثــــــية هاتريك في اللقاء، بجانب هدف لكل من تبارك الرحمن مؤيد وهدى هادي وكان منتخب العراق قد تعادل أمام تيمـور الشرقية دون أهــداف في الجولة الأولى من التصفيات.

مسيرة اللاعبة

وقد وُلدت الجواهري في هولندا لأصول عراقية، وبرزت لاعبة وسط هجومي، تتمتع بقدرات فنية عالية وحضور تكتيكي مميز وبدأت مسيرتها في أكاديمية نادي سي بي في فا الهولندي، ثم لعبت لفريق إكسلسيور روتردام ضمن الدوري الهولندي الممتاز للسيدات، قبل أن تنتقل إلى نادي سبارتا روتردام.

وفي مسيرتها الدولية  وُلدت الجواهري في هولندا لأبوين عراقيين، مما يجعلها مؤهلة لتمثيل هولندا أو العراق على المستوى الدولي في فبراير 2024، تلقت نور الجواهري أول استدعاء لها للمنتخب العراقي الأول لكرة القدم للسيدات للمشاركة في معسكر تدريبي تحضيري في باريس لبطولة اتحاد غرب آسيا للسيدات 2024 ولكن أجبرتها الإصابة خلال المعسكر على الانسحاب وعدم المشاركة في البطولة. وحصلت على استدعاء ثانٍ في يونيو 2025 لتصفيات كأس آسيا للسيدات 2026. في 23 يونيو 2025، ظهرت لأول مرة دوليًا ضد تيمور الشرقية وبعد ثلاثة أيام، في 26 يونيو، سجلت الجواهري أول هدف تنافسي للعراق على المستوى الدولي ضد منغوليا وأصبحت أول امرأة عراقية تسجل هاتريك، مما قاد الفريق لتحقيق فوزه الرسمي الأول.

لاعبة محورية

وتواصل الظاهرة العراقية نور الجواهري تعزيز مكانتها كلاعبة محورية في منتخب العراق للسيدات، بعد أن قدمت أداءً تاريخيًا لا ينسى. فقد سجلت أول هاتريك في تاريخ المنتخب العراقي النسائي، وساهمت بشكل مباشر في قيادة فريقها إلى أول فوز رسمي له على الإطلاق، عندما انتصر على منتخب منغوليا بنتيجة 5-2، محققة لحظة فارقة في مسيرة الكرة النسائية العراقية.

وعلى الرغم من الفرص المتاحة لها لتمثيل المنتخب الهولندي، فإن قرار الجواهري الواعي والملهم كان تمثيل بلد أجدادها، العراق، لترفع علمه وتدافع عن ألوانه بكل فخر، وتحولت إلى رمز وطني وإحدى أهم أركان الفريق في السنوات الأخيرة.

أما الأكثر إبهاراً في مسيرة الجواهري هو قدرتها الفذة على الموازنة بين شغفين كبيرين الرياضة والعلم فهي ليست مجرد لاعبة كرة قدم دولية فحسب، بل هي أيضاً طبيبة متخرجة، تثبت أن الإصرار والطموح لا يعرفان حدوداً. بذلك، أصبحت نور الجواهري قدوة حقيقية للفتيات والرياضيات في العراق والعالم العربي، تظهر لهم أن النجاح ممكن في أكثر من مجال، وأن الحلم يتحقق عندما يكون مصحوباً بالعمل الجاد والانضباط والعزيمة التي لا تتزعزع.

والأمر اللافت في مسيرتها أنها تخرجت مؤخراً في كلية الطب بجامعة إيراسموس بمدينة روتردام، رفقة تألقها في الملاعب، ما يجعلها تجمع بين ضغط المباريات ومتطلبات الدراسة الجامعية الصعبة.

وأكسبها هذا التوازن بين العقل والقدم احتراماً كبيراً، خاصة بعد قيادتها منتخب العراق للسيدات لأول انتصار دولي، وهو فوز تاريخي أعاد الأمل إلى كرة القدم النسائية في العراق.

ولم يُعرف عن نور أنها تطارد الأضواء، بل تركز على تطوير نفسها كرياضية محترفة وطالبة علم في آنٍ معاً وتمثل قصتها مصدر إلهام لجيل جديد من اللاعبات العربيات، وهي تؤكد أن الشغف لا يتعارض مع الطموح الأكاديمي، بل يمكن أن يسير معه جنباً إلى جنب.