بين الإنسان الصالح .. والمصلح

عبد الهادي البابي

نجد أن أكثر الناس يحبون الإنسان إذا كان رجلاً صالحاً ..ولكنهم يكرهونه ويحاربونه إذا صار مصلحاً..! فهم من جهة يحبون الصالحين ، ومن جهة أخرى تراهم  يعادون  المصلحين ..وكأن هذا الأمر هو سنّة من سنن الله في خلقه .. فقد أحب أهل مكة النبي محمد (ص) قبل البعثة النبوية لإنه كان رجلاً صالحاً ، ولكنهم بعد البعثة أظهروا له أشد العداوة وقالوا عنه ساحرٌ وكذاب ومجنون ووووالخ . والسبب : لإن الصالح يعمل لذاته وخيره لنفسه فقط .. فهو لايصطدم بالمجتمع ولايعنيه مايفعلون من باطل وحرام وجهل ..ولكن المصلح يصطدم بصخرة أهوائهم ورغباتهم وجهلهم وخرافاتهم فيثورون عليه ويتهمون بشتى التهم والتسقيط..!

وقد قال أحد العلماء : مصلح واحد أحب الى الله من ألف صالح ، لإن المصلح قد يحمي به الله أمة  كاملة...والصالح يكتفي بحماية نفسه فقط .

فقد قال تعالى  : وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون.. ( سورة هود 117 )..

قال (مصلحون ، ولم يقل ( صالحون)..!جعلنا الله وإياكم من الصالحين المصلحين..