في دائرة الإنتخابات.. أولاً .. إختيار المرشح الأكفأ
محسن القزويني
العراق اليوم بحاجة الى نخبة سياسية تستطيع ان تعيد له مجده ومكانته وثقله السياسي في العالم العربي والاسلامي، وايضا تستطيع هذه النخبة ان تعيد للعراق ثرواته المنهوبة وامواله المسلوبة نتيجة الفساد ، وتستطيع هذه النخبة ان تعيد للعراق استقلاله السياسي والاقتصادي وانقاذه من الهيمنة وضغوطات القوى الخارجية، وتستطيع هذه النخبة ان تعيد للعراق رونقه الزراعي وتقدمه الصناعي وازدهاره العمراني في شوارعه ومستشفياته ومدارسه وجامعاته ،وهو بحاجة الى من يعيد اليه الطاقة الكهربائية والماء الصالح للشرب ، وهو بحاجة الى من يعيد اليه الامن والاستقرار ليصبح القانون فوق كل شيء ،وليطبق على العراقيين جميعا على حد سواء ، وهو بحاجة الى من يعيد للعراق وحدته وتراصه ليكون العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه بلدا واحدا وسيادة واحدة بعيدا عن التخندقات والتكتلات والفئويات الضيقة. واخيرا العراق اليوم بحاجة الى مَن يُطبِّق الدستور العراقي لسنه 2005 الذي ضمن للشعب العراقي الحياة الكريمة والمسكن والعمل و الصحة والتعليم في مواده( 22- 30 -31 -34) حيث ضمنت هذه المواد الدستورية حقوق الشعب العراقي في العيش الكريم، وعليه واستنادا لهذه المواد من حق كل انسان عراقي يفتقر الى هذه الحقوق مطالبة الحكومة بتوفيرها له ،والعراق بموارده الاقتصادية والبشرية الكبيرة قادر على توفير جميع المستلزمات الضرورية للحياة الكريمة، هذا ما يحتاجه العراق اليوم.
مرحلة جديدة
والانتخابات التي ستجرى بعد اسابيع من الان ما هي الا فرصة لايجاد هذا التغيير المنشود الذي سينقل العراق من مرحلة تاريخية الى مرحلة جديدة تتسم بالكثير من التحديات الكبرى التي ستواجه منطقتنا اليوم ومن اهمها : التحدي الخارجي الذي يتفاقم هذه الايام مع مجيء دونالد ترامب الى البيت الابيض الذي ما انفك وهو يكرر الدعوة الى شرق اوسط جديد ،وقد اَوكل تنفيذه الى بنيامين نتنياهو الذي اصبح شرطي المنطقة يضرب بعصاه الغليظة كل من لا يسير نحو الخطة المرسومة للمنطقة والتي تكرس الاهداف التوسعية لاسرائيل تحقيقا للرؤية التي اطلقها نتنياهو بنفسه قبل شهر لقناة اي 24 الاسرائيلية في تحقيق اسرائيل الكبرى ،وقد خرجت عن لسانه بانها رؤية روحانية توراتية قبل ان تكون مشروعا سياسيا ، وقد ضرب بطائراته الدوحة عاصمة قطر باعصاب باردة ليعطي الدليل على حزمه في تطبيق وتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد .
اما التحديات الداخلية للعراق فهي كثيرة وقد جئنا على ذكرها في بداية الحديث، ولعل اهمها تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي للشعب العراقي ليعيش هذا الشعب بامان وكرامة عيشة رغيدة كما هو حال جيرانه وهم متنعمون بالكهرباء والماء وبقية الخدمات ، وهذا ما يريده الشعب العراقي اليوم وهو بالضبط ما يريده ممن سياتي لحكم البلاد من المرشحين الذين بدات تظهر صورهم واسمائهم في الساحات والشوارع والازقة. وبكل بساطة وسهولة يستطيع الشعب ان يضمن مستقبله المشرق اذا احسن الاختيار وذلك بوضع معايير الكفاءة التي ذكرناها اساسا لانتخاب المرشح وليس الدعاية المزيفة او اموال السحت التي ُُُتُدفع مقابل البطاقة الانتخابية.
انجازات مُحققة
وهناك طريقان لاكتشاف النخبة الصالحة والتي ستُصلح بها البلاد والعباد ،الطريقة الاولى: النظر الى ماضي المرشح وهل كانت لديه انجازات مُحققة ما كان يصبو اليه الشعب في فترة وجوده في الحكم او في مجلس النواب ام انه اخفق في التجربة فعلينا كما قالت المرجعية ان لا نُجِّرب المُجَّرب الفاشل.
الطريقة الثانية : النظر الى برنامج المرشح وليس النظر الى صوره وحجم اعلانته في الشوارع و الساحات فهي ليست الدليل على كفائته واستعداده لتحقيق ما يصبو اليه الشعب العراقي، بل ربما كانت هذه الصور علامة استفهام تضع امام الاموال المدفوعة للدعاية الانتخابية . اما الطريق الثاني: للاختيار فهو التعرف على المرشح الكفوء من خلال اطروحته لحل المشكلات التي يعاني منها الشعب العراقي والتي اقرها في برنامجه الانتخابي والمُعلن عنه في الندوات والحوارات المباشرة التي يقوم بها ، والتي يمكن من خلالها يتأكد من صدقية المرشح ومدى استعداده لمواجة تلك التحديات التي تواجه البلاد والعباد.
فالشعب العراقي اليوم وبعد تجربة انتخاب سبع مجالس نيابية يريد ان يكون المجلس القادم في دورته الثامنة مجلسا حقيقيا ينطلق من حاجات البلد ومعاناة الشعب ويريد من العضو المنتخب ان يكون خادما للشعب وليس سيدا على راسه.