الحسناوي يمتاز بالحوار الجميل والوصف الدقيق
كاظـم بهَــيّــة
اسم لامع من أسماء فرسان القصيدة الشعبية يمتاز بمفردات نشطه صادق المشاعر والأحاسيس ومن ذلك الخضم المتلاطم لشعراء كربلاء - الهندية ( طوريج ) ، برز من بينهم الشاعر كامل سعود ألحسناوي المولود عام 1930 في "منطقة الصحويه في ناحية الجدول الغربي - مدينة الهندية "عرف في منطقته شاعراً في سن مبكر إذا انه ما كاد يبلغ الحلم حتى كتب قصائده الأولى، بعد محاولات شعرية عام 1945 بعدها كتب قصيدته الشهيرة المنشورة في كتاب الأدب الشعبي للأستاذ البحاثة علي ألخاقاني الحلقة الحادية عشرة رداً على قصيدة الشاعر محمد آل جبار :
(أهنا يمن چنه أو چنت ...
جينه وكفنه أبابك )
التي بني عليها الشعراء في الفرات الاوسط قصائدهم في منتصف الستينات في ما بعد، إلا إن شاعرنا الحسناوي ،تصدى لصاحب القصيدة الأولى المذكور أنفاً وقال قصيدته الشهيرة التي تتدفق بالعاطفة وروح الحب نقتطف منها:
أهنا يمن چنه وچنت
تتبختر أبعرش الهوه
أهل النعيم چنه سوه
اوياهم سوه
كل هذا وتشح بالوصل
طي السجل حبنه أنطوه
أنياب الشماته اتوشرت
ناب الزمان أو نابك
كانت هذه القصيدة الأولى نظمها عام (1966) الشاعر كامل ألحسناوي فاتحة خير لقصائد عديدة نشرت في الصحف والمجالات العراقية ، نظراً لما لاقته من نجاح تزامن مع إذاعة قصائده في برنامج الشعر الشعبي الذي كان يعده ويقدمه آنذاك الشاعر الراحل زاهد محمد منذ عام 1958 حتى استمرار البرنامج منذ مطلع الستينات حتى قام بتقديمه الشاعر الراحل سالم خالص (أبو ضاري) ، وكانت رحلت شاعرنا (ألحسناوي) مع الشاعر أبو ضاري رحلة طويلة وغنية كتب فيها آنذاك أروع فنون الأدب الشعبي منها الموال والدارمي والابوذية وأجمل القصائد التي كانت تذاع أولاً بأول من خلال برنامجه المذكور ،حيث أذيع للشاعر ما يقارب من الثلاثمائة قصيدة على مدة عقد من الزمن أو أكثر واستمر بهذا النشاط ينشد ومن خلال نشره بالصحف ألمحلية وخاصة ( الاتحاد وصوت الفلاح) الذي كان يحررها الزميل الشاعر عادل العرداوي، امتازت قصائده بشفافية خاصة تبعث من بين مفرداتها أسمى معاني الحب العذري.
وانه وفني وعمري..
يكضي أبحسرتك
خلني أموت أبحسرتك خليني
ولعتني ولوعتني أبلوعتك
يا ترف متناسي لو ناسيني
انته حگك چي حلو وطولك
وابجمالك مغتر ومتغاوي
وانه خلي امچلب أبحبل الوصل
لا تلوم أبحبك ألحسناوي
ما امل عالامل عايش ما امل
اليقظة عندي والحلم متساوي
فالشاعر عنده عزيزة عليه دقائق الهجر، فيشكو ويتألم بنكسة قلبه الهائم الولهان ومعبراً عن واقعة بالذات الذي عاش الحب والعشق الأزلي والأمان من الحبيب الغائب ،كما في هذه السطور وبهذا الحوار الجميل والوصف الدقيق والخيال في قصيدته الموسومة (حلم مذبوح ) :
طواه نسيان هجرانك ..
درس حبنه كضه وكته
مكاتيبك تصاويرك ..
كلشي يخصك احركته
حته دفتر اشعاري ..
الوصفتك بيه شككته
كضانه امعاتت اللوعات ..
مانحمل بعد عته
اشهالنكته ينكاته ..
المثله ماتصح نكته
حجيج ماطره بخاطر ..
ولاعالبال سالفته
اجروحي اشماتريد اتجور ..
دواهه مكابر السكته
وكلبي لو تشوفه البيه .
.يلايم جان مالمته
إن مكانة ألحسناوي كامل سعود في أدبنا الشعبي العراقي وفي قلوب الناس جديرة وفي مدينته "طوريج " الهندية في كربلاء وبعض عارفيه ومحبيه في حياته وبرحليه الأبدي. فألف سلام لشاعرنا الكبير وهو في مثواه الأخير الذي نشد أجمل القصائد للحب للناس وللأهل والاحبة..