(كلام الناس) في حلقة إستقّصائية عن دار المشرّدات

التفكّك الأسري ينتج فتيات يتعاطين المخدّرات ويمارسّن الرذيلة

بغداد - سعدون الجابري

كان  لبرنامج (كلام الناس) الذي تعرضه قناة (الشرقية) حلقة استقصائية في دور المشردات في الصليخ/ ببغداد، بفتح ملف خطير عن فتيات قاصرات، سلكن طريق السوء و ممارسة الرذيلة وتعاطي المخدرات بأنواعها. والسبب التفكك الأسري من الوالدين أو الأخوة أو الأخوات وحتى من عشاقهن أو أزواجهن للمتزوجات فهن ضحايا بعض هذه الأسر المتفككة. وفي الجزء الأول تحدث معد ومقدم البرنامج علي الخالدي لـ(الزمان) قائلاً: (للأسف أستفحلت ظاهرة التفكك الأسري و تعاطي المخدرات و ممارسة المحارم عند بعض العوائل المنحرفة في المجتمع والسبب هو: سؤ التعامل مع الأبناء والبنات من قبل بعض الآباء و الأمهات). مضيفا (كانت لنا زيارة لدار تأهيل الإناث أو ما يسمى بدار المشردات في صليخ، حيث إدارة هذا الدار فتحت أبوابه لفريق الشرقية، و مديرة الدار الست أستبرق قدمت لنا الكثير من التسهيلات لفتح هذا الملف الخطير في الجزء الأول من حلقاته ـواستمعنا لقصص من الخيال و التي أصبحت حقيقة بمجتمعنا للأسف).

خلال تجولنا في ورش الخياطة والحياكة والأعمال اليدوية والمرسم قالت لنا مديرة الدار أستبرق: (لمسنا أن هناك تجاوب البنات مع إدارة الدار، والكثير منهن أستوعبن الدروس في مدرستهن بالدار، والأستفادة من عملهن في ورش الخياطة والحياكة والأعمال اليدوية وقاعة الرياضة و الجم). موضحة (لدينا في الدار 9 غرف مؤثثة لمنام النزيلات، كل غرفة نوم فيها من 3 - 8 بنات، و تعاملي معهن كالأم أو مثل أخواتي الصغيرات، أحبهن جميعهن لا أميز بين واحدة و أخرى، وأعمارهن تتراوح من 9 - 15 سنة، وتوجد بنات أعمارهن أكثر من المقرر، وعددهن الكلي الآن 55 بنت .ونهوض كافة البنات يكون الساعة 8٫30 صباحاً لتناول وجبة الأفطار ، بعدها ينصرفن كل واحدة لعملها في الورش أو بالأعمال الحرفية أو الحلاقة أو لقاعة الرياضة و غيرها، و في الدار 4 باحثات إجتماعيات و الحارسات الأمنيات في كل وجبة 5 حارسات لكل وجبة دوام، وهن على ملاك وزارة الداخلية).

بعدها تحولنا الى رئاسة محكمة إستئناف بغداد الرصافة/ محكمة الأحداث. ووجهنا سؤالنا لرئيسة محكمة الأحداث القاضية نوال صبري: كيف يتعامل القانون بقضية الفتيات الأحداث تحت عمر 18 سنة؟ اجابت قائلة (يتعامل القانون مع هذه الحالة وفق القانون والمواد 24 مشردين والمادة 25 منحرفين السلوك، الذين يرتادون الملاهي والكوفيات مع لعب القمار، حيث تنطبق عليهن المادة 25، ليس عليهن عقوبة مجرد إيداعهن في دور الدولة كونهن أحداث و يمارسن عمل غير مشروع).

بيت آمن

وأكدت قاضي محكمة الأحداث: (قرار المحكمة يحجز الفتاة الحدث أو الولد الحدث في بيت آمن، وهذا بقرار قاضي التحقيق حتى لو كان القاضي الخفر له نفس الصلاحية، والأحداث دون سن 18 لا يجوز لهم العمل قانونياً ممنوعة وتعد عليها مخالفة للتعليمات). وأوضحت (البنات المشردات نتعامل معهن وفق الماده 24، و يحيلها لنا قاضي التحقيق بعد القاء القبض عليها من قبل السلطات المختصة، و هنا في محكمة الأحداث نتعامل معها ليست متهمة و أنما مشرده، وهي ضحية وممكن لأي شخص من أسرتها أن يتسلمها من مكان الحجز في دار المشردات، ووفق قرار قاضي التحقيق المختص  وليس محكمة الأحداث، لو نأتي لقضية الفتيات الأحداث المحجوزات في دار المشردات، منهن من تبيع الكلينكس في التقاطعات والساحات العامة، ومن تستجدي من البيوت أو المحلات. حيث البعض منهن خرجن من دار تأهيل الإناث (المشردات)، و سلكن الطريق المستقيم والصحيح و عدن لرشدهن لبيوت أسرهن، وتزوجن أو أكملن دراستهن وعملن بوضائف حكومية أو قطاع خاص).

