الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فوضى الرياضة

بواسطة azzaman

الـله بالخير رياضة

فوضى الرياضة

اكرام زين العابدين

 

تعد الرياضة بمختلف انواعها مجال رحب للحصول على الطاقة الايجابية وان ممارستها تسهم في خلق مجتمع خالي من الامراض والعقد النفسية ، بل انها تسهم في صناعة اجيال تؤمن بالتنافس الشريف وبروح رياضية.

وتحولت الرياضة في الدول المتقدمة وغيرها الى صناعة مهمة تسهم في تطوير اقتصاد البلدان ، لانها فرصة لتشغيل واستثمار طاقات مختلف فئات المجتمع واستغلال بالشكل الصحيح.

في عراقنا الجديد الامر اختلف ، لان الرياضة تحولت الى فرصة للوجاهة وللكسب غير المشروع ، وواجهة لتحسين صور البعض الطامحين للدخول بالعمل السياسي ، بالاضافة الى ان المسوؤل الرياضي يحاول ان يعكس نجاحه في عمله (اذا كان موجوداً بنظر البعض) ويستغله من اجل الدخول بالانتخابات والحصول على اصوات مناصريه بحثاً عن المناصب الحكومية.

ودليل كلامنا الصرعات المستمرة في مفاصل الرياضة بدأً من اللجنة الاولمبية والاتحاد العراقي لكرة القدم الذي يعد من اغنى الاتحادات مادياً وصولاً الى بقية الاتحادات والاندية الرياضية.

مشكلتنا تتمثل بالعاملين في الرياضة وتمسكهم المستميت بالمناصب مهما كلف الامر ، واذا حاول البعض التغيير فان المسوؤل يقدم شكاوي لدى الاتحادات الدولية وينقل صورة سلبية عن اتحاده ورياضة البلد ، ويؤكد بان الجهات الحكومية والاحزاب السياسية والتيارات والمليشيات تتدخل في الشأن الرياضي ، بل انها تفرض شروط قاسية على العاملين فيها بالاضافة الى التدخل في تسمية مدربي المنتخبات الوطنية واختيار لاعبيها ايضاً وتضغط من اجل ان اختيار عناصر تابعة او قريبة لها.

وتحاول الاتحادات الدولية اعطاء النصح والارشاد للاتحادات الوطنية من اجل اعادة ترتيب اوراقها بالشكل الصحيح ، وعندما يصل الاتحاد المحلي الى طريق مسدود ، تتدخل الاتحادات الدولية وتحاول ان تفرض شروط قاسية من اجل الوصول الى قرارات ترضي اغلب الاطراف.

وتخصص الحكومة العراقية اموال كثيرة لتطوير الرياضة والمشاركة في البطولات المهمة وتسيل لها لعاب الفاسدين لانها تدفع بدون رقيب او حسيب ، وهذه الاموال تتسبب في استمرار الصراعات بالرياضة العراقية وتسهم في تراجع مستوياتها الفنية ، بسبب ابتعاد الكفاءات والشرفاء واصحاب الايادي النظيفة ، بعد ان يتسيد من عليه شبهات فساد او من يملك اجندات معينة ، او الفاشلين بالجانب الفني.

وتحاول المكاتب الاعلامية العاملة بالرياضة او البرامج الرياضية المستفيدة من الفاسدين اظهار رياضة العراق وكانها وصلت الى القمة من خلال بعض النتائج الايجابية وتطبل لها بشكل غير مسبوق وتنسى بان نتائج ابطالنا بالرياضات الاولمبية في تراجع مستمر وان تسلسل العراق في اسفل قائمة المداليات .

 وهذا ما حصل في دورة الالعاب الآسيوية للشباب في البحرين والتي غابت عنها اتحادات اولمبية مهمة وعوضت الغياب اتحاد المواي تاي وتنس كرة القدم ، وهذا الاتحادان لا يعكس تطور الرياضة العراقية الحقيقي في ظل غياب العاب القوى ورفع الاثقال والملاكمة والمصارعة والسباحة والمبارزة والرماية وباقي الالعاب الجماعية.

والامر نفسه تكرر في دورة العاب التضامن الاسلامي في السعودية بعد تراجع نتائج اغلب ابطالنا ومنها منتخب كرة اليد٫ وحصدنا مداليات قليلة باستثناء المواي تاي ورفع الاثقال وبلغ عددها 14 ميدالية (ذهبية و7 فضيات و6 برونزيات) وحل العراق بالترتيب 22 بالجدول النهائي للدورة ، حيث سبقتنا دول عمان والكويت قطر والاردن واوغندا وتونس وغيرها  .

وهنا اتذكر مشاركتنا في دورة العاب التضامن الاسلامي في عام 2005 بالسعودية والتي حصل العراق فيها على المركز الخامس بجدول المداليات وبرصيد 24 مدالية ( 9 ذهبيات و9 فضيات و7 برونيات ) جمعها ابطال رفع الاثقال ، والتايكواندو والمبارزة والعاب القوى ، علما ان الدورة في حينها لم تشهد مشاركة واسعة كما حصل بالدورة الاخيرة.

 

 

 

 


مشاهدات 24
الكاتب اكرام زين العابدين
أضيف 2025/11/26 - 2:27 PM
آخر تحديث 2025/11/27 - 4:09 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 541 الشهر 20045 الكلي 12681548
الوقت الآن
الخميس 2025/11/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير