تحدي الحزن الجنوبي
وليد عبد الحسين
من خلال مراجعة تاريخية مبسطة لتاريخ العراق الحديث، سيجد القارئ أن جنوب العراق هو أكثر منطقة ظُلمت من جراء سياسات الحكومات المتعاقبة منذ أيام الحكم العثماني وحتى الآن في كثير من النواحي والجوانب.
ورغم ذلك كان ولا يزال أبناء المحافظات الجنوبية في مقدمة المضحين والشهداء في الحروب، وفي مقدمة المواقف الوطنية ثقافياً وسياسياً وواقعياً.
مما ولد لديهم مكنة الإبداع والتألق والتميز في كل الفنون، وخلق لديهم حزنًا مغلفًا برداء التحدي.
تذكرت كل هذه المفاهيم وأنا أستمع إلى أنشودة وجدانية يقرؤها المنشد الجنوبي الشاب المعروف لدى أوساط الشباب العراقي أحمد الساعدي الذي برز بأدائه منذ عام 2006 ولا يزال يقدم أناشيد دينية ووطنية ويمتلك صوتاً عجيباً ولحناً حنيناً، ولو توفر له الدعم الحقيقي لصار عالمياً بلا شك.
وكعادته بصوته الهائل سرقني كلياً حينما يؤدي أنشودة عن أحد شهداء مدينة البصرة:
يوميه نودع شاب. مل الموت من عدنا
ملك الموت راد اسباع زحمه انكله ما عدنا
اجانه ودك علينا الباب كال انطوني واحد شاب
ما ريدن بعد شياب اريدن بطل ما ينعاب
فتحناله فتحناله الباب وكام يتخير فتحناله
واخذ وين الي يحلاله البصرة والحلو الاسمر. الي يحلاله
تمعنوا في هذه الصور الشعرية التي تعالج الم رحيل الشباب شهداء في حروب العراق الكثيرة ، ولكنها تسردها لنا بطريقة مليئة بالتحدي والصبر والشجاعة ، وسينالكم الاستغراب والاعجاب مثلي ايضا حينما تستمعون لهذه الكلمات بصوت منشدنا الشاب الساعدي في انشودته الرائعة درب الصدر .
محام