وواصلت القاضية حديثها قائلة: (أجيب على سؤالكم عن بعض أعمال الشغب التي تحصل في دور الدولة بالعاصمة بغداد أو بالمحافظات، ان ذلك يتطلب التدخل السريع تدخل القوات الأمنية الخاصة (مكافحة الشغب)، و تحال القضية الى قاضي التحقيق وفق الماده 477، بهذه الحالة يقرر القاض توقيف مثيرات الشغب، و يتم إيداعهن في دار الشالجة ببغداد/ الكرخ).

بعد ذلك ذهبنا الى مكتب مدير عام دور الأحتياجات الخاصة والإغاثة مظفر حسين قائلاً: (رداً على سؤالكم لي عن عدد الأحداث من الذكور والإناث وكم دار توجد مسجلة لدينا، عندنا دار المشردات في الصليخ، و دار الأحداث الذكور في الكرادة، حيث دار المشردات وعدد الفتيات فية 55 فتاة، وعدد الموظفات فيه 23 موظفة، وعدد الحارسات الأمنيات 12 للشفتين الصباحي والمسائي وهن من ملاك وزارة الداخلية). مضيفاً: (البنات يتم إحالتهن من قاضي التحقيق في محكمة الكرخ، تتم الإحالة لدار تأهيل الإناث المشردات وفق المادتين 24 و25 أحداث، ويتم أستقبالهن من قبل مديرة الدار والباحثات الإجتماعيات، بعد التأكد من موقفهن للأمراض السارية والمعدية وأمراض الحمل، بعدها يتم تسليمهن للباحثات ويتم تزويدهن بما يحتاجون من مأكل وملبس وغيرها من الأمور طيلة تواجدهن في الدار). وأشار حسين) في الدار توجد مدرسة بالدار تم فتحها بالتنسيق مع وزارة التربية، كذلك وجود ورش للخياطة والحياكة والأعمال اليدوية والحلاقة، وقاعة اللياقة البدنية وقاعة العاب رياضية).

وقال الخالدي (أنتقلنا للحوار مع مدير الإعلام والعلاقات بوزارة العمل والشؤون الإجتماعية كاظم العطواني الذي قال (عدد دور الدولة في العاصمة بغداد 24 داراً، عدا معاهد الصم والبكم  وذو الإحتياجات الخاصة، والدور الإيوائية للأيتام والمسنين وشديدي العوق ودور التأهيل للذكور). وبين العطواني: أن (وزارتنا تقدم خدمات خدمية و إنسانية، والوزارة تعمل لهذه الشرائح من المجتمع، كما أنها جاده لتطوير عمل الدور في بغداد والمحافظات مع تأهيلها). مضيفاً: (ودور الوزارة كذلك توعوي وصحي وإنساني، وهناك باحثين إجتماعيين من كلا الجنسين يقومون بدراسة حالات كل شخص من الأحداث الذكور و الإناث).

وبين مقدم البرنامج: ضمن جولتنا في دار تأهيل الإناث المشردات بالصليخ، التقينا بأحدى المعلمات التي بينت لنا، نحن معلمات نعمل لحساب وزارتنا التربية، ونقوم بتعليم البنات الأحداث في دار المشردات، و جميع الطالبات متجاوبات مع إدارة المدرسة، و جميع الطالبات لديهن الرغبة في إكمال الدراسة المتوسطة والإعدادية. وأكدت: لدينا طالبات تخرجن من المرحلة الإبتدائية وانتقلن إلى الدراسة المتوسطة والحمد لله.

و أشار الخالدي : بينت لنا فتاة تولد 2006 أنها أعتقلت بسبب التعاطي و بيع المخدرات مع عشيقها وهو تاجر للمخدرات ، و بالحقيقة هو ليس بزوجها الشرعي و أنما عشيقها ..و هي متزوجة سابقاً و منفصلة ولديها بنت تعيش مع أمها ، حيث زواجها الأول بعمر 13 أيضاً هو عشيقها و ليس بالزوج الشرعي ،علماً أن جميع من التقيناهن اكدن ان ابائهن يتعاطون و بعضهم يتاجرون بالمخدرات ، بل حتى بعض أمهاتهن يتعاطن ، و متزوجات باكثر من زوج ..

و توجد بين البنات الأحداث فتاة أسمها شيرين سامي رشيد عمرها 15 عام ، و عشيقها نفس عمرها يتعاطى و يتاجر بالمخدرات ، و هو من أجبرها للتعاطي و طلب منها ان ترافق صديقة لبيع المخدرات على أشخاص يعرفوهم في منطقة بغداد الجديدة ، ولديها أخت أيضآ تتعاطى و قبض عليها و الآن معها معتقلة ..

ونختتم جولتنا بعد سماعنا لقصص مختلفة لفتيات قاصرات وبحالات دخيلة على مجتمعنا .

فريق البرنامج ضم كل من :-الإعداد و التقديم : علي الخالدي ،مخرج ميداني و مدير تصوير : عمر الجابري ،تصوير : حسين الخفاجي  و حسين عصام ،درون : عبود رحيمة ،المتابعة الصحفية : سعدون الجابري ،م . إضاءه : مصطفى الموسوي ،مونتاج : عمر مظفر و أدريس الكعبي .