التفكير المفرط والسيناريوهات المزعجة
صبحي الجبوري
يعاني الكثير من الناس في عصرنا هذا من دوامة التفكير في أمور عديدة تشغل باله وتفكيره وتأخذ منه الوقت الكبير وهي تدفقات مستمره لهذه الأفكار الراسخة في العقول والأذهان وهو مايسمى بالتفكير المفرط (الزائد) والذي هو عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية الغير مرئية والغير ملموسة المختصة بالدماغ عندما يتعرض لمثير ما من أحد الحواس أو أكثر.
لذا فإن التفكير المفرط في شئ أو حدث ما أكثر من اللازم و لمدة طويلة جدا وإعطاءه مساحة أكثر في التفكير يجعل هذا الشخص يأخذ فيه وقتا طويلا في التحليل والتفسير وإضاعة الوقت فيكون له تأثير سلبي على جوانب الحياة المختلفة ويشعر الإنسان في داخله بأنه يعيش في دوامة الأفكار المزعجة والمخيفة مما يجعله يشعر بالضغط المستمر بل قد يجد صعوبة في التفكير بأي شئ مثمر وهادف.
وهنا لابد من معرفة العوامل ألتي تجعل الشخص يعاني من التفكير المفرط كالتوقعات العالية للمستقبل، المثالية المفرطة والإضطرابات النفسية والشخصية، ضغوط الحياة المختلفة. أما العلامات المشخصه لهذا التفكير فهي، قضاء الشخص الكثير من الوقت في القلق بشأن أشياء ليست بإمكانه السيطره عليها، صعوبة النوم وتكرار الأسئلة والتردد في آتخاذ القرار، القلق الكبير بشأن المستقبل، الشعور بالآرهاق والتفكير بالسيناريوهات المزعجة.
وللتخلص والآبتعاد عن هذا التفكير المستمر يجب الأقتناع بأن الكمال البشري غير موجود، الإعتماد على الحقائق الموجودة فعلا، التأمل والإسترخاء، التفكير في الإيجابيات دائما، التدريب العقلي وعدم الإهتمام بالأشياء والأمور غير الضرورية، ممارسة النشاطات المختلفة التي تبعدنا عن هذا التفكير. وأخيرا وليس آخرا نقول لاتعطي أي أمر أو حدث أكثر من حجمه ولا تشغل بالك في أشياء مضت وآنقضت وفكر في مستقبلك لتحقيق أملك المنشود وتذكر دائما أن التفكير الزائد عن حده في أمر ما يأخذ منك الكثير دون أن يعطيك شيئا.