تعليم الذكاء الإصطناعي في العراق
سعد غالب ياسين
قرأت قبل أيام أن قرارا قد صدر باستحداث كلية التميز والذكاء الاصطناعي في جامعة بغداد، وهو قرار في الاتجاه الصحيح بشرط توافر الامكانات والقدرات والمؤهلات الضرورية التي تستطيع مواكبة الابتكار العلمي والتكنلوجي والصناعي المتسارع واليومي في هذا الميدان.
ولأننا نعيش في عصر الذكاء الاقتصادي بتقنياته وصناعاته وابتكاراته , بجديده وقضّه وقضيضه في كل يوم بل وفي كل لحظة حتى أصبح هذا الذكاء رديفنا اليومي وظلنا الدائم وتوأمنا الرقمي، بل أصبح مثل الماء والهواء الذي نتنفسه بتواصلنا الاني من خلال الهاتف او في مكاتبنا واعمالنا او من خلال أتصالنا بالانترنت او حتى في حالات العزوف عنه . الذكاء الاصطناعي موجود ويراقبنا مثل الاخ الكبير في رواية اورويل 1984 .وليس لنا خيار سوى سيادة رقمية أو عبودية خوارزمية.
ولأن الامر كذلك فانّ موضوع تعليم الذكاء الاصطناعي وطنيا يتطلب صياغة أستراتيجية شاملة لادراج الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم أسوة بمعظم دول الجوار والمنطقة.
تطوير أستراتيجية وطنية لادراج تعليم الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل الدراسة يتطلب تكامل المعارف والمهارات والكفايات بين مراحل التعليم مع برامج التعليم الجامعي بدرجاته العلمية الثلاثة : البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
وقبل ذلك من المهم تأسيس هيئة عراقية للذكاء الاصطناعي يرأس مجلسها رئيس الوزراء وتتولى تطوير وتنفيذ أستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي كما تقوم بمهام تطوير الكوادر المتخصصة في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي بأنماطه الاساسية الذكاء الاصطناعي الخاص والذكاء الاصطناعي العام.
كما تتولى من خلال التعاون الدولي والشراكات مع الشركات التكنلوجية العالمية المتخصصة في التقانة العالية والتعليم والتدريب بناء مستودعات البيانات الضخمة وخوارزميات تحليل البيانات ونمذجة القرارات.
كما أرى انه يجب ان تتولى الهيئة تطوير وتنفيذ برنامج تدريبي مكثف للقضاء على الامية الرقمية السائدة في أوساط العاملين في مؤسسات الدولة وفي المجتمع وبصفة خاصة تغطية الفجوات الرقمية بين أجيال المجتمع .
ضمن هذا السياق، من المهم استحداث برنامج الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والابتكار في الجامعات العراقية المؤهلة، والذي يجب ان يتضمن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج معالجة اللغات الكبيرة والتعلم العميق والحوسبة الادراكية والمعرفية والحوسبة السحابية وتحليل البيانات والبيانات الضخمة والتحليل التنبوئي وتحليل الصور والتطبيقات الذكية وصناعة مراكز البيانات والحوسبة العصبية وهندسة الخوارزميات وأخلاقيات الذاء الاصطناعي. فضلا عن ذلك يمكن أطلاق منصة حكومية لتعليم الذكاء الاصطناعي ولتقديم خدمات تعليم مهنية ومجانية ومحتوى تفاعلي رقمي . وبعد
لم يعد الذكاء الاصطناعي ضربا من التقليد المتقن، بل من تباشير الفهم العميق، ونحن لانريد للعراق ان يكون خارج عصر الذكاء الاصطناعي الذي تصنعه اليوم الصين والولايات المتحدة الامريكية.