الكاطع أبحر مع القصيدة والأغنية فأبدع

بابــل - كاظـم بهَــيّــة

(من طبيعتي التحفظ على اطلاق كلمة شاعر غنائي على المجموعة التي تكتب النصوص الغنائية، وعندما يرد اسم كاظم اسماعيل الكاطع، فأني لن اتردد في اطلاق هذه التسمية عليه، لأنه يستقطر ما في الكلمة الغنائية من لوعة وكثافة وتبتل) هذا ما كتب عنه الناقد الموسيقي عادل الهاشمي.

وفعلا  فالشاعر الكاطع، يعد من اهم الشعراء في المشهد الشعري الغنائي، لانه قدم اعمالا جميلة لا تعد ولا تحصى في عالم الغنائي العراقي والعربي،   شاعر شعبي اصيل وعلم من اعلام المدرسة الحديثة للشعر الشعبي العراقي، يعرفه الكل رائعا ومبدعا بشاعريته وتمكنه من الحرف والكلمة بجدارة وكيف يوظفها في قصيدته. له بصمات وتأثيرات واضحة في مسيرة ادبنا الشعبي وقصائده لا تغيب عن اذهان من يحب ويتذوق الشعر. حفر اسمه في ذهن المتلقي من خلال كتاباته الجميلة والرائعة، التي شغلت الناس لانها مكتظة بهمومهم وتطلعاتهم ،فكان يهتم بالوجدان الحقيقي وبالإنسان الجريح وبالموقف الذي يستحق التضحية،  وعبرت عن احساسه الداخلي، والتي ترجمت مجاميعه الـ (9) نذكر منها ديوانه الأول عام 1968 وعنوانه (قصائد دامعة) مشترك مع كريم راضي العماري، و(جنه نحلم) و(عيد أبو هلالين 1972) و(عرس دجلة 1975) و(شمس بالليل 1970) و(شفاعات الوجد 1999) مشترك مع مظفر النواب وعريان السيد خلف، و(نعش النهر 1999) و(غاب الكمر 2004) و(كطرات النده 2004) و(نورس حزين 2006) و(ليل المعرسين 2006).

فضلا على كتابته لأكثر من ( 1000) نص غنائي، حسب ماذكره، وعندما سألته في احد حواراتي معه، من اكثر مطرب عراقي تغنى بكتاباتك؟ فأجاب قائلا: «كريم منصور غنى اكثر من 50 قصيدة «فتألق نجمة في هذا المجال كما كتب عدة اناشيد وطنية منها (ياكاع اترابج كافوري) لحن علي عبد الله  و(اللي مضيع ذهب) لسعدون جابر، وفي الاغاني: (عمري محطة سفر)  الحان وغناء الموسيقار الراحل محمد جواد اموري و(يصبرني) و(شلك عليه يازمن) لاحمد نعمة وفي اغنية (خلي يغيب الگمر) لوحيد علي الحان مضر قاسم  وعشرات الاغاني بأصوات مطربي العراق امثال سعدون جابر ومحمود انور وكاظم الساهر وجلال خورشيد واحمد الصياد وباسم العلي ومحمد المدلول ورضا الخياط ومحمد السامر.

فضلا على ذلك غنى بعض قصائده عدد من المطربين العرب امثال عوض دوخي في اغنية ( انتهينا ) ونوال الزغبي في اغنية ( وياك انا حرب ) وسميرة سعيد في اغنية (قرار ) ولطفي بوشناق في اغنية (اجنح ) ورجاء بليمليح في اغنية (نظراتك ) ،هذا وعرف  بكتاباته لعشرات الدراسات والبحوث ومشاركاته في مهرجانات عربية ودولية ، وللشاعر كاظم الكاطع قصائد مترجمة الى اللغات الروسية والانكليزية والفرنسية والالمانية .

و الكـاطـع  من مواليد 1950 م - بغداد. بدأ كتابة الادب الشعبي ، عندما سالته في احدى حواراتي معه لكل انسان بداية فالنسبة لك متى كانت ؟ اجاب : (البداية مع خطوات العمر الاولى ،سنوات الحلم واول احساس بالبلوغ وارتعاشات القلب وتحفز الغريزة نحو الحب ) . هكذا جذبه الشعر لجادته ، حتى تميز عن غيره بكتابته اللغة العامية الدارجة وابتعاده عن (الحسجة) ، خريج  الجامعة المستنصرية - كلية الآداب-  قسم اللغة الإنكليزية1974 م. يحمل شهادة الماجستير في الأدب الإنكليزي من إحدى الجامعات الهندية، عضو جمعية المؤلفين والموسيقيين العالميين (باريس) ،عضو الاتحاد العام للشعراء الشعبيين في العراق ورئيسه في دورتين انتخابيتين عام 1993 و 1994 . و  غيبه الموت في 25  حزيران/ يونيو 2012، في مستشفى الكاظمية ببغداد، بعد صراع طويل ومرير مع المرض  .