الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
(فيها إيه يعني) فيلم يعالج الحب بعد الخمسين

بواسطة azzaman

دراما سينمائية مثقّلة بالمشاعر الإنسانية

(فيها إيه يعني) فيلم يعالج الحب بعد الخمسين

الموصل  - سامر الياس سعيد

يثقل فيلم (فيها ايه يعني) بالكثير من المشاعر الانسانية التي ينضجها المخرج  عمر رشدي عمر وفق اسلوب يعالج فيه الحب بعد مرحلة متأخـــــــرة يستقيظ فجـــــأة ليشير الى معاناة البطل من اثار  الاعوام ومن ثقلها طالبا التحرر من قيود العمر التي اغرقتها في لجته الفيلم الذي انطلق عرضه في صالات السينما في الاول من تشرين الاول  حيث الف قصته وليد المغازي يعد من البطولات المتفردة للنجم ماجد الكدواني الذي يجسد من خلاله شخصية صلاح الذي نذر حياته بعد رحيل زوجته لابنته ندى التي تؤدي دورها الفنانة الصاعدة اسماء جلال حيث لم يمنع اقترانها من مصطفى غريب  وانجابها لبنت وحيدة من التعلق بوالدها اكراما لما خصص من حياته لها متناسيا نفسه بشكل كبير  ورغم السلطوية التي تنفذها ندى على افراد عائلتها لاسيما بما يتعلق بالاكل  لكنهم يتجاوزون تلك القوانين فيلجاون لعنصر الامن في المجمع السكني لتلبية متطلباتهم الغذائية وهنا يستقبل صلاح هاتفا من بواب شقته القديمة بمصر الجديدة يطلب فيها حضوره لحسم امر سيارته القديمة التي اصبحت سكنا للفئران وبعد ان يحسم امر السيارة يصعد للشقة القديمة فسيتيقظ فيه الحنين نحو حبه القديم متمثلا بالفنانة غادة عادل التي تؤدي دور ليلى  فيستعيد ذات الامر في ان يترك صلاح حبيبته التي عاش معها طلبا للسفر قبل ان يقترن بزوجته التي رحلت فيبقى هاجس الهجرة حاضرا في بال ليلى ومعها امها ميمي جمال  التي تشعر بان صلاح خذل ابنتها وتركها اسيرة لهواجس الزمان الماضي.

رحلة عمل

ويعيد صلاح التواصل مع ليلى لكن مع بقاء الاخيرة ثابتة بمشاعرها قبل ان يقربهم دخول فار لشقة ليلى فيعاد الوصل وتعاد البسمة  تعلو محيا ليلى فيلتقيان ويعاد نفس السيناريو مع استقبال ابنة صلاح لامر ايفادها في رحلة عمل تستغرق سنوات فتحاول جاهدة اصطحاب والدها للسفر معهم  لكنه يرفض مرردا باخبارها بذلك خوفا على مشاعرها قبل ان تصل ذروة الفيلم في لقاء العائلتين وتفصح ندى لليلى عن امر السفر فتعاد نفس الهواجس لدى ليلى باحتمال ترك صلاح لها مثلما فعل في السابق.

يحفل الفيلم بالكثير من المعطيات التي تبرهن ان لازمن محدد للحب فمهما تكدست اعباء العمر لابد للانسان من ان يفكر بالتحرر من قيود واعباء  الحياة والتزاماتها فعلبة الامنيات التي كان يحتفظ بها صلاح تحمل قصاصات يدون فيها مع ليلى رغباتهما التي يسعيان لتحقيقها بعد ان تقدما بالعمر  ومنها شرب السيكارة التي تعرضهما لموقف طريف حينما يمنحهما صاحب الكشك سيكارة محشوة بصنف من المخدرات التي تقلب امرهما راسا على عقب او الرغبة التي يدوناها وهي مشاهدة الغروب على البحر  اضافة لمشهد الرغبة بزيارة المدرسة ليلا حيث تتفق ليلى مع حارس المدرسة باعداد مفاجاة لصلاح الذي يبدو مترددا قبل ان تعد ليلى حفل  للاحتفال بعيد ميلاد صلاح بباحة المدرسة ليلا  وهو امر يمكن تامله من جانب اخر اي اننا نعيش في مدرسة الحياة التي لا تعترف بوقت محدد فيها للدوام فكما هو معروف ان دوام المدارس يبدا عادة منذ الصباح الباكر لكن رغبة استكشاف صلاح وليلى للمدرسة اثناء الليل وزيارة الصفوف وهي خالية رغبـــة تضج بالكثير من الافكار والتاملات. يشير صلاح دائما لذكرى زوجته التي رحلت فيتوقف عندها كثيرا لكن  الفيلم يشدد ان  الحياة لا تعرف التوقف لاسيما وان النوستالجيا  عبر الحنين الى الماضي امر تضخه دقائق الفيلم في كل مضامينه  خصوصا عندما يفكر صلاح بمصالحة ليلى بعد امر تركها له فيعمد الى الصور ويزين جدارا كاملا بالصور التي تحكي طفولتهم وحياتهما معا. يعد الفيلم اخر اعمال الفنان الراحل سليمان عيد الذي اشتهر بافاهيته المضحكة وتقدم اسرة الفيلم رسالة في مقدمة الفيلم لروح عيد الذي غادرهم قبل الانتهاء من اعمال  التصوير.


مشاهدات 90
أضيف 2025/11/17 - 1:51 AM
آخر تحديث 2025/11/17 - 4:43 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 163 الشهر 11924 الكلي 12573427
الوقت الآن
الإثنين 2025/11/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير