الصوت الأقوى

حسين كامل

قراءة في اللحظة السياسية… وكيف يُحسم منصب رئيس الوزراء المقبل ، حيث يمرّ العراق اليوم بمرحلة سياسية دقيقة تتطلب وضوحًا في القرار وقدرة على قراءة المشهد بعيدًا عن الانفعال. وفي ظل هذا الوضع، تتجه الأنظار نحو القوى الأكثر استقرارًا في العملية السياسية، تلك التي أثبتت خلال الفترات الماضية امتلاكها القدرة على ضبط الإيقاع العام ومنع الانزلاق نحو الفراغ أو الفوضى ، هذه القوى ، ورغم كل الضغوط والخصومات ، استطاعت أن تبقى متماسكة، وتعمل وفق رؤية هادئة تراعي طبيعة الظرف الوطني ومتطلبات المرحلة. ومع احتدام النقاش حول اختيار رئيس الوزراء القادم، يبرز دورها اليوم بشكل أوضح، لا من باب الاستحواذ، بل من باب تحمّل المسؤولية وإدارة الملفات بحكمة تتناسب مع حجم التحديات،

ملف رئاسة الوزراء لم يعد يحتمل التجربة أو الحلول الوقتية؛ فالبلد يحتاج شخصية تمتلك الخبرة، الهدوء، والقدرة على التعامل مع القوى السياسية دون صدامات غير ضرورية. شخصية تُعيد للدولة توازنها، وتعمل على إصلاح الواقع الخدمي والاقتصادي ضمن خطوات عملية لا تعتمد على الشعارات ، وعلى الرغم من اختلاف التوجهات داخل الساحة السياسية، تبقى الجهات الأكثر تماسكًا وتنظيمًا هي الأقدر على ترشيح شخصية قادرة على قيادة المرحلة المقبلة بثقة، مستندة إلى دعم برلماني واضح واتفاقات تضمن استقرار الحكومة منذ يومها الأول ،

والعراق اليوم ، يقف امام لحظة حاسمة :

إما اختيار رئيس وزراء قوي يصنع توازنًا جديدًا،

أو استمرار الدوران في حلقة الانتظار.

ومع التقارب الواضح بين القوى الفاعلة، يبدو أن الصوت الأقوى بدأ يحسم خياراته بهدوء… وخيار اللحظة قد يكون بداية لمرحلة أكثر استقرارًا مما يتوقعه كثيرون .