الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإنتخابات بين الدعاية والرعاية

بواسطة azzaman

الإنتخابات بين الدعاية والرعاية

 عماد المعيني

 

مما لا شك فيه ان الانتخابات تعتبر طريقة حضارية ينتخب فيها المواطن من يظنه يستحق صوته وفق معطيات حقيقية لا علاقة لها بالمحسوبية والانتماء والولاء  دون اكراه او قيد او شرط .

امام هذه القاعدة التي نختصرها بسؤال بسيط جدا لا يحتاج الى مفهومية خاصة وهو ماذا يريد المواطن من المرشح اياً كان طويلاً او قصيراً رشيقاً او اصلع الشعر او ضعيف الوجه او متعافي الخدين, على ما اظن وبحكم فراستي ان المواطن يريد نظام صحي متطور لا شريط براسيتول والله وياك، ونظام تعليمي حديث لا حامل شهادة البكالوريوس ويكتب اليكِ بالياء وليس بالكسرة وماء صالح للشرب وليس ماء يذكرنا بماء الباجة  والكهرباء المستقرة ليتمكن المواطن من صنع الثلج مع اللبن بعد تشريب الباميا ، وشوارع معبدة لا شوارع يسترزق منها حداد الصدر, وخريج تنتظره وظيفة تليق بشهادته وتعب اهله لسنين طويلة، وليس سائق ماطور ديلفري, وانتاج زراعي وصناعي محلي مدعوم يرتقي بقيمة بلاد ما بين النهرين لا ان يكون الخيار ايراني والطمامة سورية والبصل اردني والشنينة سعودية والفاكهة تركية فانظر الى الزلاطة واتذكر بلاد العرب اوطاني.

يا سيادة المرشح المواطن يريد من يمثله لا يمثل عليه, يريد من يصدقه لا  يصادق عليه, يريد في همه من يعاصره لا يعصره, يريد من ينتشله لا ينشله, يريد من يشد ازره لا يكون وزره لأنه انتخبه, يريد من ينفذ خططه لا من يبدل خطه بعد ان يفوز.

هل تعلم يا سيادة المرشح ما هي مشكلة المواطن الان, مشكلته اما ان ينتخب الجميع او يرفض الجميع؟ برغم انه من حقه ان ينتخب مرشح واحد, وقد تساله لماذا ينتخب الجميع او يرفض الجميع، انا اقول لك .

كل المرشحين بدون استثناء يحملون نفس الشعار لا للفساء نعم للسيادة نعم لرفاهية المواطن جئنا من اجل غد مشرق, الخدمات شعارنا الاول, انتهى زمن المحسوبيات والمواطن من اقدس مقدساتنا, وهناك من كان اكرم من الاخرين بوعود تعيين او قبلة على الخد.

اعلانات انتخابية

طيب والكل صادقون فيما يدعون فلماذا لا تتفق كل القوائم على مجموعة مرشحين بعيداً عن الاعلانات الانتخابية التي لو جمعنا مبالغ الحديد مع القماش من المؤكد سنبني فيها ارقى مستشفى وجامعة ودار ايتام.

لماذا لا يتفقون ليرتاح المواطن من تأنيب الضمير حين ينتخب مرشح ويترك الاخر بنفس النزاهة والامانة.

لماذا لا يتفقون؟

لا جواب الا انهم حقاً مختلفون؟

  هذه الاعلانات تذكرنا باعلانات مطاعم الطرق الخارجية التي يكتب على واجهة المطعم لوحة بحجم لوحة بعض المرشحين لحم غنم عراقي وبذمتي والله على ما اقول شهيد ولو انفعل قليلاً لكتب وروح ابويه وستر امي.

واخيراً يسأل المواطن صاحب الامراض المستوطنة، اين البرامج الانتخابية لم نقرا شيئاً عنها ولم نسمع, اليس من المنطق ان تقدم كل قائمه برنامجها الانتخابي بشكل مفصل ودقيق, واذا لم يسعفها الوقت فبضربة زر على سيد كوكل يعطيك ما تريد.

لا برامج انتخابية لا شرح مفصل عن سيرة كل مرشح ، كل الذي يراه المواطن اعلانات وضعت في كل استدارة لتحجب الرؤيا تماماً عن السائق اذا يريد الاستدارة، (بعدك مرشح اخذت الفلكه استاذ)، ويرى اعلانات كل مرشحين المحافظة في منطقته الصغيرة البائسة, اسماء لا يعرف شيء عنها بل قوائم لا يعرف شيء عنها بل لا يستطيع ان يفرق بين اشكال المرشحين الا بحجم خشمه او تسريحته.

باختصار شديد الانتخابات امانة ثقيلة لا تبرأ بها الذمة الا بالوفاء بحقها, امانة ثقيلة في عنق المرشح والمنتخب.

يقول تعالى( انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن من منها وحملها الانسان انه كان ظلوماً جهولا).

 

 


مشاهدات 63
الكاتب  عماد المعيني
أضيف 2025/10/29 - 1:24 AM
آخر تحديث 2025/10/29 - 10:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 375 الشهر 19844 الكلي 12159699
الوقت الآن
الأربعاء 2025/10/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير