نهضة الأمم تبدأ من وعي أبنائها
صلاح الربيعي
لم تقتصر محاسبة المسؤول الفاسد على القوانين أو بمتابعة الهيئات الرقابية له فالمجتمعات اليوم بدأت تدرك أن الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة الفساد حينما يمتلك الشعب القدرة على التمييز بين أداء المسؤول الناجح والمخلص والامين وبين أصحاب الشعارات الفارغة البراقة حينها يصبح المسؤول الفاسد مكشوفا مهما حاول إخفاء أفعاله المشبوهة.
وان الوعي الشعبي يخلق رأيا عاما ضاغطا يحد من نفوذ الفاسدين ويمنع استمرارهم في مواقع القرار فالمسؤول الذي يدرك أن الجماهير تتابع تحركاته وتشخص تقصيره واخفاقاته وتوثق أخطائه فانه لن يجرؤ على العبث بالسلطة أو في المال العام أو يستغل منصبه للمصلحة الخاصة وهنا سيتحول الوعي إلى محكمة عادلة تحكم بميزان الحق وتقيم المسؤول المهني الناجح والنزيه وترفع من مكانته بينما تضع الفاسدين في دائرة المسائلة والتحري ومن هنا يمكن ان تبدأ نهضة الأمم من خلال وعي أبنائها فكلما ارتفع مستوى هذا الوعي والشعور بالمسؤولية انخفضت فرص الفساد والاخلال بالقوانين والتجاوز عليها لهذا فان أكبر عقوبة قد يواجهها المسؤول الفاسد ليست من خلال تطبيق القانون بحقه فقط وانما بالوعي الشعبي الذي سيجعل منه شخصا منبوذا ومرفوضا في المجتمع الذي يتواجد به اذن الوعي يبقى هو الحكم العادل والمهم في بناء الدولة وإذا استيقظت الشعوب سقط الفساد .