المضامين الفكرية لحرية الرأي في الشريعة

مهدي الغرابي

الشريعة الإسلامية منهج في التربية والتوجيه؛كما هي كتاب في العقيدة والعبادة والشريعة والأخلاق،وقدتناولت القضايا الأساسية التي تناولتها الحريات،المنشأ والمصير والغاية،وحددت النظر إلى الإنسان والكون والحياة،وأشارت إلى الأهداف الحرية والتعبير وأساليبهما ومقوماتها.

وحرية الرأي والتعبير تستعمل الدلالات على معان عديدة أبرزها:إنتقاد عيوب المجتمع،وحق الناس في إبداء ٱرائهم والدفاع عن وجهات نظرهم .ولما كان الرأي هوالنظر والتأمل والتفكر بالكون,وإلية إستنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الكتاب والسنة النبوية:فما هي مضامين حرية الرأي والتعبير’ للإنسان للحفاظ على كرامته عبرالنصوص الشرعية؟وما أثر ذلك على المجتمع.

وإذا كانت حرية الرأي والتعبير في النص والإجتهاد مكفولة للناس جميعا في أوسع نطاق،فهل يكون لها أثر على تنمية واقع المجتمع وحقوقه الفكرية في الأمور الدينية والدنيوية وتكون تعطيلا للأحكام الفقهية التي جاءت بها الشريعة الإسلامية بقيادة وتوجيه الرسول محمد(ص) والصحابة عليهم السلام والأئمة الأطهار عليهم السلام فأثر حرية الرأي والتعبير على تنمية المجتمع وحقوقه الفكرية في الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية الداخلية والدولية’وانطلاقا من ذلك نقول :من حق المجتمع أن يعبر عن  رأيه بحرية في أي موضوع يطرح عليه نافع المجتمع.

وعليه في هذا العصر الذي تطورت فيه وسائل الإتصا بشكل سريع وفعال’ممايتطلب الصبر المجتمع بهذه الحقوق التي طفلتها أحكام الشريعة الاسلامية منذانطلاقتها،والشريعة بحد ذاتها دعوة إنسانية عالمية يجب إبلاغ مفهومها وأحكامها وإيصالها لكل عقل إنساني.وكذلك القواعد القانونية حددت مضامين حرية الرأي والتعبير في دساتيرها الوطنية الداخلية والدولية.

إذن يحق للإنسان التعبير بحرية وقوة إرادة بكلمة صادقة وهادفة أمينة لاتعكس مصالح ذاتية،بريدصاحبها صالح الأمة التي ينتمي إليها،يطلقها لكي تقرحقا أوتقاوم باطل،ويوردها مستخدما لقنوات التعبير المباحة والمشروعة مع الإلتزام بالأحكام الإسلامية والقوانين الوضعية الداخلية والدولية.

وعلى صاحب الرأي أن يراعي طريقة الإعلان عن رأيه والإسلوب الذي يتم عرض فكرته!فإلى موسى وهارون كان التوجيه الإلهي بإن يكون القول:لينا:(إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أويخشى)سورة طه